أعتذر منكم لصراحتي

عمر البنا
● قد يتساءل البعض و يتبادر إلى أذهاننا عدد من المواضيع الهامة إلا أن موضوعنا لا يقل أهمية عن تلك التي نذكرها بل إننا لا يمكننا أن نناقش مثل هذه المواضيع مع بعضنا إلا على استحياء رغم أهميتها في مجتمعاتنا لا سيما حين نشرح فيها حالة قد يظن البعض أنها نادرة الحصول وحين أخبركم أنه الحب يصرخ قائلا “عادت حليمة لعادتها القديمة” , لما تتطرقون لمثل هذه المواضيع ألا يكفي ذلك ..!!
ولكنا نذكر مثل هذه المواضيع لأسباب متعددة , فهناك أشخاص نبادلهم الحب في مفهومه الصريح ( أحبك ) لبعضنا البعض ,بينما يعرفه البعض بالاحترام المتبادل عندما يكون الحب لنوعين مختلفين هما بين الرجل و المرأة .. وحين نذكر كلمة أحبه أو أحبها, ترتسم أمامنا هالة كبيرة متعددة المعاني وكل منا يفسرها بطريقته الخاصة .
فالإنسان بطبيعته يهوى و يحب كل شيء جميل كل شيء رائع , فحبنا للعلماء في الدين أو لمنتخب رياضي أو الفنانين بمختلف تخصصاتهم ولن أنسي حبنا لأوطاننا أو لجمال الطبيعة أو لجمال امرأة حسنا حبنا لبعض المأكولات حبنا للجسم الرياضي حبنا للرشاقة حبنا لتلاميذنا حبنا لبعضنا البعض , ألا يسمى هذا كله بالحب الطبيعي السليم التي فطر الله بها الانسان.
اعتذر منكم لصراحتي ولكن عندما نتكلم عن حب الرجل للمرأة أو العكس ربما نكشر عن أنيابنا مباشرة لنفسرها بطريقة عجيبة هي حب الرجل للمرأة بغرض الزواج منها فقط , ولك أن تفسرها بتلك الطريقة إن شئت ولتعلم أن الحب للزواج له قواعد يجب أن نتبعها فالبيوت تطرق من أبوابها , وحين يذكر البعض بأنه يحب امرأة بسبب مواهبها المتعددة او صراحتها تتغير النظرة لأنك تتبع كلمة أحبها بكلمة احترمها وذلك بسبب كذا وكذا , كل ذلك حتى لا يظن بك سوءا وبالمثل تعاني المرأة من ذلك .
وقد نلحظ ذلك في وظائفنا وجامعاتنا ومعاهدنا التي تجمع بين الصنفين الذكر والأنثى وفي معاملاتنا اليومية قد نرى حاجزا كبيرا مع بعضنا البعض وقد تتدخل فينا العاطفة التي تؤدي بنا إلى ما هو أسوأ مما تخيلناه كل ذلك بسبب خلطنا لكثير من الأمور وعدم معرفة كل من الرجل و المرأة ما دوره في بناء المجتمع وما هي العلاقة التي تربط بينهما في مختلف التخصصات والأعمال الإنتاجية المشتركة .
وحينها مباشرة تحرم بعض النساء من اعمالهن من قبل اوليا أمورهن بدعوى الخوف من الاختلاط وهنا تأتي ما يسمونها غيرة الزوج الذي يبادر بحرمانها من الحقوق التي لم يحرمها الإسلام .
في المقابل فإن الرجل نفسه حين يتعامل مع النساء في شتى المجالات يصبح الأمر طبيعيا ولا مشكلة, بينما تواجه المرأة الضغوط الكبيرة بحجة الخوف عليها وغير ذلك .
إننا لا نتطرق لمثل هذه المواضيع بغرض الدعوة التفسخ والانحلال الأخلاقي , إنما نريد أن ننزل الحب منزلته الحقيقية, فالشريعة الإسلامية تخبرنا بأن هناك الحب في الله , وانه إذا رأى احدنا من اخ له شيئا يفرح به ويعجبه منه فليخبره انه يحبه , وكذلك حب لأخيك كما تحبه لنفسك وكثيرة هي الأمثلة , ولكنا نفضل عدم ذكرها درءا للمفاسد !!
فلم الخوف إذا لم لم نعلم أبناءنا وبناتنا في مدارسنا كيفية التعامل مع بعضنا البعض شابا وفتاة ونشركهم في أعمال مشتركة تغرس فيهم المعاني السامية ,
لöم لم نخبرهم بأن الحب ينبغي أن يكون بهذه الطريقة الراقية لا بتلك الطرق المريبة .. وأخيرا هي حقيقة يجب ان نعترف بها جميعا ونوجهها التوجيه الصحيح .

قد يعجبك ايضا