أنفقت الإمارات والسعودية مليارات الدولارات وجندتا كل إمكانياتهما المادية واللوجستية لتشويه سمعة جارتهما دولة قطر والتشكيك في كفاءتها وقدرتها على استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وذلك على مدى اثني عشر عاما، منذ أن تم إعلان فوز قطر بشرف استضافة المونديال في العام 2010.
-مؤخرا سارعت الدولتان اللدودان لقطر إلى إعلان مساندتهما لجهود الدوحة من أجل إنجاح استحقاقات الحدث العالمي، الذي يُقام للمرّة الأولى على أرض عربية، وفتحا المطارات والفنادق لاستقبال المنتخبات المشاركة في البطولة قبل توجّهها إلى قطر، وإيواء مئات الآلاف من المشجّعين القادمين من مختلف بقاع الأرض، كل ذلك جرى بينما لا تزال الدراهم الإماراتية والريالات السعودية تفعل الأفاعيل في أوروبا وغيرها من بلدان العالم، في حملات التشكيك والتشويه والتقليل من شأن وجدارة الشقيقة الصغرى، حتى وهي على بعد أيام فقط من صافرة البداية لأهم حدث رياضي في العالم.
-هكذا هي طباع الأعراب في النفاق والرياء وإظهار خلاف ما تنطوي عليه السرائر، لا يستطيعون بسبب الأحقاد والضغائن المتراكمة في قلوبهم التخلّي عنها أبدا.
-أمس الأول كشف قائد قوات الحرس الثوري الإيراني اللواء/ حسين سلامي معلومات خطيرة عن إرسال من أسماهم بالأعداء -في إشارة ضمنية إلى السعودية وحلفائها في المنطقة – رسائل متكرّرة عبر دول مختلفة يستجدون فيها طهران عدم استهدافهم وأنهم يشعرون بالخوف لما جنت أياديهم وما تسببت به أموالهم من عبث وفوضى في ذلك البلد المسلم، بينما في العلن يتظاهرون بالبطولات والعنتريات الفارغة.
-قبل أيام احتضنت الجزائر قمة عربية أطلق شعار “لمّ الشمل” بمبادرة من الرئيس الجزائري، الذي لا نشك البتة في سلامة نواياه فهو ابن أرض تعشق الحرية والاستقلال وتأنف الذل والضيم والهوان وتأبى الانحناء أمام الأموال المدنّسة، لكن غالبية من حضر من قادة أعراب الصحراء ومن يمثلهم جاؤوا مصحوبين ومتحمّسين لرغبات العدو في تكريس حالة الانشقاق والصراعات التي تعصف بأبناء الأمة ولأجندته المعلنة لفرض التطبيع، وجرّ المزيد من الدول العربية لمستنقعه الآسن.
-كل تلك الخيانات بطبيعة الحال لم يتم الإشارة إليها من قريب أو بعيد في ما سُمي بإعلان قمة الجزائر، فقد ردّد الأسطوانة القديمة المعهودة والمشروخة عن فلسطين وعن حقوق شعبه المشروعة، في إقامة دولته وتقرير مصيره، ليذهب الأعراب بعد ذلك لاستئناف مهمتهم في طعن فلسطين في الظهر والتآمر على الأمة وهويتها ومقدساتها وكل حقوقها.. إنهم حقّا كما قال عنهم الشاعر أحمد مطر ذات يوم:
عربٌ ولكن لو قشرت جلودهم لوجدت أن اللبّ أمريكانُ.