عدد من المعسرين المُفرج عنهم لـ «الثورة «: مشروع الغارمين أعاد لنا الحياة بعد معاناة لا تنتهي في السجون

 

غيبهم السجن عن أهاليهم لسنوات ،حرمهم من متعة الأجواء الأسرية اليومية التي يعيشها غيرهم خارج قضبان السجون، ضاعف المرض معاناة بعضهم وأيضاً قلة الحيلة، حبسهم المال وحده ولو كانوا يملكونه ما تحملوا مرارة العيش لبعض ساعات وسط تلك الجدران المغلقة عليهم ليلاً ونهاراً، إنهم المعسرون والغارمون الذين فرض الله لهم علينا نصيباً من زكاتنا، وبعد سنوات طوال لم يذكرهم أحد جاءت هيئة الزكاة بتوجيهات القيادتين الثورية والسياسية لتفتح لهم الأمل من جديد لتشرق شمس الحرية في وجوههم بعد أظلمت عليهم طويلاً وصار الحلم حقيقة والمسجون حرا طليقاً بين أهله مبتسماً سعيداً ،1500 معسر وغارم يتمتعون بالحرية ضمن المرحلة السادسة من مشروع الغارمين والمعسرين والذي سبق في مراحله الخمس الإفراج عن 1220 غارما ليصبح الإجمالي حتى اليوم 2720 إنساناً عاد إلى أهله وذويه بحمد الله وسلامته… 
«الثورة» واكبت تدشين المرحلة السادسة والتقت بعدد من المعسرين المُفرج عنهم وخرجت بالحصيلة التالية:

الثورة / أحمد السعيدي

البداية كانت مع الوالد خالد محمد صالح النمري 53 عاما الذي قضى عشر سنوات من عمره في السجن بسبب إفلاس مكتبه التجاري وإغلاقه وتعرضه لخسارة وديون متراكمة لم يستطع دفعها حيث بلغت تلك الديون 13 مليون ريال لعدد من التجار الذين رفضوا الصبر عليه فتم الزج به في السجن حتى الشهر الماضي حيث قامت هيئة الزكاة بدفع المبلغ كاملاً وتم طلاق سراحه ليعود إلى أهله بعد غياب طويل، وقد شكر الأخ خالد هيئة الزكاة ممثلة بالشيخ شمسان أبو نشطان وجميع العاملين في الهيئة على هذه الجهود التي أعادت لكثير من المساجين الأمل والحياة بعد أن وصلوا إلى مرحلة يأس شديد وإحباط كبير.
المعاناة والمرض
قبل ما يقارب التسعة أعوام وفي لحظة غضب أرتكب الحاج محمد وهيب 75 عام جريمة قتل بعد مشادات كلامية تحولت إلى اشتباكات بالأيدي في أحد أسواق محافظة صنعاء وانتهت بمقتل أحدهم وعلى إثر ذلك تم الحكم على الحاج محمد بدفع الدية المقدٌرة بـ 27 مليون ريال يمني وبسبب عدم المقدرة على دفعها تم الحكم على الحاج على بالسجن ،وخلف قضبان السجن المركزي بصنعاء بدأت فصول المعاناة وتجمعت الأمراض عليه حتى وصله نبأ البشرى بأن هيئة الزكاة ستقوم بزيارة السجن المركزي للتعاون مع المعسرين وبعد رصد حالته ها هو اليوم يغادر السجن متوجهاُ إلى أهله الذين فرحوا كثيراُ بخروجه بحمد الله تعالى حيث اشتاق لأولاده الثلاثة وبناته التسع.
أنقذتني هيئة الزكاة
محمد حميد الذي كان قريباُ من السجن بعد الحكم عليه في نيابة شمال الأمانة بدفع مليون ريال يمني ولم يستطع جمعها فتدخلت هيئة الزكاة التي زارت أيضاً النيابات والمحاكم وأفرجت عنه بدفع المبلغ بعد أن تأكدت أنه أحد المستحقين المعسرين الذين انطبق عليهم هذا المصرف من مصارف الزكاة..
الأخ محمد وصف شعوره في هذه اللحظة قائلاً: « سعادة كبيرة تغمرني بعد إنقاذي من السجن لعام كامل سيكون له التأثير الكبير في نفسي وفي أهلي حيث أنه لم يمض على زواجي سوى أشهر ولم أستطع دفع المليون بسبب عدم وجود عمل خصوصاً في الوضع الاقتصادي السيء التي تمر به البلاد نتيجة العدوان والحصار الذي استمر لأكثر من ثمانية أعوام»
ضحية العملة الفرنسية
الشيخ ياسين المتوكل صاحب الثلاثة وستين عاماً كان حاضراً ضمن المُفرج عنهم في هذا اليوم البهيج وقد تحث «للثورة» قائلاً:
« قضيت في السجن 8 سنوات من عمري واحدة منها في السجن الاحتياطي والباقي في سجن شرق الأمانة بعد أن كان عليّ دين مقداره ثلاثة آلاف وستمائة فرنسي «عملة فضية» حيث بدأت أعمل على خفيف أقوم بشراء عشرين أو خمسين وبعد ذلك الأطماع زادت للربح الكثير فوقعت في الفخ بداية العدوان وخسرت كل شيء وتم إيداعي السجن والحمد لله سعادتي اليوم لا توصف وشمس يجب أن تشرق في كل نفس بعد سنوات من العمر في غياهب السجن وآلامه الكبيرة التي لا تعد ولا تحصى»
حادث ثم سجن
محمد حسن البزاز من أبناء محافظة ريمة 49 عاماً تعرض لحادث مروري وتم علاجه بمبلغ مليون وثلاثمائة ألف ريال يمني قام باستدانتها من أحد الأشخاص الذي قام برفع قضية في المحكمة للحصول على حقه وبدورها المحكمة حكمت على الأخ محمد بالسجن حتى السداد وعندما سمع بمشروع الهيئة العامة للزكاة للتعاون مع المعسرين في السجون والمحاكم توجه إليهم فكان الفرج الكبير بقضاء دينه وإنقاذه من السجن حيث انه اليوم حراً طليقاً بين أهله.
جرام الذهب
الوالد نجيب الحسام عاش لمد عام وثلاثة أشهر في السجن بسبب دين قدره مليوناً وستمائة ألف حيث تحدث قائلاً:
« كان عندي دين لأحد محلات الذهب 53 جراماً من الذهب وكان السعر الجرام حينها خمسة آلاف ريال ولكننا لم نحدد في الورقة بأن الدين بسعر ذلك الزمان والمكان فاستغل صاحب هذا المحل هذه النقطة وفاجأني بطلب من المحكمة بسداد الـ53 جراماً بسعر الزمان والمكان حيث الجرام بثلاثين ألف ريال فبدلاً ما كان عندي مائتان وخمسون ألف ريال أصبحت مليون وستمائة ريال فتم الحكم عليّ بالسجن ولم أتوقع يوماً انني أستطيع سدادها بسبب الوضع المادي السيء لي ولكن الهيئة العامة للزكاة قامت بهذا الجهد الجبار ودفع المبلغ وإطلاق سراحي حيث فرحتي اليوم لا توصف وفرحة أهلي كذلك بعودتي بعد أن ظليت خلف القضبان لمدة عام وثلاثة أشهر»
سندات بـ 13 مليوناً
الوالد علي باكثير 64 عاما من محافظة حضرموت تعرض لسرقة سندات بقيمة ثلاثة عشر مليون ريال يمني فتم سجنه ليعيش أسوأ أيام حياته التي وصفها قائلاً:
« عام من السجن لم أذق فيه طعم النوم والراحة ولو لليلة واحدة فكانت الأيام والساعات والدقائق والثواني تمر بطيئة جداً حتى أني تمنيت ان يتوفاني الله وارتاح من ويلات السجن وعذابه والبعد عن الأهل والأصدقاء الذي لا يستطيعون سداد ديني إلا عندما يبيعون البيت الذي يسكنون فيه ويكون مصيرهم في الشارع ولكني رفضت ذلك وفضلت السجن على ان يعيش أهلي في بيتهم معززين مكرمين وعندما رضيت بما كتبه الله لي هبأ الله لي بهيئة الزكاة تبحث عني وتزورني وتقوم بسداد سبعة ملايين ريال من المبلغ والعفو عني في الباقي ليتم إطلاق سراحي دون علم أهلي حيث أنوي بأن تكون مفاجئة لهم»
لفتة إنسانية
عبد العزيز الخضمي بدأ مسروراً بخروجه من السجن الذي ظل فيه عشرة أشهر بسبب قضية مدنية عبارة عن كرامة بمبلغ نصف مليون ريال يمني حيث قال:
«نزلت الهيئة العامة للزكاة في 13 رمضان الماضي وقاموا بتسجيلي وانا داخل السجن ورفعوا كشف المعسرين ومن ضمنه اسمي ولذلك اشكر الهيئة والقيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس المشير مهدي محمد المشاط على هذه اللفتة الإنسانية الكبيرة التي تدل على وقوفهم مع المستضعفين من أبناء الشعب اليمن فبعد أن كنا في مقبرة الأحياء عندنا إلى الحياة الطبيعية من جديد»
يوم تاريخي
علي حميد الظليمي من محافظة حجة نزغ الشيطان بينه وبين أخيه فقام بالاعتداء عليه فتم الحكم عليه بأرشٍ وغرامة قدرها مليوناً وثمانمائة ألف ريال يمني وعندما لم يستطع سداداها تم إيداعه في سجن رداع محافظة البيضاء لمدة عام ونصف قبل أن تأتي هيئة الزكاة إليه وتتكفل بهذا المبلغ ويتم إطلاق سراحه حيث عبر عن فرحته الكبير بهذا اليوم التاريخي الذي اعتبره بداية حياة جديدة له.
تفريج الكُرب
خالد محمد حسن أحد المبشرين بالخروج من السجن قال:«أصيبت زوجتي بجلطة فقمت بأخذ قرضة حسنة بموجب سند وعالجت بها أم العيال وبعد أن صبر عليّ فترة قال لي بأنه يريد المبلغ الذي سلفني ولم استطع تدبير المبلغ فقام بتقديم دعوى إلى محكمة غرب الأمانة فتجاوبت معهم والزموني بدفع المبلغ فأخبرتهم بأني لا استطيع فقرروا حبسي حتى سداد الدين وحينها قدمت طلباً لهيئة الزكاة وكان هناك تجاوب كبير ثم زارني مندوب إلى السجن سلم لي المبلغ 2مليون ريال بعد ذلك استلمها الطرف الآخر طالب التنفيذ لأن الحكم كان تنفيذاً جبرياً بقوة الشرع والقانون وأغلقوا ملف القضية بفضل الله وتوفيقه أولاً ثم قيادتنا الثورية والسياسية التي تولي هذا المشروع الاهتمام وإن دل هذا فإنما يدل على أمانتهم وصدقهم في تفريج كربات المستضعفين من خلال مشاريع الزواج والمرض والمعسرين «
أطفالي تعولهم أمي
بينما قال الأخ هاشم بهوان-أحد المعسرين: لي ثماني سنوات في السجن المركزي منها سنتان في الاحتياطي وبدأت قصتي بالسعاية في بيع الديزل والبترول وكان يطلع عليّ عجز متراكم كوني اشتري بسعر غال ثم يتم التخفيض فجأة فاعتبره غريمي ديناً عندي حتى وصل إلى أربعة عشر مليون ريال يمني وبعد دخول أصدقائي وأقربائي في الموضوع تم تخفيض المبلغ إلى 8 ملايين فتم سجني حتى سداد الدين وفي شهر رمضان الفائت زارتني هيئة الزكاة إلى السجن ثم نزلوا إلى قريتي للتأكد أني لا املك شيئاً أقوم ببيعه وحتى أطفالي تقوم أمي بإعالتهم طيلة فترة سجني واليوم أعود اليها مطيعاً لها بفضل الهيئة العامة للزكاة التي فرجت كربتي أسال الله أن يفرج عليها وعلى اليمنيين جميعاً»
قصة معاناة
بدوره قال منصور علي الحداد-أحد المُفرج عنهم: « بدأت قصة معاناتي عندما استأجرت لوكندة واستراحة ثم حدثت لي مشاكل وتأخرت في إيداع الربح لصاحب المحل حتى طلب مني مغادرة المكان ودفع ما عندي وطلبني للمحكمة وتشارعنا ثلاث سنوات ثم حكمت المحكمة عليا بسبعة ملايين ريال فتم حبسي في المحكمة التجارية لمدة خمسة أشهر فقدمت الحكم للزكاة ودفعوا عليّ أربعة ملايين، وثلاثة ملايين من مؤسسة السجين والحمد لله اليوم أعود إلى أهلي سالماً»
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا