الزكاة والعرس اليماني الأكبر

عبدالفتاح البنوس

 

 

٥مليار ريال تكلفة العرس الجماعي الثالث الذي ترعاه الهيئة العامة للزكاة لعدد 10044 عشرة آلاف وأربعة وأربعين عريسا وعروسا من مختلف شرائح المجتمع المستحقين للزكاة من الفقراء والمساكين والمعوزين وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وجرحى الحرب والأسرى ، ومجموعة من الفقراء ممن تقطعت بهم السبل من أبناء الجاليات الأفريقية المقيمين في بلادنا ، العرس الجماعي الأكبر في تاريخ اليمن والمنطقة يعد علامة فارقة ومميزة تحسب للقيادة الثورية والسياسية الحكيمة ، وللهيئة العامة للزكاة وقيادتها المستنيرة التي أثبتت تميزها في توجيه وتوظيف موارد الزكاة لصرفها في مصارفها الشرعية ، بعد أن كانت عائداتها تذهب لحسابات ومصالح خاصة .
العرس الجماعي الثالث يعد ثمرة من ثمار الهيئة العامة للزكاة التي عكس قرار إنشائها صوابية التوجه والرؤية الثاقبة للقيادة الثورية في إعادة تفعيل الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام ، وتوجيه مواردها في المصارف الشرعية ، وقد لمست من خلال المشاهد الفرائحية البهيجة والأجواء الاحتفالية الرائعة التي شهدتها العاصمة صنعاء في العرس الجماعي الأكبر حالة الإرتياح المنقطعة النظير التي طغت على العرسان ومن حضر من ذويهم والشخصيات التي حضرت الإحتفال المركزي بجامع الشعب ، ارتياح واسع وفرحة غامرة لتحقيق هذا العدد الكبير من العرسان ذكورا وإناثا الحلم الذي ظل يراودهم وهو إكمال نصف دينهم بالزواج ، وتحصين أنفسهم من مخاطر الإنحراف ومغريات الحرب الناعمة التي يسعى الأعداء بشتى الوسائل لإستهداف المجتمع وفي مقدمتهم الناشئة والشباب من خلالها .
نعمة عظيمة أن يتحصن الشباب وتتاح لهم الفرصة للإلتحاق بعش الزوجية في ظل ظروف بالغة التعقيد نتيجة العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية على مختلف الأصعدة والمجالات ، وخصوصا من تقطعت بهم السبل ووصلوا إلى مراحل عمرية متقدمة دون أن يتمكنوا من الزواج بسبب ظروفهم المادية وأوضاعهم المعيشية الصعبة ، وهي مبادرة إيجابية تهدف لتعزيز حالة الصمود والتكافل المجتمعي في أوساط المجتمع اليمني ، واللافت في هذا العرس الجماعي الأكبر توسيع نطاق المستفيدين ليشمل ٨١محافظة يمنية ، وهي خطوة عملية تعزز روح الألفة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد ، وتعمق الوحدة الوطنية و تمثل ردا عمليا على أصحاب مشاريع الإنفصال والتشظي والتشرذم والإنقسام الذين يمثلون أداة من أدوات قوى الغزو والإحتلال بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات ومن دار في فلكهم .
والغريب في الأمر هو ذهاب بعض المأزومين من ذوي العقليات المريضة والمتخلفة للإساءة للهيئة العامة للزكاة ومهاجمتها على خلفية قيامها برعاية الأعراس الجماعية تحت مبررات وذرائع واهية وغير سوية ، وكأنها ارتكبت جريمة بالإسهام في تحقيق التحصين والعفاف للشباب والشابات ومساعدتهم على الزواج ، ولا أعلم ما الذي يزعجهم في الأمر ؟!! وما هي مشكلتهم تجاه هيئة الزكاة ومشاريعها الإنسانية الإجتماعية الخيرية الإقتصادية التي أثبتت فاعليتها وأثرها في أوساط المجتمع ؟!!
هناك مشاريع للتمكين الإقتصادي ، ومشاريع في الجوانب الإنمائية والخدمية المرتبطة بمصارف الزكاة ، وهناك تدخلات أكثر من رائعة في الجوانب الإنسانية والخيرية وهذه مبادرات تستحق عليها هيئة الزكاة الشكر والتقدير ، لا الإساءة والقدح والتشويه ، كلنا نعلم حجم الزكاة التي كانت تجبى من المكلفين وحجم ما كان يورد رسميا ، وحجم ما كان يذهب لجيوب هوامير الفساد ، وكلنا على إطلاع على أوجه صرفها والتي كان آخرها القليل القليل للمصارف الشرعية والتي كانت تقتصر على دعم صندوق الرعاية الإجتماعية ، فلماذا يزايد البعض على نجاح الهيئة العامة للزكاة وفاعلية مشاريعها الملموسة الأثر والفائدة ؟!!!
بالمختصر المفيد نبارك للقيادة الحكيمة ولهيئة الزكاة وللعرسان وذويهم هذه التظاهرة الإجتماعية الأكبر من نوعها في اليمن والمنطقة ، ونشد على أيدي الإخوة في الهيئة العامة للزكاة للعمل على منح العرسان الأولوية في مشاريع التمكين الإقتصادي لضمان حصولهم على مصدر دخل يساعدهم على بناء ذاتهم وهم في بداية مشوار بناء الأسرة ، حيث سيكون لذلك الأثر الطيب في إستقرارهم النفسي والأسري والمعيشي .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا