إيران تجدد دعمها للسلام المشرف في اليمن.. وتحالف العدوان يشرع باستهداف الجبهة الداخلية

عُمان.. جهود اللحظة الأخيرة لكسر الحصار سلماً

 

الأجهزة الأمنية تتحرك سريعاً لسد الثغرات الداخلية قبيل معركة قد يكتوي بلظاها العالم

الثورة/إبراهيم الوادعي

مع مغادرة الوفد العماني صنعاء اتجهت الأنظار إقليميا ودوليا إلى مسقط، لا دخان أبيض متوقع أن يتصاعد رغم بذل سلطنة عمان جهودا كبيرة لحلحلة الوضع في اليمن واستدامة السلام لكن تلك الجهود تصطدم بالتعنت والصلف الأمريكي والإقليمي من قبل النظامين الإماراتي والسعودي .

فقد نقل الوفد العماني إلى صنعاء أفكارا جديدة بشأن مطار صنعاء عبر توسيع عدد الوجهات المباشرة منه وإليه، وتخفيف الرقابة عن ميناء الحديدة، فيما ظلت العقدة الكبيرة في ملف الرواتب .

مقترحات فنية في ملفات مطار صنعاء وميناء الحديدة والرواتب حملها الوفد العماني في جعبته، ناقشها مع القيادة في صنعاء التي أعادت التأكيد على أمرين هامين وهما:

الأول: إن طريق السلام في اليمن سهل متى توفرت النية الجادة لدى تحالف العدوان، وإثبات الجدية في الملف الإنساني يمثل المدخل نحو الحلول السياسية عبر فصل هذا الملف وإنزاله عن طاولة المقايضة السياسية.

والأمر الآخر إن العودة إلى القتال أمر صنعاء لا تخشاه كما يحاول تحالف العدوان أن يصور ذلك إعلامياً، فبقاء الحصار هو أخطر من اشتعال الجبهات، والموت جوعا ليس من شيم اليمنيين، لكن صنعاء الحريصة على دماء شعبها هو ما جعلها تمدد الهدن وتعطي فرصا للتهدئة .

بند الرواتب العقدة الأبرز كما يصوره تحالف العدوان، يقول مسؤولون بحكومة الإنقاذ أن تحالف العدوان يسعى إلى نصب فخاخ لصنعاء باقتراح أن تُصرف للقطاع المدني دون القطاع العسكري، وهو أمر أعادت صنعاء رفضه أو حتى جدولة الأمر بحيث تصرف الرواتب للمدنيين وعقب ذلك بأشهر يصار إلى صرفها للقطاع العسكري، مقترح أيضا رفض من قبل صنعاء التي رد مسؤولها على المقترح بالقول أن صرف الرواتب من الطرف اليمني هو حق لكل موظفي حكومي مدنيا كان أو عسكريا وليس منة من تحالف العدوان، كما لا توجد هناك ضمانة أو ثقة بالجانب الأمريكي الممسك بخيوط التفاوض لإنهاء الحرب على اليمن .

في مسقط كان لافتا لقاء رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام مع وزير الخارجية الإيرانية، قدمت ايران دعما معنويا وسياسيا لموقف صنعاء الثابت في إرساء سلام مشرف، وفي رسالة إلى الطرف الآخر بأن صنعاء في مواجهة التهديد الأمريكي بمعركة قاسية ليست لوحدها فمن خلفها يقف محور المقاومة مساندا وداعما للحق اليمني في الاستقلال والسيادة وكسر الهيمنة الأمريكية واستعادة الشعب اليمني لحقوقه وتحرير أرضه ومياهه من دنس الغزاة والمحتلين .

على الضفة الأخرى شرعت الولايات المتحدة الأمريكية والنظامان السعودي والأمريكي في شن حملة ترهيب ضد صنعاء مرتكزاتها التهديد بمعركة قادمة لا تبقي ولا تذر، وثانيا محاولة إثارة القلاقل من الداخل عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

وبقراءة مبسطة يقول عسكريون أن تحالف العدوان لو كان في مقدوره إشعال معركة ضد صنعاء لما تأخر فيها لكنه يعاني التشرذم والخلاف بين مكوناته، فشل المجلس المشكل برئاسة العليمي في احتوائه وفي مهامه التي مقررا أن يقوم بها وفي مقدمها لجم الخلافات وقيادة معركة موحدة .

فيما يظل إثارة القلاقل الأمنية اعتماداً على الضغط الاقتصادي وتراكمات الحصار هي الأخطر بنظر صنعاء، فالأخيرة وفقاً لمتابعين بالكاد تملك أوراقا لمواجهة الحصار، وتحتاج أوراقها الجديدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وإنعاش الاقتصاد وقتا أطول .

ويقر مسؤولون في حكومة الإنقاذ بأن المسؤولية الكبرى في انهيار الدولة أمام الحصار تعود في جزء كبير منه إلى الأنظمة السابقة التي فشلت في خلق اقتصاد يمني مكتف داخليا حيث اعتمدت البلاد بشكل كامل على الاستيراد، وظلت الفجوة كبيرة جدا في ميزان التصدير والاستيراد لصالح الأخيرة .

ويشير عسكريون إلى عوامل أخرى قد تؤخر المعركة المرتقبة، وهي فشل واشنطن في خلق حلول لمواجهة أسلحة صنعاء التي ازدادت قوتها بفعل تأثير الأزمة الأوكرانية، عوضا عن زيادة مدياتها وقدراتها التدميرية لتطال منابع النفط وحتى الكيان الإسرائيلي في المنطقة .

وفي هذا الجانب رأى متابعون أن دفع واشنطن مصر إلى الواجهة البحرية هدفه خلق عنصر جديد في المعركة، لكن مسؤولين في صنعاء أكدوا أن القاهرة أرسلت رسائل إلى صنعاء بانها غير معنية بالمواجهة وترؤسها لمجموعة عمل في البحر الأحمر هو بمثابة أمر روتيني يجري منذ سنين .

وفي هذا الصدد يضيف هؤلاء بأن القاهرة لا يمكن أن تعيد تجربتها القاسية في اليمن، لكنهم لا يخفون تخوفهم من وضع مصر الاقتصادي ما قد يدفعها للمغامرة بغية الحصول على أموال تنقذ اقتصادها من الإفلاس .

من جانبهم مسؤولون في صنعاء أكدوا بأن الحكومة وضعت جدولا زمنيا في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه مشاورات الجانب العماني مع طرف العدوان، وهي تملك مفاتيح المعركة وتوقيت بدئها، وحسمها في اتجاه كسر الحصار وإنهاء العدوان بالقوة متى فشلت الجهود السلمية التي تقودها السلطنة .

عام 2023م سيكون حاسما في الملف اليمني، فصنعاء لن تمنح الولايات المتحدة الفرصة للعبث في الميدان اليمني الذي لا يمكنه احتمال حالة اللا سلم واللا حرب مع استمرار الحصار والحرب الاقتصادية .

واشنطن أشهرت بعض أسلحتها التي سارعت صنعاء إلى إسكاتها بأساليب عرف عن صنعاء تجنبها طيلة ثمان سنوات رغم سيل الانتقادات التي لاقتها، في ظل حالة الطوارئ والحرب التي تعيشها .

وكان لافتا إعلان الخارجية الأمريكية عن غرس نحو 50 مجموعة عمل في صفوف فتيات المدارس في إطار مشروع خلخلة الجبهة الداخلية، وما خفي أعظم في ميدان برعت فيه واشنطن لتدمير الدول من سوريا إلى لبنان إلى ليبيا إلى العراق وايران وباكستان والحبل على الجرار ……

المعركة القادمة متى نشبت فمن المتوقع أن تكون أقسى ومختلفة جدا عما سبقها من المعارك وتفتح ميدان البحر كميدان جديد ورئيسي، كما أن تأثيرات المعركة وألسنة نيرانها متى نشبت لن تقتصر على الثوب اليمني والسعودي والإماراتي بل ستمتد لتطال بشكل أو بآخر دولا أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر، هي تتلوى اليوم من آثار الحرب الروسية الأمريكية.

تتحدث صنعاء عن مفاجآت أعدتها، تفوق ما أعده حزب الله للكيان الإسرائيلي بعشرات المرات بحريا وبريا وربما في الجو حيث ميدان التفوق لتحالف العدوان، ومن شانها ليس حسم المعركة المرتقبة وحسب، بل توجيه ضربة لمكانة الولايات المتحدة عالميا، وبما من شانه التسريع من ولادة العالم الجديد ..

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا