ملامح من الصورة

ربما يعتقد البعض أن الأمثل والأفضل لنا كبشر التعامل مع المواقف بكل تقلباتها وملامحها الظاهرة أو الخفية, بأسلوب قد يكون هو الأنسب في ظل الظروف المتشعبة, القاسية بكل تفاصيلها والأسلوب في الغالب هو اللامبالاة والذي ينعم به البعض من البشر دون ضغوطات أو تقليد, لأنهم خلقوا غير مقيدين بأي صراع وغير آسين لما تحمله لهم الدنيا من منغصات, أو إشارات حمراء أو بيضاء فهم يعيشون كما يعيش الآخر, لكنهم يختلفون عنهم في تقدير الأشياء أو الاهتمام بها أو تعقيدها’ لا ينتبهون للتفاصيل القادمة, لكنهم ينعمون في ظلها غير منقادين للتدبير أو التحويل, حتى معاملتهم للآخر تتسم هي الأخرى بالبرود المميت والذي يشعرك بالحاجة للصراخ والتوبيخ والتأنيب وأمور غير ذلك.
الكثير منا يحسد هؤلاء على جمود أعصابهم لكنه يتعجب من أسلوب حياتهم فالظروف المحيطة بهم تساعدهم في الاستمرار بتلك الطريقة ولعل القدر هو السند في جميع أحوالهم, فهناك اتفاق بينهم وبين ما قدر لهم في الحياة, والميزان الذي أنزل عليهم كان أشبه بالغطاء الممتنع والواقي من التلوث أو العدوى .
وهذا من فضل الله عليهم, ولأن خلقه بميزان ومقدار فهكذا هم, لا يشبههم أحد .
والنوع الآخر من البشر هم ما نسميهم ب ( المعقدين ) وهؤلاء هم عكس الصورة تماما لأنهم يدققون في تفاصيل حياتهم ويضعون علامات الاستفهام عند كل منعطف, حتى أنهم يموتون من كثر الهم ومراقبة ملامح الكون بكل حذافيره . وفي قرارة أنفسهم لا بد أن يبقوا متيقظين دوما لما يدور حولهم ولا يفوتوا أي فرصة تريد المساس بهم وإضرارهم, وهؤلاء حتما لن يتعبوا أنفسهم فقط, أيضا من حولهم ومن يرافقهم في نومهم أو يقظتهم, فلا يرتاحون ولا يريحون .
النوع الثالث هم من يتناولون الأشياء على محملين, ويتعايشون مع الأشياء بجد ومبالاة, ويستطيعون قياس المسافات المفروضة لكل صورة, والتغاضي عن أشياء أخرى لا تلزمهم ولا تعيق حياتهم ويقدرون الأمور بموازينها, وهؤلاء أيضا يساندهم الحق ويكتسبون طاقتهم من قواعد سليمة ومتميزة تقيهم المشاكل أو الخوض فيها .
إذن يا ترى من أي فريق ننتمي ¿
وماذا يجب علينا احتكاره ¿
وما هي الخطة أو الأسلوب الواجب علينا اتباعه ¿
علينا دراسة أسلوبنا في التعايش مع أنفسنا أولا ومع الآخر ثانيا, حتى لا نتأخر في استغلال الوقت والجهد معا .

قد يعجبك ايضا