العراق بطل بالكأس والجمهور والاستضافة

د. محمد النظاري

 

خسر كل من راهن على فشل العراق حكومة وشعبا ومنتخبا في تنظيم خليجي 25، وعرف الجميع بأن كثرة تأجيلات استضافة العراق لبطولة كأس الخليج في محافظة البصرة، لم تكن ترتكز على معلومات دقيقة، بل كانت تستقي من الإعلام، وهو نفسه الذي تحدث عن فشل قطر، قبل أن تنجح في تنظيم كأس العالم 2022م وينجح العراق بعدها في أقل من شهر في تنظيم كأس الخليج 2023.
البطل الحقيقي هو الجمهور العراقي الذي لم يكن اللاعب رقم 12 للمنتخب العراقي، بل كان اللاعب رقم واحد لكل المنتخبات دون تمييز.
ما حصل في الافتتاح والختام تدافع الجمهور، مرده الشغف بكرة القدم، حتى لو تعلق الأمر بالروح نفسها، وهذا رد على غطرسة الفيفا، التي حرمت العراقيين من اللعب على أرضهم وبين جماهيرهم.
المنتخب العراقي ما كان له إلا أن يكون البطل، وهو أقل رد لجميل الجماهير، وقد أوفى بوعده، رغم شراسة المنتخب العماني، ليتوج باللقب الرابع في تاريخه.
حفلا الافتتاح والختام، كانا مبهرين، وعكسا بالفعل استفادة العراقيين من التجربة القطرية وهذا يحسب للكوادر العراقية.
التحكيم كان من النقاط الإيجابية في البطولة، واستخدام تقنية (الفار) انصفت المنتخبات في غالبية الأحداث، وإن مثل نقص الكاميرات عائقا أمام بعض الحالات.
أتعب العراقيون من بعدهم من الدول، فلن تجد البطولات مثل كرم أهالي البصرة، الذين تحولوا لضيوف، وأصبح الضيوف هم أهل المدينة الفيحاء.
كان العراق والعراقيون يحتاجون لمثل هذه البطولة لاستعادة مجدهم الذي أخفت بريقه الحروب، وها هم اليوم يرون العالم بلد مهد الحضارات، خاصة من خلال تجسيدهم للباس التاريخي المصور لمجد العراق التليد.
أبارك لكل زملائي دكاترة جامعة البصرة، الذين زاملتهم في مرحلة الماجستير في هذه المدينة العلمية الفقهية الزاخرة بالعلماء والصالحين، فمبارك عليهم تحقيق اللقب الرابع ومبارك عليهم التنظيم الرائع والمنشآت الجميلة.
المنتخب العماني هو البطل غير المتوج في هذه البطولة، فله كل التقدير والاحترام، خاصة على أدائه الأكثر من رائع أمام العراق في النهائي، بعد تعادله معه في الافتتاح، ليصبح من النوادر أن مباراة الافتتاح والختام لنفس المنتخبين.
العراق وعمان كانا في مجموعة منتخبنا، ووصولهم للنهائي يبين مدى قوة المجموعة التي تواجد فيها منتخبنا الوطني، الذي يحمل خامة جيدة، ينبغي الاهتمام بها.

قد يعجبك ايضا