وكيل وزارة الصحة العامة لقطاع الطب العلاجي: لا يوجد من المخزون الدوائي في مراكز الغسيل الكلوي إلا القليل
رصاصة الرحمة لكل مريض يعجز عن سداد تكاليف العلاج الباهظة هي الموت
١٨ مركزاً لغسيل الكلى في المحافظات المحررة فقط وهي في الأصل تواجه عجزاً دوائياً شبه كلي
كشفت مخاطبات بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية عن تنصل المنظمة الأممية عن مسؤوليتها تجاه مرضى الفشل الكلوي بعد عام من المطالبات الرسمية لتوفير احتياجات المرضى الطبية.. وأظهرت المخاطبات طلب منظمة الصحة العالمية من وزارة الصحة بصنعاء البحث عن تمويل محلي، بعد عام من الانتظار ونفاد مخزون مراكز الغسيل الكلوي، وعبرت وزارة الصحة في خطاب تعقيبي إلى الصحة العالمية عن صدمتها، واصفةً توقيت ردها بالمتأخر والمتنصل عن المسؤولية تجاه مرضى الفشل الكلوي، وقالت الوزارة: المنظمة تعلم أننا بلد تحت الحصار ولا توجد لدينا موارد مالية لمواجهة كارثة نفاد مخزون أدوية ومحاليل الفشل الكلوي.. في السطور التالية نستعرض معاناة مرضى الفشل الكلوي فلنتابع :
الثورة/ حاشد مزقر
أوضح وكيل وزارة الصحة العامة لقطاع الطب العلاجي الدكتور علي جحاف، أن تواصل الوزارة مع المنظمة العالمية لم يقتصر على المخاطبات الرسمية وإنما تم عقد اجتماعات في نوفمبر مع كل المنظمات في اليمن لتذكيرها بأهمية توفير أدوية ومحاليل الغسيل الكلوي.
وذكر أنه لا يوجد لدى الوزارة من المخزون في مراكز الغسيل الكلوي إلا القليل، وقد لا يمكن من الصمود إلا إلى شهر مارس القادم فقط.
وقال جحاف إنه إذا لم تتلق الوزارة أي كمية إسعافية خلال فبراير الحالي فنحن أمام كارثة تهدد حياة مرضى الفشل الكلوي.
٤ مراكز فقط
أصبح هذا المرض في كل يوم يفتك باليمنيين وما زاد الطين بلة هو النقص الكبير في مراكز غسيل الكلى، حيث يوجد في العاصمة صنعاء 4 مراكز حكومية لغسيل الكلى وخمسة مراكز خاصة وفي محافظة صنعاء يوجد مركز وحيد وفي سائر المحافظات المحررة لا يوجد سوى 18 مركزا ومع توقف البرنامج الوطني للإمداد الدوائي والمركز الوطني عن توزيع الأدوية المجانية للمرضى الذين لم يعد أمامهم سوى البحث عنها في السوق التجارية وأمام عجز الآلاف عن دفع ثمنها فإنهم يواجهون المصير المحتوم وعذاب الموت البطيء.
واقع مرير
تلك مأساة كل مريض بالفشل الكلوي، (عبدالكريم أبوطالب) واحد من هؤلاء يعرفه الناس بوجهه الشاحب وجسده النحيل الذي أثقل كاهله المرض وهو دائم التردد على مركز غسيل الكلى في أمانة العاصمة ..وهو الذي قادته ظروف الحياة ليعيش واقعا مريرا مع الفشل الكلوي، «عبدالكريم» لم يتجاوز عمره 52 عاماً مع بداية شهر رجب الجاري، حيث فارق الحياة بسبب المرض الذي فتك به، مما جعل زوجته تتحمل مسؤولية 4 بنات بالإضافة إلى شقيقته المعاقة وتكاليف علاجها الباهظة الثمن والتي لم تعد قادرة على تأمينها بعد انقطاع الأدوية لدى القطاع العام وارتفاع أسعارها في الصيدليات، حيث أن مرضها مزمن مثل مرض شقيقها المتوفى.
زراعة الكلى
قصة أخرى يعيشها معاذ العبسي مع والده المريض، فلم يعد هناك قريب أو صديق لوالده إلا وطلب منه المساعدة كما يقول، ويضيف: أصبحت ظروف الناس صعبة للغاية بسبب انقطاع الرواتب وعدوان الآثمين على اليمن وليس هناك خيار آخر سوى السفر للخارج لإجراء عملية زراعة كلى لوالدي وفي ظل الظروف الراهنة وإغلاق مطار صنعاء لوجهة القاهرة ليس هناك من خيار سوى الانتظار واستمرار والدي في آلامه وأوجاعه.
مرارة المرض
محمد الخدري هو الآخر يعيش واقعا مريرا مع أوجاع الكلى وعمره اليوم ٤٧ عاماً، أصبح من المداومين أسبوعيا على مراكز الغسيل الكلوي الخاصة، فهو يعاني المرض ويكابد أوجاع الألم خلال السنوات الأخيرة مما جعله متأكدا من انخفاض قدرة و فعالية الأدوية بسبب ضرورة إجراء عملية حاسمة في الخارج تنهي أوجاعه، فلم تعد الأدوية سوى عامل مهدئ و التي أصبحت تكاليفها باهظة الثمن والتي لم يعد قادرا على تأمينها بعد انقطاع الأدوية من القطاع العام وارتفاع أسعارها في الصيدليات، حتى يتجرع دواء مشكوكاً في صلاحيته للأسف وكل ذلك بسبب عدوان الآثمين على اليمن.
آلاف الحالات تحتاج للسفر
وزارة الصحة حذرت من كارثية معاناة المرضى اليمنيين جراء استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل قوى العدوان أمام المرضى المحتاجين للسفر للعلاج في الخارج بعد أن بلغ عدد المرضى بالفشل الكلوي في المحافظات المحرة الآلاف، معظمهم بحاجة للسفر إلى الخارج لإجراء عملية زراعة الكلى.
وذكرت الوزارة أن هناك نقصاً كبيراً في مراكز غسيل الكلى حيث يوجد في العاصمة صنعاء 4 مراكز حكومية لغسيل الكلى وخمسة مراكز خاصة وفي محافظة صنعاء مركز وحيد وفي سائر المحافظات المحررة لا يوجد سوى 18 مركزا وهي في الأصل تواجه عجزاً دوائياً شبه كلي.
رصاصة الرحمة
هذه الأرقام المتصاعدة للمرضى توضح خطورة الحالة التي وصلت إليها الخدمات الصحية في بلادنا نتيجة العدوان والحصار المستمرين ليصبح الموت عند هذه الحدود الكارثية هو الأقرب. بل إنه صار رصاصة الرحمة لكل مريض صار غير قادر على السفر وغير قادر على شراء العلاج أو الوصول إليه بفعل شحة الدواء وغلاء ثمنه في السوق المحلية.