عن مضامين عمليات الداخل الفلسطيني

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة


حملت عملية يوم الجمعة الماضي- في عمق الكيان الصهيوني- العديد من الدلالات والمضامين الهامة، التي بات لزاما على العدو وأصدقائه وحلفائه القدامى منهم والجدد إدراكها جيدا.
-ليس غريبا أن يكون منفذو العملية التي حملت اسم « إلعاد» قرب تل أبيب مستقلون ولا ينتمون إلى أي من فصائل المقاومة الباسلة، إذ لا يحتاج الإنسان الفلسطيني- الذي يُستباح دمه، وتحتّل أرضه، وتُصادر حقوقه، وتُنتهك مقدساته- إلى إذن من حماس أو الجهاد الإسلامي وغيرهما من الفصائل، لكي يدافع عن نفسه ويثأر لوطنه وشعبه، ويقتص من القتلة المتغطرسين مسنودا في انطلاقته هذه بحق إلهي وكوني ومنطقي، وبدوافع وجدانية وإنسانية هائلة، لا تضاهيها أي منطلقات سياسية أو مرجعيات ايديولوجية وتعبوية.
– أثبتت العملية- وهي السادسة التي تضرب العمق الإسرائيلي في غضون أسابيع فقط، ومنها ما كان مصدره من الداخل الفلسطيني فيما يُعرف بأراضي 48 أو عرب إسرائيل- أن كيان الاحتلال يعيش ضعفا وهشاشة واضحة في النظام الأمني وفشلا ذريعا في توفير الحد الأدنى من الأمن والاستقرار لقطعان مستوطنيه، وجعل الكثير منهم يجاهر بخوفه من مجرد المشي في الشارع وليس الخوف من ركوب وسائل المواصلات العامة، كما كان حالهم قبل سنوات وفقا لما يتردد في وسائل إعلامهم.
-التلاحم الكبير الذي أظهره الفلسطينيون في كافة أراضي فلسطين التاريخية خلال عملية سيف القدس العام الماضي، عزّزته العمليات البطولية لفلسطينيي الداخل مؤخرا، والتي ألحقت بالعدو خسائر بشرية كبيرة، وأحدثت حالة من الارتباك والتخبط في أداء كياناته العسكرية والأمنية والسياسية، ناهيك عن الرعب والقلق الذي بات يعيشه المحتلون ، لكن هذه العمليات عكست في المقابل تطورا نوعيا في أداء المقاومة الفلسطينية، ينبئ عن فكر جديد ومتقدّم في مسيرة النضال، مصحوبا بروح معنوية غير مسبوقة، وبقيم ومبادئ وطنية ودينية راسخة، وبكفاءة مهنية عالية في التنفيذ وبشجاعة وأقدام تحقق أهدافها في إيلام العدو بشدة ، بأقل الخسائر الممكنة.
-كيان الاحتلال أصبح- وفي غضون فترة زمنية وجيزة- أمام صعوبات لا يُحسد عليها، في مواجهة زخم متسارع لعمليات المقاومة وتطوّرها على المستويين الفردي والمنهجي، ولم يعد قادرا على معالجتها أمنيا وعسكريا، أو احتوائها سياسيا.
-الفشل والعجز وقلة الحيلة التي بات عليها كيان الاحتلال عبّر عنه بوضوح من خلال التخبط والارتباك في أدائه السياسي والأمني ومن خلال التهديد الأجوف باستهداف وتصفية قيادات ورموز فصائل المقاومة الفلسطينية وإطلاق المزاعم بقدرته الإعجازية، ليس بالقضاء على من يسميهم بالإرهابيين، وإنما أيضا من يدعمهم ويساندهم، حسب تأكيدات مسؤولية مع علمه أنه بذلك أنما يفتح على نفسه أبواب جهنم الحمراء.

قد يعجبك ايضا