اليمن تظهر أسلحة وصواريخ بحرية مطورة بمديات تصل إلى أبعد نقطة بحرية
“وعد الآخرة” استمرار الحصار على اليمن قد يشعل معركة بحرية توعّد بها قائد الثورة
قادمون بأسلحتنا البحرية التي ستغرق بوارج الأعداء في قعر البحر
الثورة / عبدالرحمن عبدالله
يفرض تحالف العدوان الأمريكي السعودي حصارا شاملا ومطبقا على اليمن عبر بوارجه التي تنصب نقاط تفتيش وقرصنة في البحر الأحمر لكل سفن الواردات المتجهة إلى موانئ الحديدة ، يدعي تحالف العدوان بأن حصاره على الغذاء والدواء والقمح والمساعدات يهدف إلى منع دخول الأسلحة ، يمارس تحالف العدوان بلطجة يومية في المياه اليمنية دون اكتراث بما يمثله ذلك من انتهاك لسيادة اليمن وتعديات صارخة على مياهه.
منذ مارس 2015م، يقوم تحالف العدوان بفرض حصار بحري وجوي وبري شامل على الشعب اليمني ، لم يترك التحالف الذي أعلن الحرب والحصار على اليمن منفذا بحريا أو بريا أو جويا إلا وقام بإغلاقه ، هي جريمة حرب وإبادة جماعية ، وحتى مع إعلان الهدنة الأممية التي تضمنت بندا خاصا بسفن الوقود وألزمت تحالف العدوان بالكف عن اعتراضها والسماح بدخولها ، ما زالت تسع سفن محتجزة في موانئ جيزان حتى اللحظة ، وطيلة فترة الهدنة قام بحجز كل السفن التي اتجهت نحو ميناء الحديدة وقرصنتها.
في المقابل يقوم تحالف العدوان بعسكرة البحر الأحمر بالبارجات والسفن الحربية الامريكية وحتى الصهيونية لتعزيز سيطرته وسطوته على البحر الأحمر الذي حاول من خلاله احتلال الحديدة والساحل الغربي في معركة إسقاط الساحل التي مني فيها العدوان بخسائر كبيرة خلال العامين 2018 و2019 م.
المعركة البحرية
في خطابه بمناسبة اليوم الوطني للصمود 26 مارس 2022م، قال قائد الثورة- في ختام خطابه الاستراتيجي- «قادمون بإنتاجنا الحربي وأسلحتنا البحرية التي تغرق الأعداء، والتوكل على الله بجحافل جيشنا المتفاني وصواريخنا الباليستية وطائراتنا المسيرة بعيدة المدى المنكلة بالأعداء، وإنتاجنا الحربي المتميز وأنظمة الدفاع الجوي والأسلحة البحرية التي تغرق الأعداء وتوصلهم إلى قعر البحر، قادمون في العام الثامن بالتصنيع المدني لنؤسس نهضة حضارية تخدم وضع شعبنا الاقتصادي».
هذا التحذير من قائد الثورة كان متزامنا مع تشديد تحالف العدوان في محاصرة الشعب اليمني وفي ذروة أزمة الوقود التي شهدتها اليمن قبيل الهدنة الأممية التي بدأت في أبريل من العام الحالي ، إذ مارس تحالف العدوان حصارا شاملا على اليمن ومنع سفن الوقود من بلوغ اليمن بشكل كامل.
حديث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن أسلحة بحرية ستغرق الأعداء كان هو الإشارة الأولى إلى أن إغراق سفن الحصار التي تحاصر اليمن سيكون خيارا يمنيا لكسر الحصار البحري المفروض عليه من قبل تحالف العدوان ومن خلال معركة بحرية امتلك اليمنيون سلاحها وأدواتها.
في العرض العسكري «وعد الآخرة» الذي أقيم الخميس في سواحل الحديدة، ظهرت أسلحة بحرية متطورة ومتفوقة منها صواريخ مندب2 وروبيج الروسية ومندب1 وفالق ، إضافة إلى ألغام بحرية تتميز بقدرات تدميرية فائقة وهي صناعة محلية أنتجها التصنيع العسكري اليمني خلال فترة الحرب على اليمن.
وفي العرض تحدث الرئيس المشاط عن الهدنة واحتجاز تحالف العدوان لسفن الوقود بما يناقض بنود الهدنة ، مشيرا إلى أن تلك الممارسات تضع الهدنة في مهب الريح ، مؤكدا أن اليمن امتلكت أسلحة بحرية متطورة ومنها صواريخ تستطيع أن تصل إلى أقصى نقطة في البحر الأحمر ، وهذا التهديد لأول مرة أطلقه الرئيس من عرض عسكري بحري تضمن استعراضا لأسلحة بحرية متطورة ولأول مرة كذلك.
أسلحة وعتاد عسكري بحري متطور
في العرض العسكري “وعد الآخرة” الذي كان الأضخم من حيث العتاد والتجهيزات والمشاركين فيه ، تعمّدت اليمن إظهار قوتها بكشفها عن بعض ما طورته من صواريخ بحرية، وما امتلكته كذلك من أسلحة بحرية متطورة ، فعرضت للمرة الأولى الصاروخ «مندب2» فائق القوة، الذي يبلغ مداه- حسب المعلومات- 1500 كم، وفالق1 إضافة إلى صواريخ روبيج الروسية ، ما يعني أن اليمن قادر عمليا على ضرب أي موقف ونقطة في البحر الأحمر ، علاوة على الألغام التي يمتلكها اليمن وهي قادرة على استهداف بارجات وسفن حربية في البحر وتفجيرها إذ تتميز بقدرة فائقة في التدمير.
سرّعت هيئة التصنيع العسكري في اليمن من وتيرة تصنيعها للسلاح وراكمت مخزونات كبيرة منه خلال الفترات الماضية ، ما يعني أن اليمن لديها القدرة على خوض معركة بحرية وبمخزون استراتيجي كبير من تلك الأسلحة المتطورة.
في العرض العسكري ذاته، عرضت اليمن نسخا من طائرات مسيرة ودبابات ومدافع سواحلية قادرة على الوصول إلى مديات بعيدة ، وأبرز ما تضمنه العرض العسكري هي الصواريخ والأسلحة البحرية ، قال قيادي عسكري في الجيش إن عرض الأسلحة البحرية مؤشر على تغيير القيادة في استراتيجية التعاطي مع الحصار البحري المفروض على الشعب اليمني ، وأنها رسالة واضحة إلى من يحاصرون اليمن بأن خيار الحرب في البحر مطروح اليوم إذا لم يكف التحالف الأمريكي السعودي عن ممارساته المستمرة بمحاصرة اليمن ، وأن لدى اليمن القدرة على خوض معركة بحرية تترجم إشارة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب اليوم الوطني للصمود إلى معركة بحرية ستغرق سفن وبوارج الأعداء في قعر البحر.
ويقول القيادي العسكري- المطلع على التصنيع الحربي- إن الصناعات اليمنية حققت تقدما كبيرا في تصنيع الأسلحة البحرية والجوية والبرية والباليستية خلال الفترات الماضية ، وقطعت شوطا في أن تصبح قوة إقليمية متفوقة في الأسلحة البحرية، معتبراً أنه «لا بد من الإشارة أيضا إلى أنه بمعزل عن عرض الأسلحة، فإن على تحالف العدوان أن يعرف أن الجيش اليمني قادر على كسر الحصار البحري على اليمن من خلال استخدام هذه القدرات العسكرية المتطورة”.
يجب الانتباه إلى عدة نقاط مهمة في عرض وعد الآخرة:
أولا:
العرض العسكري هو الأضخم من نوعه إذ بلغ عدد المشاركين فيه أكثر من 25 ألف عسكري ، واستعرض أسلحة بحرية وبرية وجوية ودفاعية متطورة وهي المرة الاولى التي يتم عرضها ، وهي ليست إلا جزءاً يسيراً مما امتلكه الشعب اليمني من قدرات خلال فترة الحرب التي أراد التحالف منها تدمير القوة العسكرية لليمن والتي تضاعفت أضعافا مضاعفة ، بفعل الصناعات العسكرية وأيضا التطوير وكذلك ما حصل عليه الجيش من أسلحة من معسكرات التحالف.
ثانيا: تم العرض في ساحل البحر الأحمر بمدينة الحديدة واستعرض أسلحة بحرية جديدة ومنها صواريخ روبيج الروسية ومندب1 ومندب2 وفالق 1 وهذه الأخيرة هي صناعات محلية متطورة، إضافة إلى الألغام البحرية العائمة ، من خلال مكان العرض والسلاح البحري الذي عرض، فإن اليمن تؤكد أنها متفوقة في البحر الأحمر وأن المعادلة البحرية تغيرت ، وهي رسائل للأمريكيين والسعوديين الذين يجرون مناورات بحرية في البحر الأحمر ويقومون بعسكرتها.
ثالثا:
كشف الرئيس المشاط في كلمته بالعرض العسكري أن اليمن باتت اليوم قادرة على ضرب أبعد نقطة في البحر الأحمر من أي نقطة إطلاق في اليمن ، وحتى ميناء إيلات، باتت اليمن تملك صواريخ بحرية قادرة على الوصول إليها ومن خلال تسمية العرض يوم أمس بعرض «وعد الآخرة» هي إشارة إلى بوصلة المعركة.
رابعا:
كشف الرئيس المشاط عن تجارب تم إجراؤها على سلاح جديد خلال الأيام الماضية، وهذه التجارب بالفعل أجريت خلال الأيام الماضية لمنظومات صاروخية بعيدة المدى ومن العيار الثقيل وهي أسلحة يمنية صنعتها الصناعات الحربية في الجيش اليمني والتجارب أجريت بإطلاق عدد من الصواريخ التي صنعت باتجاه أهداف على أهداف معادية بعيدة.
خامسا:
في خطابه للعرض العسكري أكد قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على ثبات موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية وهذه نقطة أراد إيصالها من العرض العسكري ليعزز موقف اليمن وبأن اليمن جزء من معادلة محور المقاومة وأن على الكيان الصهيوني أن يحسب ألف حساب لهذه القوة التي يراكمها اليمنيون.
سادسا:
في الخطاب أعلن السيد عبدالملك توحيد ودمج الجيش واللجان الشعبية تحت إطار الجيش اليمني، وهذه الخطوة تعني أن الجيش اليمني بات اليوم جيش الشعب والدولة.
سابعا:
“وعد الآخرة” هدف إلى تأسيس معادلة بحرية كشفت فيه الستار عن أسلحة دخلت حديثا إلى التجربة العملية ، وهي قادرة على الوصول إلى أبعد نقاط في البحر الأحمر ، الرئيس المشاط قال إن استمرار الحصار يضع الهدنة في مهب الريح ، معلناً أنّ الجيش اليمني طور أسلحة وقام بتصنيعها ، بهذا أوصل الرئيس- بطريقة غير مباشرة- رسالة إلى تحالف العدوان بأن التلاعب والرهان على المماطلة في الالتزامات بالهدنة سيكون ثمنه باهظاً.