في الغرب.. المرأة منهكة معنويا ومنتهكة جسدياً
فرنسا وبريطانيا تتصدران لائحة دول الاتحاد الأوروبي في ضحايا الاغتصاب والعنف ضد المرأة
تتعرض المرأة الأوروبية للضرب والإهانة وتواجه العنف والتمييز فيما تستغل أبشع استغلال وهي الضحية الأولى في المجتمع الغربي نجدها مكبلة منهكـة معــنويًا ومنتهكـة جســديًا الأمر الذي يمكن أن يدفعها إلى الانتحار وإنهاء حياتها.
وكما نجدها مضطهدة غارقة في قسوة الحياة، تحاول النجاة. فالكل يتحكم فيها ويتاجرون بها لكونها أنثى.
ولا تزال المرأة في أوروبا تعاني من الإهانة والإذلال وتتعرض للاضطهاد وينظر لها وكأنها سلعة يمكن أن تباع وتشترى.
الثورة / متابعات
انتشار مخيف
فيما يرى مختصون بان العنف ضد المرأة هو انتهاك لحقوق الإنسان وشكلا من أشكال التمييز على أساس الجنس. وتتخذ أشكالاً عديدة في أوروبا وكما أن تقديرات حجمها مقلقة ومخيفة خاصة أن هذا العنف له تأثير كبير على الضحايا ويفرض عبئًا ثقيلًا على المجتمع الأوروبي.
ووفقًا لوكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الإنسانية «FRA» تؤكد انتشار العنف ضد المرأة بشدة في أوروبا، حيث إن ثلث النساء أي ما يقرب من 62 مليون سيدة في دول الاتحاد الأوروبي تعرضن للعنف الجسدي من قبل الرجل. وغالبًا ما ترتبط أسبابه بالفقر والتبعية الاقتصادية والتمييز بين الجنسين ويعد الافتقار إلى الاستقلال الاقتصادي أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها المرأة الأوروبية عندما تحاول ترك شريكها الذي يسيء معاملتها. وتدرك مراكز مناهضة العنف في جميع أنحاء أوروبا أن النساء غالبًا ما يجبرن على الاستمرار مع الشريك العنيف بسبب اعتمادهن المالي عليه. وتقترن هذه المسألة بحقيقة ضعف مشاركة النساء في سوق العمل وفى الأدوار الإدارية حيث لا يزال معدل إجمالي عمالة الإناث أقل من الرجال.
قتل النساء
ووفقًا لموقع Statista المخصص للإحصائيات العالمية فإن العديد من الدول الأوروبية شهد مؤخرا عددًا كبيرًا من حالات قتل الإناث المبلغ عنها رسميًا. حيث يمثل قتل الإناث أكثر حالات العنف ضد المرأة تطرفًا. وهناك ما يقدر بنحو 400 حالة قتل للإناث في بولندا، و117 في ألمانيا، و102 في إيطاليا، و99 في المجر. فيما أثارت جرائم القتل الوحشية موجة من الاحتجاجات والغضب خلال العام الجاري في فرنسا، إحدى أغنى دول العالم، بعد أن فشلت الحكومة الفرنسية في التصدي لقتل النساء. كل هذا له تكلفة إضافية على المجتمع والاقتصاد، حيث يقدر المعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين (EIGE) أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يكلف أوروبا حوالي 366 مليار يورو كل عام. ويشكل العنف ضد المرأة 79 % من هذه التكلفة التي تصل إلى 289 مليار يورو.
العنف الجنسي
فيما تواجه مئات الآلاف من الأوروبيات خطراً كبيراً بالتعرض للعنف الجنسي والتحرش في أماكن العمل كون السلطات وأصحاب العمل يفشلون في توفير الحماية المناسبة لهن. ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية «BBC» يتم تهريب آلاف النساء إلى المدن الأوروبية بهدف الاتجار بهن.
والعنف ضد المرأة في العالم الغربي وأمريكا و اليابان- والتي تفوقت جميعها وبنسب مخيفة و مرعبة -معزز بإحصائيات رسمية من منظمات الاتحاد الأوربي و الأمم المتحدة . حيث تبلغ نسبة العنف الأسري، والعنف ضد المرأة في الولايات المتحدة نسبا عالية تتراوح نسبة النساء اللاتي تعرضن إلى الإيذاء من شركائهم سواء كانوا أزواجاً أو أصدقاء وبلغت هذه النسبة ما بين 20 ٪ إلى 40 ٪ وان 8,4 ٪ من النساء تم إيذاؤهن خلال العام الماضي، وأن هناك حوالي 3,2٪ تعرضن للإيذاء مرات عديدة، ومجمل العدد الذي تعرض للإيذاء من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية هو حوالي 4,4 مليون امرأة .
وتشير الدراسات إلى أن نسبة الاعتداء والعنف على النساء الحوامل ما بين 8 ٪ إلى 16 ٪، وهذه نسبة عالية لمرأة في ظروف جسدية ونفسية صعبة ثم إنها تعاني من سوء المعاملة والإيذاء من شريكها. وللأسف الشديد فإنه لا توجد دراسات تبين هذا الإيذاء أثناء الحمل والاضطرابات النفسية بعد الولادة.
و70 %من الزوجات يعانين الضرب المبرح و4 آلاف امرأة يقتلن في كل سنة على أيدي أزواجهن أو منْ يعيشون معهن.74 % من العجائز النساء فقيرات و85 % منهن يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعدة .
حقائق صادمة
بينما تفيد الإحصاءات البريطانية بأن امرأة من بين أربع نساء تتعرض للعنف في مرحلة ما من مراحل حياتها وامرأة من بين تسع نساء تتعرض الآن للعنف وامرأة على الأقل تقتل أسبوعياً على يد الزوج أو الشريك.
كما أن العنف المنزلي يشكل نسبة 25 % من الجرائم. وهي نسبة لا تعكس الحجم الحقيقي للعنف لان معظم الحالات لا تصل إلى الشرطة. واللافت أن حالات العنف تزداد في فترة أعياد الميلاد و30 % خلال فترة الحمل.
هذه الحقائق تستدعي القلق، حيث أظهرت إحصاءات جديدة تؤكد بأن عدد النساء اللواتي قُتلن على يد الشريك الحالي أو السابق ارتفع بنسبة الثلث تقريباً خلال سنة واحدة فقط.
وتشير البيانات التي نشرها مكتب الإحصاء الوطني البريطاني إلى مقتل 80 % امرأة على يد الشريك الحالي. وارتفع العدد الإجمالي للنساء ضحايا جرائم القتل.
وقد قضى نصف هؤلاء الضحايا تقريباً في جرائم قتل منزلية مع كون المشتبه به شريك الضحية وقت الجريمة أو شريكها السابق في 38 % من الحالات.
الاستغلال الجنسي
كشفت الشرطة الجنائية الألمانية أنّ كل خمس دقائق تتعرض امرأة للتهديد والضرب والاستغلال الجنسي أو الاغتصاب من قبل الأزواج أو أعضاء العائلة من الذكور.
وأكدت الإحصائية التي أوردتها الشرطة أنّ عدد ضحايا ما يُسمى بالعنف المنزلي ارتفع ما بين العامين الأخيرين من 121.000 حالة إلى نحو 140.000 حالة.
وتفيد السلطات أن حالات العنف غير المعلن عنها كبيرة حيث إن 20 % على أبعد تقدير من الأشخاص المعنيين يطلبون المساعدة أي إنّ 80% من الحالات لم تضمن في الإحصائيات. الماضية .بينما35 %من النساء في ألمانيا تعرضن منذ سن الخامسة عشرت للعنف الجسدي أو الجنسي أو كليهما معاً.
20 % من النساء تعرضن للعنف الجسدي من قبل الشريك أو الزوج.
8 % من النساء تعرضن للعنف الجنسي من قبل الشريك و7 % من قبل طرف آخر.
50 % من النساء تعرضن لشكل من أشكال العنف النفسي من قبل الشريك الحالي أو السابق.
60 % من النساء تعرضن على أقل تقدير لشكل من أشكال التحرش الجنسي.
جرائم عنف
تشكل النساء الغالبية العظمى من ضحايا الاغتصاب والعنف في الاتحاد الأوروبي، وتتصدر فرنسا وإنجلترا لائحة دول الاتحاد الأوروبي في عدد الحوادث من هذا النوع.
وفق مكتب الإحصاء الأوروبية، فإن فرنسا تأتي في مقدمة الدول التي شهدت جرائم عنف ضد المرأة، حيث بلغ عدد ضحايا جرائم العنف ضد المرأة 601 امرأة،و380 في ألمانيا و227 في إنجلترا.
فيما بلغ العدد في إيطاليا 130وفي إسبانيا 113 امرأة خلال الفترة نفسها.
ألمانيا وفرنسا تشهدان أيضا ارتفاعا ملحوظا في أعداد جة رائم الأزواج
وطبقا لمعلومات من مكتب الإحصاءات الأوروبي احتلت ألمانيا المرتبة الأولى بين دول الاتحاد في عدد جرائم قتل الأزواج لزوجاتهم ب189 جريمة تلتها فرنسا ب123 جريمة وثم رومانيا ب 84 جريمة إنجلترا بـ70 جريمة إيطاليا 65 جريمة.
وتظهر الإحصاءات ارتكاب جريمة عنف ضد المرأة من قبل الأزواج أو الأزواج السابقين مرة كل ثلاثة أيام في فرنسا.
كما تشير الإحصائيات إلى تأثر 220 ألف امرأة سنويا من العنف الأسري.
ونتيجة للعنف ضد المرأة تيتّم 43 طفلا خلال العام الجاري، فيما تقدمت 800 ألف امرأة ببلاغات للشرطة بسبب تعرضهن للعنف.
وخلال الـ15 عاما الأخيرة قُتلت أكثر من ألف امرأة، وتيتم حوالي 300 طفل بسبب حوادث العنف ضد المرأة .