الثورة / محمد الروحاني
يواصل العدو السعودي جرائمه المروعة بحق المدنيين في المناطق الحدودية، التي ارتكب الجيش السعودي فيها ثلاث جرائم مروعة مؤخراً أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من عشرين مدنياً بينهم مهاجرون أفارقة في ظل صمت مريب من قبل الأمم المتحدة التي تسعى جاهدة لتجديد الهدنة خدمة لدول العدوان، وتغض الطرف عن هذه المجازر الفظيعة التي يرتكبها النظام السعودي بشكل شبه يومي، فإلى متى تغض الأمم المتحدة الطرف عن هذه الجرائم وتتحرك لوقف نزيف الدم في هذه المناطق التي حولتها السعودية إلى بؤرة للموت، ومتى ستقوم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم، وتقديمهم للمحاكم الدولية لينالوا عقابهم العادل جزاء ما ارتكبوه من جرائم تحرمها كافة القوانين الإنسانية، والدولية ؟
مؤخراً وفيما كان الوفد العماني يزور العاصمة صنعاء في إطار جهوده التي يبذلها لتجديد الهدنة والسير باتجاه السلام كان الجيش السعودي يقصف المناطق الحدودية بالمدفعية والصواريخ، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من عشرين مدنياً بينهم مهاجرون أفارقة، ورغم بشاعة المجازر لم تحرك الأمم المتحدة ساكناً تجاه هذه الجرائم، ما يؤكد من جديد أن هذه المنظمة ليست أداة بيد تحالف العدوان يحركها متى يشاء وكيف يشاء .
آلاف القتلى والجرحى
إجرام النظام السعودي بحق المدنيين في المناطق الحدودية، تكشفها إحصائيات عدد الضحايا التي استقبلتهم المستشفيات في هذه المناطق، حيث أكد مدير مستشفى “رازح الريفي” عبدالله مسرع في تصريح صحفي، أن المستشفى استقبل منذ التوقيع على اتفاق الهدنة مطلع أبريل الفائت 111 قتيلاً و796 جريحاً، سقطوا جراء القصف السعودي على مديرية شدا الحدودية.
من جهته، أكد مدير مستشفى “منبه الريفي” علي العياشي، أن عدد ضحايا التحالف الذين استقبلهم المستشفى منذ مطلع العام الجاري، بلغ 169 قتيلاً بينهم أفارقة إلى جانب 1833 جريحاً من المدنيين.
أمام كل هذه الجرائم تقف المستشفيات في المناطق الحدودية عاجزة على تقديم ما يلزم للحالات الحرجة الذي يتم إسعافها إليها نتيجة عدم توفر الإمكانيات لدى هذه المستشفيات التي تعاني جور العدوان والحصار وشحة الأدوية شانها شأن بقية القطاع الصحي في اليمن حيث تضطر هذه المستشفيات لتحويل معظم الحالات إلى مستشفيات صعدة وصنعاء .
وحشية لم يسبق لها مثيل
بشاعة جرائم الجيش السعودي في المناطق الحدودية تؤكدها شهادات الناجين من هذه المجازر، ومن هذه الشهادات، مقطع الفيديو الذي نشره الناشط اليمني عادل الحسني في نوفمبر الماضي والذي يتحدث فيه أحد الناجين من هذه المجازر وهو المواطن احمد الظفري” من أبناء محافظة البيضاء، حيث يقول الظفري انه في الـ 30 من مايو اتجه إلى الحدود السعودية حتى وصلوا إلى منطقة “حطاط” بهدف الدخول إلى الأراضي السعودية بحثاً عن فرص عمل.
وأكد “الظفري” أنه تم القبض عليهم من قبل حرس الحدود السعودي، الذين عصبوا على أعين الشباب، ووضعوهم على الأرض، ثم قام حرس الحدود السعودي باختيار أربعة من الشبان، وقام الضابط السعودي بقتلهم رمياً بالرصاص، في الوقت الذي كانت فيه أسلحة بقية أفراد حرس الحدود مصوبة نحو البقية، ولم تشفع توسلاتهم للضابط بالتراجع عن قرار قتل زملائهم .
المهاجرون الأفارقة ضحايا أيضاً
إلى جانب الجرائم التي يرتكبها الجيش السعودي بحق اليمنيين، يرتكب أيضاً أفزع الجرائم بحق المهاجرين الافارقة الذي سقط منهم الآلاف بين قتيل وجريح، وهو ما أكدته المشاهد التي بثتها قناة ” المسيرة في الـ 12 من نوفمبر حيث عرضت جثامين عدد من الأفارقة تم قتلهم على يد حرس الحدود السعودي، إلى جانب صور مقبرة جماعية تضم عشرات الضحايا الأفارقة ممن قتلهم حرس الحدود السعودي.
وتُظهر المشاهد قيام حرس الحدود السعودي بتقييد عشرات المهاجرين الأثيوبيين، يُعتقد أنها قبل لحظات من قتلهم .
ونقلت قناة المسيرة عن مهاجرين أثيوبيين قولهم: إن حرس الحدود السعودي يقتل يومياً قرابة خمسة مهاجرين على الحدود ويصيب أضعافهم، وأن الجنود السعوديون يتعمدون صعق غرفة بالكهرباء بعد جمع عشرات المهاجرين الأثيوبيين فيها .
كذلك يطلق حرس الحدود السعودي النار مباشرة على تجمعات المهاجرين وغالبًا ما يستخدم مدفعية الهاون للقضاء على التجمعات، وفق شهادة عدد من المهاجرين .
إدانات دولية
وفي نهاية نوفمبر الماضي كشفت رسائل لخبراء الأمم المتحدة عن قيام قوات الأمن السعودية بقتل قرابة 430 مهاجراً وإصابة 650 آخرين في قصف وإطلاق نار عبر الحدود بين يناير وأبريل 2022، كما أظهرت أيضا أنها عذبت مهاجرين أسرى، واغتصبت فتيات بعضهن لا تتعدى أعمارهن الـ 13 عاماً .
وبحسب الرسائل، قصفت قوات الأمن السعودية، في 16 حادثة على الأقل، قذائف مدفعية على مهاجرين كانوا في طريقهم في منطقة الرقو وجبال الغار بمديرية منبه وثابت بمديرية قطابر في اليمن والمنطقة الحدودية للوادي الأحمر بالمملكة العربية السعودية.
وأكدت التقارير أن هناك استهدافاً مباشراً ومقصوداً من قبل القوات السعودية، حيث يقوم الأمن السعودي بانتهاج سياسة استخدام القوة المفرطة لردع المهاجرين عن عبور الحدود إلى المملكة العربية السعودية، فهم يستخدمون ثلاثة أشكال من العنف ضد الأفراد المسافرين في المنطقة والتي تشمل: هجمات القناصة على المهاجرين في مجموعات صغيرة أو قذائف الهاون أو القصف على المهاجرين في مجموعات أكبر وإطلاق النار على المهاجرين المحاصرين في الأراضي السعودية.
قتل وتعذيب
بالتزامن مع ما كشفته رسائل خبراء الأمم المتحدة، كشفت وسائل إعلام عن مقتل وإصابة العشرات من المهاجرين على يد الجيش السعودي في إحدى المناطق الحدودية أثناء ما كانوا في طريقهم لدخول السعودية .
ونقلت وسائل الإعلام عن أحد الناجين: إن سبعة أشخاص من المهاجرين قتلوا رمياً برصاص أحد الجنود السعوديين. فيما تعرض الآخرون لاعتداءات وعمليات تعذيب مروعة تسببت للبعض منهم بكسور في الأرجل .
وفي إحدى أشكال الدموية لدى الجيش السعودي، قال شاهد العيان: إن جندياً على متن مركبة عسكرية أقبل بعد الواحدة فجراً، وقال إنه من قوات الجيش السعودي… وبدأ بإطلاق نار كثيف ناحية المهاجرين، ما أسفر عن مقتل اثنين بطلقات نارية مباشرة في الرأس .