الجماعات المسلحة تستقطب الأطفال من المساجد والمدارس لاستغلاهم في الحروب


-أكثر من 3 آلاف نازح في حجة..والألغام منتشرة في كتاف وكشر

قريباٍ سنكشف عن عصابات تقوم ببيع الأطفال للمهربين.. وأغلب المنظمات الإنسانية عملها شكلي

– يكشف رئيس منظمة وثائق نجيب السعدي عن استغلال الجماعات المسلحة للأطفال في الصراعات المسلحة حيث يتم استقطابهم من المساجد والمدارس ويشير إلى أن الألغام زرعت بشكل مخيف خلال الفترة الأخيرة وبالذات في كتاف وكشر وأن النازحين يتجاوزون ثلاثة آلاف نازح كما تحدث في حوار لـ«الثورة» عن قضايا الاتجار بالبشر وعصابات بيع الأطفال للمهربين.. وهذا نص اللقاء

• هل لك أن تحدثنا عن دور المنظمة في حماية الحقوق والحريات¿
– نسعى من خلال انشطتنا إلى دعم التوجه المدني من أجل الوصول إلى مجتمع مدني ونشر ثقافة وتكريس مبدأ الحوار كوسيلة مثلى لحل الخلافات وكذلك الاهتمام بالمرأة وتأهيلها لتكون شريكاٍ حقيقياٍ في كافة نواحي الحياة والعمل على صرف وحماية الحقوق والحريات من خلال تقديم كافة أنواع الدعم القانوني والحقوقي لمن انتهكت حرياتهم والاهتمام بالفئات المهمشة والعمل على دمجهم في كافة مناحي الحياة.
مناطق الصراع
• ألا تخشون في منظمة وثائق أن تكونوا امتداداٍ لكثير من المنظمات التي ليس لها تواجد ¿
– نحن عندما فكرنا بتأسيس المنظمة قمنا بدراسة خارطة المنظمات وعملها ووجدنا للأسف أن 90 % من هذه المنظمات نسخة طبق الأصل من بعض وعملها في نفس المكان فأغلب المنظمات تتركز في صنعاء عدن تعز في الأماكن الحضرية ولذا أردنا تسليط الضوء على الأماكن التي لم تصل إليها المنظمات فاخترنا مناطق الصراع «شمال الشمال» في صعدة حجة عمران وركزنا على الأماكن التي تكثر فيها الانتهاكات ولم يتطرق لها أحد. فلم يتحدث أحد عن الانتهاكات في صعدة بشكل يوازي حجم الحدث فأصدرنا تقارير على ضحايا الألغام في صعدة وحجة ومديرية كشر أيضا أصدرنا فيلماٍ على هذه القضية .
في مناطق الصراع يجند الأطفال ويزج بهم في المواجهات المسلحة هل يتم ذلك يرضاهم أم يتعرضون للخطف والتهديد ولماذا إلى الآن تقف المنظمات متفرجة.
في حالة الحروب كما حدث في دماج وكتاف وحاشد يجند الأطفال من الطرفين المسلحين ويكون برضا الطفل ووالده ويعود السبب لطبيعة التنشئة هناك فالطفل في المناطق القبلية حين يبلغ سن الرابعة عشرة يعامل كالرجل ويعتبر حمل السلاح من كمال الرجولة والقوة فهم يتفاخرون بذلك لذا تستغل الجماعات المسلحة هذا الوضع لتنشر فكرها الهدام بضرورة الجهاد ضد الطرف الآخر وتستقطب الأطفال من الجوامع والمدارس وللاسف مات أطفال في هذا الحروب التي لإناقة لهم فيها ولا جمل فهم ما دون السادسة عشرة إلى الثالثة عشرة.
تصنيع محلي
• تكثر الالغام في أماكن الحروب هل ترصدون ضحاياها وكيف هي أوضاع المصابين ¿
– للأسف زرعت الالغام بشكل مخيف في الفترة الأخيرة وتمتلئ بها كتاف وكشر وتصنع هذه الألغام محلياٍ والواحد منها الذي يقضي على فرد بإمكانه أن يهد عمارة من طابقين أو ثلاثة فالمادة المتفجرة بداخله قوية جداٍ ولا زالت الأرواح إلى اليوم وللأسف ليس هناك اهتمام كاف بالقضية والسعي إلى تفكيكها مع أن هناك مشروع نزع الالغام إلا أنهم للأسف يقفون متفرجين حتى ينتهي الصراع الدموي ومن المخزن أن أقول بأن في حجة إلى الآن أكثر من ثلاثة آلاف مواطن نازحين من وادي العريض بدون أي مساعدات وسبب نزوحهم أن مناطقهم لا زالت مزروعة بالألغام وأكثر من ستة أشخاص قروا العودة إلى بيوتهم فصادفتهم الالغام في الطريق وقضت على حياتهم.
وبعد التحري والبحث رصدنا في منظمة وثاق «89» حالة منهم «49» قتيلاٍ والباقي إصابات مختلفة وبتر لأقدام أو أيدي وبين الحالات أطفال ووضع المصابين سيء جداٍ وهناك بعض المنظمات الأجنبية تقدم لهم بعض الدعم والعلاج وتوفر لهم أطرافاٍ صناعية لكن لا يوجد تبني حقيقي لحالاتهم.
عصابات
• علمنا أنكم بصدد الإعلان عن قضية جديدة على مجتمعنا وهي استغلال الأفارقة لكن حدثني قبلها عن تهريب الأطفال هل هناك حالات جديدة¿
– للأسف لدينا قضية الاتجار بالبشر واللاجئيين الأفارقة الذي تمتهن كرامتهم ونحن متتبعين لكثير من الحالات وسنقوم في الأيام القادمة بالكشف عن عصابات تقوم ببيع أطفالها مقابل مبلغ من المال شهرياٍ لمهرب فيدفع بهؤلاء الصغار للتسول في دولة شقيقة ويعطي المال للمهرب بعد سنة أو سنتين يعود إلى اليمن وقد انتهكت طفولته ويصبح شخصاٍ غير سوي.
أما قضية اللاجئيين الأفارقة الذين يأتون من الصومال أو جيبوتي بعد ذلك يتم تهريبهم من الحديدة ويخرجون من حرض إلى السعودية.
• أليس هناك مراكز لمفوضية اللاجئيين في حرض ما دورها إذن¿
– للأسف لا تقوم بدورها على أكمل وجه وقد علمنا من مصادر موثوقة أنه يتم تشكيل عصابات من المناطق التي يمرون بها «شفر- خميس المعرض – عبس – حرض» يكون هناك مراقبون يتتبعون عصابة التهريب فعندما يجدون أثنين ثلاثة لاجيئين على الطريق فيقومون باستدراجهم إلى بيوت وأراض مسورة فيضربونهم ضرباٍ مبرحاٍ ويأخذون ما معهم من فلوس ووثائق ويجبرونهم على الاتصال بأسرهم ويطلبون فدية وبعد ذلك يتركونهم بعد ما يحصلون على المال أو يستغلونهم بالعمل معاهم ليلاٍ ونهاراٍ وللأسف فإن هؤلاء المتقطعين نافذين في المنطقة وقد حصلنا على معلومات لازلنا في طور التأكد منها بأن هذه العصابات تجند اللاجئيين في الجماعات المسلحة.
أما اللاجئات فيتعرضن للاعتداء الجنسي.
وعي قانوني
• أين المنظمات التي تستلم دعماٍ من جهات أخرى¿
– أغلب المنظمات اليمنية والإنسانية للأسف الشديد عملها شكلي فقط فيقتصر دورها على إقامة فعاليات كبرى الفنادق وتسعى للفرقعات الإعلامية وليس لهم تواجد حقيقي على أرض الواقع وللأسف أن بعض المنظمات الأجنبية تساعدهم على ذلك.
– في الفترة الأخيرة زاد وعي المواطنين بدور المنظمات الحقوقية في الرصد والمتابعة إلى أي درجة يتعاون المواطنون معكم¿
– أصبح هناك وعي حقوقي لدي الناس في عملنا بمنطقة صعدة لم يكن المواطنون مدركين أهمية التعاون مع منظمتنا لرصد الحالات بل أن بعضهم يقولون لنا «لن تقدروا عمل شيء» ومع الأيام بدأ الوعي القانوني للمواطنين هناك يزداد ويكشفون لنا عن حالات الإصابة والوفاة لكن للأسف نواجه صعوبة كبيرة مع السلفيين فإلى الآن لم نستطع أن ننزل نسجل النازحين ويرفضون تماماٍ أن نسجل المهربين وكنا نظن أن السبب جانب أمني خوفاٍ من كشف أسمائهم ومع أن الجرائم التي مورست بحقهم في دماج بشعة جداٍ لكن رافضين أنهم يصورن الضحايا بسبب عقيدة لديهم أن التصوير حرام .
– بما أن عملكم في الرصد والمتابعة والتحليل مهم هل تتعرضون لمضايقات¿
– بالتأكيد نتلقي يومياٍ رسائل تهديد بالاغتيال وهذا أمر وارد في مجالنا لذا نحرص على سرية النزول الميداني وفي الأخير لو أراد أحدهم أن يضرني لن يكون إلا بقضاء الله وقدره وفي سبيل الحقيقة ترخص الروح.

قد يعجبك ايضا