أطفال ينخرطون في عصابات السرقة والإجرام

● “سارة” التي تبلغ 22 ربيعا تروي حكايتها بألم ومرارة وتؤكد بأن الحاجة هي من دفع بها الى التحدث في الهاتف مع العديد من الرجال حتى تحصل على المال ثمنا لحديثها.
وتقول هذه الفتاة التي تركها والدها مع أمها دون عائل أنها لا تريد أن تسلك أي طريق للخطأ ولكن الحاجة والفقر الشديدين هما من يدفعان بها إلى دروب الشر والانحراف
زوج بخيل
أما سعيدة التي لديها أربعة اطفال قالت : زوجي موظف حكومي وراتبه يظل في جيبه يصرفه على القات ولا يقوم بشراء أي شيء من احتياجات أطفاله والمنزل
ويقول لي باستمرار “دبري نفسك” غير متسائل من أين سادبر نفسي وسأجلب احتياجات أطفالي فقد تعبت من الذهاب إلى الأهل والجيران وطلب المساعدة منهم وتضيف هذه السيدة : ظروف الحياة أصبحت صعبة ومستحيلة وتعبت من كثر سؤال الناس ولا مبالاة زوجي ولا أعلم إلى متى ساظل على هذا الوضع المؤلم حيث أني أصبحت اعيش وأطفالي تقريبا على جيراني الذين يتصدقون علي بالمأكل والمشرب وأصبحت محرجة من عائلتي وأخوتي الذين يقدمون المساعدة لي باستمرار وأتسائل إلى متى سأظل على هذا الوضع ومتى سيدرك زوجي حجم مسئوليته واحتياجات أطفاله
تسول
ث.ح في العقد الرابع من عمرها اضطرت الى التسول حتى تلبي احتياجات بناتها وتقول هذه السيدة التي رفضت الإفصاح عن اسمها بأنها تذهب إلى مكان بعيد عن منزلها حتى تتسول فيه ومجرد أن تحصل على قوتها وقوت أطفالها فإنها تعود أدراجها إلى المنزل وتؤكد هذه السيدة التي بدت عليها الحيرة بأنها ما كانت تود التسول وطلب الناس ولكنها بحثت عن عمل مرارا ولم تجد حيث انها أيضا غير متعلمة وليس لديها اي شهادات ولم تجد ما تسد به رمق أطفالها فأضطرت أن تتسول خفية من الجميع
بخل وشح
“إبراهيم ” ذو التسع سنوات والذي يبدو عليه أثار الضرب والتعذيب قال ان والده رغم غناه إلا انه لا يعطيهم اي مصروف سواء في المنزل او في المدرسة ولم يسبق أن أعطاه والده أي مال لشراء الجعالة كبقية الاطفال
إبراهيم التي أكدت والدته أن والده يضربه كثيرا بين الحين والأخر بسبب سرقته لنقود أقرانه في المدرسة إلا وأن هذا الطفل كما تؤكد والدته لم ينته عن هذا الفعل القبيح ” السرقة ” رغم أتباعهم كل الأساليب في ذلك وترجح هذه الأم المسكينة المغلوب على أمرها إلى أن تصرف ابنها أنما يرجع إلى بخل والده وعدم أعطاء الطفل اي مصروف رغم غناه الكبير .
اضطرابات نفسية
تقول أخصائية علم النفس الدكتورة عبير الصنعاني إلى أن بخل الأب او الزوج هو أهم الاسباب للمشاكل الأسرية والتي تتفاقم مع الأيام وتصبح مدمرة للزوجة وللابناء وتكون سببا لانحرافهم واتباعهم أساليب متنوعة للحصول على المال فيتجه مثلا الطفل للسرقة لشراء لعبة ما أو لشراء الشوكلاته كما أن الزوجة أيضا لديها العديد من الاحتياجات الخاصة كالتسوق وحرمانه يشعرها بالضعف وخيبة الأمل وخاصة عند صديقاتها وأهلها حيث تشير الدراسات النفسية إلى أن الرجل عندما يكون بخيلا على ابنائه أنما يرجع ذلك لاضطرابات نفسية في شخصيته فهو غير سوي ولا يتمع بالمسئولية الكاملة .
الزوج المسئول الأول
تؤكد المرشدة الأسرية حنان احمد سالم التي حصلت على دبلوم الأصلاح الأسري ان الزوج البخيل هو من يدفع بزوجته الى الانحراف والخيانة فالمراة تحتاج الى من يحن عليها ويحبها ويغدقها بماله قدر استطاعته فقد تنحرف الفتاة او الزوجة بسبب الحاجة المادية وتكون ضحية الحاجة
وتشير المدربة الأسرية الى بعض الحلول التي يجب على الأسرة اتباعها للتخفيف من بخل الزوج أو الرجل فيجلس الأبناء مع والدهم أو الزوجة مع زوجها وتناقش معه بعض الأشياء منها احتياجات بيته وأطفاله وان لم ينفع هذا الأمر معها فعليها أن لا تصفه بصفة البخل مطلقا وخاصة أمام الأقربين أيضا عليها أن لا تجعل البخل سببا رئيسيا لطلب الطلاق والانفصال عن الزوج بل على المرأة مراعاة الأبناء والمحاولة أن تعالج مشكلة البخل بقدر ما استطاعت .
وظيفة اجتماعية
قالت الدكتورة انطلاق المتوكل وهي دكتورة علم الاجتماع بجامعة صنعاء وعضو مؤتمر الحوار فريق الحقوق والحريات الى ان سبب تعامل الرجل او الزوج ببخل مع عائلته إنما يرجع الى عدم تحمل المسئولية تجاه اطفاله وبيته ولا مبالاته وذلك لانه لم يتعلم منذ صغره المسئولية فتعليمنا ناقص لأنه لا يوجد في التعليم الأساسي ولا الثانوي منهج تربوي او توعوي بكيفة التعامل مع الأخرين ومع الابناء ففي اليابان مثلا عندما يستعد شخص لأن يكون ابا يبدأ بأخذ دورات وتدريب في هذا المجال وفي كيفية التعامل مع الأطفال بينما نجد في اليمن من ينجبون بلا حساب فلا يوجد توعية في المنزل ولا في المدرسة بهذا الخصوص وبكيفية التعامل مع الأبناء فكيف سيكون الرجل مستقبلا لديه أحساس بالمسئولية أذا لم يتعلمها ولم يوع بها منذ صغره
وتضيف المتوكل : الأبوة منهج تربوي يجب ان يتعلمه كل من يقبل على الزواج والأبوة والأمومة قرار صعب وليست بالفطرة ان يصبح الشخص أبا ويجب على الأباء والأمهات جميعا الشعور بالمسئولية وتنص المادة “158” التي خرج بها فريق الحقوق والحريات وستضمن في الدستور وهي تنص ” يحق للنساء التمتع بالحقوق والخصوصية المتصلة بالحمل والولادة واعتبار وظيفة الإنجاب وظيفة اجتماعية يتحمل تبعتها الوالدان معا ومؤسسات الدولة ” أي أن عملية الإنجاب ليست مسئولية الام فقط بل مسئولية مجتمع ودولة بحيث يتحمل الجميع المسئولية.

قد يعجبك ايضا