بعد ما يقارب العشرين عاما على اغتيال جارالله عمر -الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، لازال السؤال يطرق أذهان المهتمين بالشأن اليمني عمن قتل هذا المناضل الذي نذر حياته من أجل استقلال وسيادة اليمن وبناء دولة مدنية حديثة. وهو صاحب مشروع حداثي للم شمل القوى السياسية في كتلة تاريخية سماها اللقاء المشترك. بعد أن ظنت عصابة عفاش إنها استفردت بالساحة والوطن.
وفوق هذا كان الرجل نظيف اليد نقي الضمير، لا يحقد ولا يحسد.
قضية اغتيال جار الله لم تأخذ حقها في التحقيق والإنصاف والاقتصاص من القتلة. فكثيرون هم الضالعون في اغتيال الرجل والتآمر عليه، وما القاتل علي جارالله السعواني سوى أداة الجريمة الظاهرة، ويختفي خلفه من مول وحرض وعبأ ونظم؛ شخصيات عامة ومؤسسات وأفراد؛ ابتداء من عفاش، وغالب القمش، والزنداني والشيخ الأحمر. وليس انتهاء ب ٣٨ متهما لم تستجوبهم النيابة. ولم تطلهم يد العدالة.
أول المتهمين في اغتيال جارالله هو عفاش الذي قيل إنه كان متضائقا من نشاط جارالله وعلاقاته بالشخصيات الغربية. وقد هدد جارالله بالقتل. وقال له: إنه سيقتله أمام العالم. وفعلا قتل الرجل أمام العالم بعد أن جهز بعثة تلفزيونية لنقل عملية الاغتيال.
وثانيا قال له إنه: سيحاكمه بتهمة ( التخريب ) في المناطق الوسطى.
وقيل إن يوم مقتل جارالله كان الهالك عفاش في الحديدة، وعاد فورا إلى صنعاء. وكان منشرحا أثناء المقيل، وأمر أن يدفن في مقبرة خزيمة لولا تدخل يحيى المتوكل أن يدفن في مقبرة الشهداء كشخصية وطنية!!
المتهم الثاني هو عبدالمجيد الزنداني الذي شكل خلية جامعة الإيمان، مسيك لاغتيال العلمانيين وقدم الكثير من فتاوى الاستحلال مع زملائه صعتر وعبدالرحمن العماد والمؤيد؛ حسب ما ورد في اعترافات علي السعواني في الجهاز وفي التحقيقات، وعابد الكامل قاتل الأطباء في مشفى جبلة.
وقدم الزنداني للسعواني الرعاية والكفالة، والتقى به في أكثر من مكان.
المتهم الثالث غالب مطهر القمش رئيس جهاز الأمن السياسي الذي كان على علم بخطط علي السعواني وجماعته في اغتيال جارالله والعلمانيين. وناقش السعواني في هذا المخطط.
والمتهم الرابع الشيخ عبدالله الأحمر الذي تساهل هو وحزبه في الحراسات الأمنية في المؤتمر التابع للإخوان. وقيل إن الشيخ الأحمر قال لمن هو بجانبه عند مقتل جارالله : ( ابرد هو جارالله )
أما المؤسسات التي اضطلعت بمهام في الاغتيال فهي: التلفزيون.
لقد بدأت هذه الصحف التحريض ضد جارالله منذ أن وطأت قدمه أرض الوطن عائدا من القاهرة بعد حرب ٩٤ .
ومن المؤسسات : جهاز الأمن السياسي الذي كان على علم بنية علي السعواني باغتيال جارالله منذ أن كان مسجونا لديهم. وكان ضباطه حاضرين في قاعة مؤتمر الإصلاح يشرفون على عملية الاغتيال، جامعة الإيمان وهي منبع التحريض والكراهية ضد الثورة والجمهورية والوحدة والحداثيين، اللواء ٢٧ ميكا الذي كان يعمل به علي السعواني وتم تفريغه لمهام الاغتيالات، ثم النيابة العامة التي رفضت استجواب الكثير من المتهمين، وأفرجت عن بعضهم، وفروا من وجه العدالة.
ومن المتهمين الأفراد الذين وردت أسماؤهم في التحقيقات كأعضاء في خلية جامعة الإيمان، مسيك الإرهابية عدد ٣٨ متهما في قضية اغتيال جارالله عمر.
ومعلوم أن عصابة ٧/٧ تحولت إلى جماعات إرهاب ضد المجتمع وضد المعارضين لتسلطها. وكانت المجاميع الإرهابية تنطلق من جامعة (الإيمان) والفرقة الأولى مدرع، وجهاز الأمن السياسي وقصور عفاش، ولم يكن الرئيس علي سالم البيض مخطئا عندما قال إن الإرهاب ينطلق من القصر الجمهوري. ويعلم الناس حادثة تهريب الإرهابيين ( ٢٣ ) من جهاز الأمن السياسي، والذين قيل إنهم حفروا ممر الهروب بالملاعق. وكلها تلفيقات من تلفيقات عصابة ٧/٧ الإرهابية التي عاثت في الأرض فسادا.
جارالله يا حبيب الشعب نم قرير العين؛ ها هم قاتلوك بين هالك ومشرد ومتسول ومرتزق وخائن على أبواب العمالة.
أنت الخالد وهم الأموات.