بثت شبكة “سي إن بي سي”، تقريرا عن مشروع “نيوم” الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بتكلفة إجمالية تصل إلى 500 مليار دولار.
ولفت التقرير إلى أن ابن سلمان يريد تقديم نفسه من خلال “نيوم” على أنه ليبرالي إصلاحي، ويريد غسل سمعته بعد اتهامه بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقالت الشبكة في تقريرها إن التحدي الأكبر الذي يواجه مشروع ابن سلمان، هو كيفية الحصول على تمويل للمرحلة الأولى من المشروع والتي من المتوقع أن تبلغ تكلفتها 320 مليار دولار.
وبحسب التقرير فإن ميزانية صندوق الاستثمارات السعودي “الصندوق السيادي” تتراوح بين 600 إلى 700 مليار دولار، وبالتالي يتعذر تمويل إنشاء “نيوم” من أموال الصندوق، ويوجد تحد كبير في طريقة إيجاد مستثمرين لضخ أموالهم.
وأوضح أن فكرة تمويل المدينة، بعرضها للاكتتاب العام، وهذا ينسجم مع فكرة أن المدينة عبارة عن مؤسسة مدنية رأسمالية تماما.
وتابع أن هذا أمر غير معهود في إقامة المدن وإدارتها، الأمر الذي يجعلها غير عادية من هذه الناحية كما أنهم يتحدثون عن جلب استثمارات من مستثمرين إقليميين، ومن مستثمرين سعوديين مثل مستثمري القطاع الخاص في السعودية، فهم يحاولون إيجاد نوع من التمويل المختلط.
ونقل التقرير عن الصحفي في “ذي أتلانتك” غريام وود، قوله إن ابن سلمان يريد بناء مدينة بتكلفة مئات المليارات من الدولارات، في منطقة “لا يوجد فيها زراعة، أو أي شيء آخر”.
فيما ذكرت فيفيان نيريم من مكتب الخليج في صحيفة “نيويورك تايمز”، أن ابن سلمان يريد أن ينشئ مدينة لم يسبق لها الوجود في العالم على الإطلاق.
وتابعت: “يريد شيئا من خارج الصندوق تماما، شيئا لم يسبق للعالم بتاتا أن شاهده من قبل، وأنه هو الذي أتى به إلى الوجود”.
ونوه التقرير أيضا إلى قبيلة الحويطات التي هجرتها السعودية للبدء في مشروع تشييد “نيوم” الذي يقع على مساحة أكثر من 10 آلاف كم مربع.
ويسعى محمد بن سلمان إلى إغراء أسماء كبيرة لكي تصبح جزءاً من هذا المشروع من خلال منحهم عروضاً لا يملكون رفضها.
ففي عام 2017 أستأجر المشروع ثلاث شركات من أكبر شركات الاستشارات في العالم، ماكنزي وشركاه، وبوسطن للاستشارات، وأوليفر وايمان، في صفقات تقدر بالعديد من ملايين الدولارات.
ليس هذا فحسب، بل تقدم نيوم رواتب سخية لأصحاب المواهب عبر العالم وهي رواتب معفية تماماً من الضرائب.
وفي 2022م نشرت صحيفة ذي وول ستريت جورنال تقريراً جاء فيه أن المشروع يدفع لكبار المدراء ما يقرب من 1.1 مليون دولار في السنة.
تهجير الحويطات
وحول تهجير الحويطات، قال التقرير إن “نيوم” سيبقى تحت المجهر الآن بسبب معاملته للقبيلة التي تسكن المنطقة منذ مئات السنين.
وأوضح أن عائلات من القبيلة تم إخراجهم عنوة وبقوة السلاح، وتم قتل الناشط الشهير عبد الرحيم الحويطي، ووصمه بالإرهاب، لرفضه مغادرة منزله.
ولفت إلى أن حادثة الحويطي “لم تكن معزولة، فقد كان هناك ما يشبه جيوب المقاومة ضد إعادة التوطين والاعتقالات وما يواجهه الناس من عواقب، ثم مع الوقت تم إسكات تلك المقاومة”.
وأضاف أن “الناس يخافون، أو ربما قرروا السير على قاعدة (هل تعرف ماذا، أنا فقط أحتاج لأخذ التعويض والانتقال بحياتي إلى مكان آخر لأن المقاومة من الواضح أنها لن تكون مجدية)”.
وأشار التقرير إلى الحكم بالإعدام الذي صدر مؤخرا ضد 3 من أفراد قبيلة الحويطات الذين رفضوا تهجيرهم قسريا.