-ظلّت قوى الاستكبار العالمي- وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لبرهة من الزمن- تتوارى خلف الستار وتحاول بكل ما أوتيت من قوة الوصول إلى أهدافها وأطماعها في اليمن، من خلال وكلائها من العملاء الإقليميين والمرتزقة المحليين.
-أمريكا قررت على ما يبدو الاستغناء عن خدمات الأدوات والوكلاء، وباشرت نهب ثروة اليمن بصورة مباشرة وبدون وسائط، انطلاقا من الظرف الحرج الذي يمر به الغرب عموما ودول حلف الناتو تحديدا في ظل عقوباتها الفاشلة على صادرات روسيا من الوقود وسعيها المحموم لمعالجة مشاكلها الطارئة عبر احتلال مناطق النفط في اليمن.
-تسارعت خلال الأيام والساعات الماضية خطوات الإدارة الأمريكية للدفع بمزيد من قواتها العسكرية إلى المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والغاز.
-أمس الأحد، تحدثت وسائل إعلام محلية ودولية عن اختراق مدمرة أمريكية، المياه الإقليمية قبالة الساحل الشرقي لليمن .. وذلك بالتزامن مع معارك طاحنة بين فصائل مرتزقة العدوان السعودي والاماراتي، تشهدها مناطق الهلال النفطي في تلك المحافظات.
وسائل الإعلام نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة، تأكيدها أن المدمرة الأمريكية وحاملة الصواريخ (يو اس اس نيتزي) عبرت خلال الساعات الماضية قبالة السواحل اليمنية على بحر العرب وهي في طريقها- كما يبدو- إلى محافظة حضرموت أو المهرة.
-القوات الأمريكية، كانت قد انتشرت في وقت سابق بالمديريات الساحلية لمحافظة حضرموت، حيث باشرت- كما يقول متابعون- الترتيبات الأمنية والعسكرية على مقربة من حقول النفط. وأن كل ما يجري حاليا من صراعات ومواجهات دموية بين المرتزقة، ما هو إلّا تهيئة أمريكية لضمان حضور قواتها بشكل مباشر، وإعلان صريح عن انتهاء مرحلة الأدوات.
-سبق لمسؤول في الخارجية الأمريكية أن أعلن- في مارس، العام الماضي- صراحة أثناء الحديث عن انسحاب القوات الأجنبية من اليمن مستدركاً تصريحه “باستثناء بعض المناطق” المهمة حسب تعبيره، وهو ما يعكس النوايا التي كانت تبيتها الولايات المتحدة تجاه اليمن، قبل أن يتم الكشف عن ذلك صراحة في الآونة الأخيرة.
-يجمع الخبراء والمحللون السياسيون أن واشنطن تقود الحرب على اليمن، وأعينها مصوبة على طرق الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، والبحر العربي إلى جانب أطماعها للهيمنة على ثروات اليمن النفطية، وذلك لم يعد سرّا أو أمرا خفيّاً على أحد، بل إن القيادة السياسية في صنعاء أدركت هذا المخطط مبكرا ولطالما أكدت- ولا زالت تؤكد وعلى أرفع المستويات القيادية- أن الجيش اليمني، أصبح يمتلك من قوة الردع ما يجعله قادرا على حماية السيادة والوطنية وإعادة الحق المنهوب وأن الشعب اليمني وجيشه الباسل لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ممارسات العبث بثروة الوطن وسيادته، في الوقت الذي يعيش فيه المواطن حالة من الفقر والحرمان والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ الإنساني .. فهل يعي الأمريكان هذه الحقائق وما طرأ من تغيير جذري على صعيد معادلة المواجهات في الميدان، أم أنه يحتاج إلى ثماني سنوات أخرى لإدراك ذلك؟!!