بعد أن اتضحت الأمور وتجلَّت الحقائق أكثر لدينا كيمنيين بخصوص دور الأمم المتحدة المشبوه وموقفها السلبي إزاء ما يتعرَّض له وطننا اليمني الحبيب أرضاً وإنساناً من عدوان ظالم وغاشم وحصار جائر على مدى أكثر من سبعة أعوام، فإنه – في واقع الأمر – لم تعد تنطلي علينا كيمنيين كذبة الهدنة الأممية الطارئة التي دعت إليها وإلى التمديد لها شهرين إضافيين هذه المنظومة الأممية، فقد أثبتت الأمم المتحدة من خلال السياسات والأدوار المشبوهة التي مارستها خلال سنوات الحرب العدوانية على بلادنا، أنها تمثِّل ” الأداة” لشرعنة العدوان والاحتلال والحصار على شعبنا اليمني خدمةً لأهداف ومشاريع أمريكا والغرب الاستعماري وتنفيذاً لمشاريع الصهيونية العالمية، فبالنسبة للهدف المعلن أممياً من وراء الهدنة بأنه هدف إنساني بحت، أثبت الواقع لليمنيين عكس ذلك، كذلك الحال بالنسبة للوعود العرقوبية التي أطلقتها هذه المنظومة الأممية لحكومة صنعاء بأنها ستلزم الطرف الآخر المتمثل بتحالف العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقته بتحقيق بنودها بحذافيرها وعلى رأسها فتح مطار صنعاء الدولي أمام المسافرين والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية وسفن المواد الغذائية إلى ميناء الحديدة لإفراغ حمولتها وإدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية والمروعة في اليمن وفتح الطرقات المغلقة أمام المواطنين في مختلف المحافظات والمناطق الواقعة في خطوط التماس.. ليتضح للمواطن اليمني أن كل ذلك كذب ودجل أممي لم يتحقَّق على أرض الواقع، باستثناء فتح طريق الخمسين- الستين بمحافظة تعز، الذي ليس للأمم المتحدة أي دور في ذلك، كون عملية فتح الطريق تمت من طرف الجيش واللجان الشعبية بأمر وتوجيه القيادة السياسية والثورية في صنعاء بدافع إنساني من طرف واحد وذلك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك .
وعلاوة على عدم إلزامها الطرف المعرقل المتمثل في تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومرتزقته بتنفيذ أيٍ من بنود الهدنة تنفيذاً كاملاً دون مماطلة أو تسويف، لا تبدي الأمم المتحدة أي حرج أمام العالم وهي تمارس دوراً مشبوهاً من خلال تواطؤها الكبير مع الدول المعتدية على اليمن وما مثَّلته من تغطية مفضوحة لجرائمها ومجازرها وتدميرها الممنهج لليمن أرضاً وإنساناً ومقدرات، فقد عمدت –أيضا- إلى صرف أنظار العالم عن القضية الحقّة والمظلومية التي يدافع من أجلها اليمنيون جيشاً ولجاناً شعبية وشعباً وقبائل ضد تحالف عدواني سعو صهيوأمريكي ظالم وغاشم استهدف ويستهدف الحرث والنسل ويسعى بمختلف الطرق والأساليب القذرة والبشعة -أيضاً- إلى احتلال اليمن والسيطرة على ثرواته ومصادرة قراره وإركاع شعبه وسلب حريته وانتهاك حرماته، مرتكباً في سبيل الوصول إلى تحقيق ذلك الهدف الحقير والمخالف لكل الأعراف والقيم والمواثيق الأممية والدولية، أبشع المجازر وجرائم الحرب ضد الإنسانية بحق اليمن واليمنيين، على مرأى ومسمع من العالم أجمع .. فما تحمله كلمات وإحاطات المبعوثين الأممين إلى اليمن في مجلس الأمن الدولي بمن فيهم السابقون واللاحقون، من مغالطات وتزوير وتشويه للحقائق خدمة لأهداف تحالف العدوان، والتي عادةً ما تأتي متجرِّدة تماماً من الحيادية والمصداقية، كما تخلو تماماً من أي دعوة إلى وقف العدوان ورفع الحصار المفروض على الشعب اليمني، ولكم أن تتأملوا أعزائي القرَّاء آخر إحاطة قدّمها –مؤخراً- المبعوث الأممي الحالي إلى اليمن هانس غروندبرغ أمام مجلس الأمن الدولي وما حملته مضامينها من مغالطات ومخالفات وانتهاكات جسيمة للأدوار والأهداف المعلنة، التي وجدت لأجلها الأمم المتحدة.
إلا أن شعبنا اليمني الحر الثائر ومن منطلق كونه بات اليوم يعي ويدرك جيداً حقيقة ما تمارسه الأمم المتحدة خدمةً تحالف العدوان السعو صهيو أمريكي من طرق ملتوية وأساليب قذرة في سبيل تحقيق مراميها الخبيثة، حتى وإن تدثرت هذه المرة بشعارات إنسانية زائفة، قرَّر أن يستمر في مواصلة الصمود وتقديم التضحيات تلو التضحيات حتى يتحقق له النصر المؤزر ضد الغزاة والمعتدين وتطهير الأرض اليمنية من رجسهم، وليؤكد بذلك أن كبرياء وعظمة وشموخ الشعب اليمني أكبر من أن ينال منها الأعداء، كما أن صموده وتضحياته الجسيمة التي قدمها في سبيل رفض الوصاية الخارجية ونيل الحرية والكرامة، ليست سلعة للمتاجرة.