الاتحاد العام لكرة القدم، يحتاج إلى تغييرات حقيقية ذات مردود إيجابي، وليس فقط مجرد تسريبات في صفحة هذا الزميل أو ذاك لامتصاص غضب الشارع الرياضي، أو إن تحققت فعلا لا تفي بما تريده الجماهير.
أن كانت كل هذه النتائج السلبية محفِّزة للتغيير نحو الأفضل، فنحن أمام معضلة إحساس، وهذه المعضلة من الصعب علاجها.
صحيح أن كلمة “ارحل” سيئة جداً.. ولكن الأسوأ منها أن يظل الاتحاد بعيداً عن التغيير، حتى يصل الحال بالجماهير لقولها، دون استيعاب فكرة التغيير الإيجابي التي تنقلب لتغيير سلبي على الجميع، ولهذا فإن التعاطي الإيجابي معها هو عين الصواب.
رئيس الاتحاد له قدرة كبيرة على البقاء في المنصب طويلا، نظرا لعوامل عديدة، من أهمها الجمعية العمومية في الداخل والعلاقات مع نظرائه رؤساء الاتحادات الوطنية في الخارج.
هذه القوة التي يملكها، تمكنه من أن يكون محط إجماع، خاصة وأن الكل مجمع على إنسانيته في كثير من المواقف، يحتاج فقط إلى التعاطي الإيجابي مع ما يريده الشارع الرياضي.
ليس من المعقول تجاهل كل ما يرتبط بالمنظومة الكروية في كل المحافظات، والتي تنادي بإصلاحات تعود بالفائدة على كرة القدم اليمنية، ويأتي ذلك التجاهل بسبب تقارير مغلوطة تقول له “الأمور كلها تمام”.
لا، ليست الأمور كما ينقل له، هي سيئة جدا، خاصة فيما يتعلق بالعمل الإداري.
الشارع الرياضي لا يهمه أن يكون رئيس الاتحاد الشيخ العيسي أو غيره… ما يهمه هو أن يرى منظومة عمل إدارية تتصرف وفق المنطق على الأقل، وليس وفق تحقيق المستحيل، فالمستحيل لا يطلبه إلا من فقد صوابه.
اتحاد الكرة ليس أفضل من مؤسسات كثيرة في الدولة جرت هيكلتها وإعادة تنظيمها، لكون طريقة عملها أثبتت فشلها.
المنتقدون لشخص العيسي غير مصيبين، ولكن لكون الرجل الأول، فهو الاسم الاكثر نقدا.
المدافعون عن شخص العيسي غير مصيبين، كونهم لا يتحدثون عن الفشل، وكأن الفشل حرام، الفشل ليس حراما وإنما الاستمرار فيه حرام، خاصة عندما يجلب مضرة للبلد.
في غالب الأوقات تكون الفرصة بيد الرجل الأول سواء كان قائداً للبلد أو لمؤسسة أو لاتحاد الكرة، وبسبب المحيطين برؤساء الدول يفقد أولئك الرؤساء مناصبهم، وسرعان ما يتحول من كان سببا في أخطائه ضده … ألا يرى ذلك قد حصل بالفعل؟؟!!
الشواهد التي تسمح للعيسي بالقيام بتغييرات جذرية في طاقمه، هي كثيرة جدا، فقط إذا ما رآها بعين اسبط مشجع لبلده، لا بعين من يريد التملق من أجل البقاء في هذه اللجنة أو تلك.
نأمل أن تكون هذه التسريبات حقيقية وأن تكون جوهرية وليست سطحية، حتى يكون أثرها ملموساً على كرة القدم اليمنية.