في انتظار نتائج التحركات الإقليمية
صنعاء تؤكد: السلام المشرف هدفنا والحالة القائمة مرفوضة من كل أبناء الشعب
العدوان خسر المعركة بكل المقاييس العسكرية .. وتقارير دولية تنصح السعودية بالانصياع
موقع فرنسي: لدى السعودية فرصة لإنهاء الحرب والنأي بنفسها من الهجمات الباليستية
الثورة / وديع العبسي
منذ انتهاء الهدنة، وفشل الطرف الآخر بأن يكون في مستوى المسؤولية، ازدحم الخط الزمني الممتد حتى مجيء الوفد العماني بالكثير من الرسائل، بعضها مباشرة- وهي التي برزت في ما كانت تطلقه صنعاء من تصريحات- وبعضها غير مباشرة وهي التي تمثلت بتفعيل معادلة حماية الثروة اليمنية، والتي قالت من خلالها صنعاء أن زمن نهب الثروة قد ولّى.
وكلا الصيغتان أكدتا على رفض كل تلك المحاولات التي هدفت لتمرير الرؤية الأمريكية للسلام في هذه المنطقة من العالم، وهي الرؤية التي لا تنسجم إطلاقا مع المطالب اليمنية التي تخرج عن الإطار الإنساني.
وعليه.. يصير الذهاب إلى القبول والرضوخ لهذه الرغبات إعلاناً بالانكسار وهو ما يبدو مجافيا للمنطق، فلا شيء بإمكانه إجبار اليمنيين على تحمل ويلات الاستهداف الاقتصادي وأن يعيشوا سنوات أخرى في انتظار سلة غذائية مشوهة تأتيهم بها منظمة، بينما بمقدورهم الاكتفاء بثروتهم النفطية والغازية ليحيوا في اطمئنان على لقمة العيش.
زد على ذلك أن الثروة- بكل أشكالها- تذهب لنفر قليل من عديمي الضمير ممن اكتفوا بالفتات ثمنا لتمكين الآخرين من الغزاة والمستعمرين، من نهب ملايين الأطنان من النفط والغاز.
أي طرح يخرج عن الواقعية لا شك أنه سيلتقي الاستهجان، وسيكون دافعا آخر للسير في اتجاه حسم المعركة وأخذ الحقوق بالقوة، وحتى الآن يبدو أن تفاعلات المشهد تندفع للسير إلى هذا الخيار.
»نيوز- 24«
ليس اليوم كالامس، أو كيوم أعلن التحالف انطلاق عدوانه على اليمن، فالجاهزية القتالية والجهوزية في العتاد، فضلا عن ترسخ الثقة والقناعة لدى اليمنيين بصدق تحركهم الوطني دفاعا عن الأرض والعرض، أمر قد قلب المعادلة رأسا على عقب، وشهدت بذلك كبريات الوكالات الإعلامية والبحثية الدولية.
مؤخرا، قال موقع ”نيوز-24“ الإخباري الفرنسي، إن الحصار المفروض على اليمن هو أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تصاعد التوترات، حيث تتهم صنعاء كلاً من الرياض وأبو ظبي بسرقة موارد البلاد النفطية وتحرمان اليمنيين من مخزونهم..
وأكد الموقع الفرنسي أن لدى السعودية الآن فرصة لإنهاء الحرب، وأن لم تنصع، فإن الهجمات الباليستية الواسعة النطاق وضربات صواريخ كروز ضد البنية التحتية الحيوية السعودية يمكن أن تدفعها مباشرة إلى طاولة المفاوضات.
ونوه الموقع الفرنسي: بصرف النظر عن تغير الأحداث، من الواضح أن النفوذ الأمريكي في شبه الجزيرة العربية يتراجع بسرعة وأن جزءًا من إرثه سيكون تلك الحرب الوحشية التي أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص، والتي رفضت إدارة بايدن إنهاءها.
»ذا هيل«
والى ذلك دعا باحثان بمركز «كاتو» الأمريكي للبحوث، الكونجرس الأمريكي إلى تحميل السعودية المسؤولية عن ضحاياها في اليمن، وأشارا إلى مقتل أكثر من 377 ألف يمني جراء الحرب.
وذكر «جوردان كوهين» و”جوناثان إليس”، في مقال نشراه بصحيفة «ذا هيل»، المقربة من الكونجرس، أن إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» أتيحت لها العديد من الفرص لمحاسبة السعودية، لكنها لم تفعل، خاصة بعد رفضها الشديد مشروع قرار يسحب صلاحيات قرار الحرب في اليمن، ما يعني إنهاء تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الرياض، وتلويحها باستخدام حق النقض.
ووصف «كوهين» و”إليس” موقف الإدارة الأمريكية بأنه «تناقض بالنسبة لحزب سياسي قضى النصف الأخير من إدارة ترامب في انتقاد علاقة الرئيس السابق بالسعودية».
وأشار البحث إلى أن أهداف السعودية في اليمن بسيطة، وهي تمكين «زعيم دمية» يعمل لصالحها، حسب وصف الباحثان، وقمع أي معارضة سياسية حتى لو كانت مدنية، ولذا شكلت تحالفًا في عام 2015 وتدخلت عسكريا في اليمن.
»ذا إنترسبت«
كما تؤكد هذه المواقع أن السياسة الرعناء للإدارة الأمريكية، لا تزال تدفع بالأمور الى إطالة أمد الصراع، وقال موقع «ذا إنترسبت» إنّ إدارة بايدن تواصل الوقوف إلى جانب السعودية، ما يمكن أن يؤدّي إلى استئناف حربٍ شاملة.
وذكر موقع «ذا إنترسبت»، في تقرير، أنّ «دبلوماسية الرئيس الأميركي جو بايدن في اليمن تعني الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى أنّ هذه الدبلوماسية «قد تشعل حرباً شاملة».
وقال «ذا إنترسبت» إنّ «البيت الأبيض علّق على قرار بيرني ساندرز بشأن سلطات الحرب بأنّه سيطيل أمد الحرب، لكن في الواقع إنّ جهود بايدن هي التي تُطيلها».
وبيّن التقرير أنّ «الإدارة تُعارض بشدة قرار سلطات حرب اليمن لعددٍ من الأسباب، خلاصتها هي أنّ البيت الأبيض يعدّ هذا القرار غير ضروري، ومن شأنه أن يعقّد إلى حد كبير الدبلوماسية المكثفة والمستمرة لوضع حد حقيقي للصراع»، حد كلام الموقع.
اللاحرب واللاسلم
في السياق، وقد امتلك اليمنيون كل عوامل الانتصار، جاءت التصريحات من المستويات المختلفة للقيادة على كثير من الثقة محذرة ومتوعدة من استمرار هذا الوضع غير الطبيعي من اللا حرب واللا سلم، وأمس الأول رأس عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي، اجتماعا للجنة التحضرية للمؤتمر الوطني للأمن البحري.
وفي الاجتماع، أشاد عضو المجلس السياسي الأعلى بالجهود التي تبذلها اللجنة التحضيرية من ترتيبات للمؤتمر في مصلحة خفر السواحل والجهات ذات العلاقة.
وأشار إلى أهمية المؤتمر في ظل ما يمر به الوطن من عدوان. من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن جلال الرويشان، أن انعقاد المؤتمر بمشاركة الجهات ذات العلاقة سيوصل رسالة قوية لقوى العدوان، وأن حالة السلم في البر لا بُد أن يقابله السلم في البحر.
وأشاد الفريق الرويشان بالجهود التي تبذلها جميع اللجان المنظمة للمؤتمر، والحرص على إنجاحه والخروج بتوصيات تعزز دور الأمن البحري، محليا ودوليا.
فيما أكد وزير الداخلية، اللواء عبدالكريم الحوثي، حرص القيادة السياسية ودعمها المستمر لانعقاد المؤتمر.. وقال اللواء الحوثي: «إنّ الجمهورية اليمنية لا تقبل المساس بسيادتها وحدودها البحرية أو البرية، وأن مياهنا جزء لا يتجزأ من سيادتنا وأمننا القومي للبلد».
بدوره، استعرض رئيس مصلحة خفر السواحل، اللواء شاهر القحوم، ما تم إنجازه في الإعداد والتحضير والتواصل مع الجهات المشاركة بالأوراق العلمية .. مثمنا دعم قيادة وزارة الداخلية في الإعداد والتحضير لانعقاد المؤتمر.
وعقب الاجتماع، اطّلع عضو المجلس السياسي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ووزير الداخلية، على سير العمل في مصلحة خفر السواحل والإدارات التابعة لها، وثمنّوا كافة الجهود المبذولة من منتسبي قوات خفر السواحل في المصلحة وقطاع البحر الأحمر.
وكان قد أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أن استمرار قوى العدوان في الحصار الاقتصادي واستمرار حالة اللاحرب واللاسلم لن تطول، وصنعاء لديها أكثر من خيار.
وقال الرويشان، إن موقف صنعاء واضح ولا يحتاج إلى مفاوضات سرية أو إخفاء ما أُعلن عنه وهو مع السلام العادل الذي يحفظ لليمن حريته واستقلاله.
وأضاف: نأمل أن يعي العدوان ماهية الرسائل التي حملها الوفد العماني، ونحن نملك الخيارات العسكرية والجهوزية التامة لقواتنا المسلحة والعدوان لمس هذا في أكثر من موقف.
وأوضح أن صنعاء لديها متطلبات إنسانية ومشروعة وهي تتعلق بوقف الحرب ورفع الحصار وخروج الأجانب من اليمن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.
من جانبه قال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور حميد المزجاجي، إن تحالف العدوان ما زال يراوغ وهو يريد أن يخرج من هذا المأزق، لكنه يريد ذلك بطريقته غير المنصفة لشعبنا والتي لن نرضى بها.
وأضاف: مطالبنا واضحة ومحقة وعليهم إعادة أموالنا من عائدات ثرواتنا لصالح صرف المرتبات ولا نريد منهم أن يتصدقوا علينا.
واعتبر مسألة أن الرواتب تصرف من ميناء الحديدة غير منطقية، لأن إيرادات ميناء الحديدة جزء يسير من العائدات ولا يتعدى 7 % من العائدات التي كانت تصرف للرواتب من الغاز والنفط اليمني.
وأوضح المزجاجي أن 90 % من العائدات مع تحالف العدوان الأمريكي السعودي وتورد إلى البنك الأهلي في جدة.
وذكر أن نقل البنك المركزي إلى عدن كان قرارا خاطئا له تبعاته الكارثية، ورغم ذلك فهم لم يلتزموا بصرف المرتبات لجميع الموظفين.
وبين أن في المحادثات الأخيرة أصر الطرف الوطني على دفع المرتبات من عائدات النفط والغاز وأن تفتح المطارات والموانئ وأن يرفع الحصار ويخرج المحتل الأجنبي من كامل أرضنا.
إلى ذلك قال نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي، إن دول العدوان لم تتحمل مسؤولية وعودها السابقة كاملة ومن ضمن بنود الهدنة إلزامهم بإعادة الأموال لصالح مرتبات جميع موظفي الدولة.
وأوضح أن تهرب دول العدوان عن تنفيذ التزامات الهدنة جزء من الحيل الخداعية ودليل على أنهم لا يتحملون مسؤولية تلك الوعود.