كلنا نعرف جيدا أن الناقد الجاهل لم يمكنه الفوز بأية معركة، و سلوك الخوف من الله ونصرة الدين والصلاة والزكاة والجهاد في سبيل الله هو سلوك كل اليمنيين وليس سلوك الموظف ، فالموظف اليمني هو موظف عام للدولة اليمنية، قبل مدونة السلوك وبعدها، لم توظفه المدونه أو ستعزله من وظيفته أو منصبه ، ومع هذا يبقى استمرار الحرب والعدوان والحصار على بلدنا ، وما يصاحبه من المؤامرات و المكائد والمكر وأساليب الخديعة والتضليل والتجهيل والكذب التي يدفع بها العدو ومرتزقته وأدواته لتثوير الناس ضد من يدافع عنهم وعن كرامتهم وشرفهم وأرضهم وعرضهم ، جعلت من أحاديث النقد والنقد المضاد في مواقع التواصل الاجتماعي عن بعض القضايا، هي مصدر تأكيد وثقة أن كلنا عارفين بعض وعارفين ظروف بعض ، لا فينا أحد عميل ويقبض من العدو وعايش في برج عاجي ، ولا فينا أحد نايم في حضن النظام وعايش مطبل له في نعيم..
كلنا أبناء الشعب اليمني متشابهون في الظروف والإحساس بمشكلة تغييب الدولة ، الفرق بين واحد وواحد إن كل واحد يرى الحل بطريقة مختلفة، ناس ترى النظام لا يهتم بصوت الشعب، وبالتالي من حق الناس أن يصرخوا بأعلى صوت حتى يسمع النظام ، وأناس آخرونيرون ترى أن الاستقرار الشعبي مهم وخائفون من أي حراك قد يخدم العدو، أو أن لا يتحيمق احد الشركاء السياسيين في السلطة والثروة ويقوم يركب الموجة ويضع البلاد والعباد في موقف أصعب من الذي هو فيه أصلا من عدوان وحصار..
لا يجوز لنا كشعب متوحد في مواجهة العدوان والحصار ، أن نقسو على بعضنا بالاتهامات ، سواء اتهامات البعض بالعمالة للعدو أو اتهامات الآخرين بانهم مطبلين للنظام ، كلنا في الهم واحد، كما يقول الناس ، وهذا لا يعني إنه لا يوجد ناس سيئة في الطرفين ، لكن أنا أتكلم هنا عن الغالبية العظمى الذين يهاجمون بعض كل يوم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وكل واحد يوجه نقده للآخر وكأن عدم وجود الرواتب سببه النظام والأشخاص الذين قرروا مواجهة العدوان والحصار ، و لهؤلاء نقول اهدأوا واعرفوا أنكم واحد ومصيركم واحد، والفرق يكمن في تفكيركم في آليات الخروج من أزمات الشك وانعدام الثقة ومعاناة الأوضاع ، على الرغم من أن الجميع لا ينكر أن هناك أزمة شك وثقة ومعاناة وجوع وحصار وحراف، والجميع يعرف جيدا أن العدو الأمريكي قد نزل بنفسه وقواته وسفيره إلى محافظة حضرموت ..