المجلس المسخ

عبدالله الأحمدي

 

منذ الأحد 17 أبريل 2022م توالى نقل المرتزقة إلى عدن بعد أن انقلبت السعودية على ما تسميها شرعية “الدنبوع”، والمرتزق علي محسن الذي توعد خصومه بأفعال مزلزلة؛ كان بدايتها إطلاق سراح أكثر من عشرة من عتاة الإرهابيين من سجون حضرموت التي يسيطر عليها التحالف والقوات الموالية لعلي محسن، وهي حادثة تؤشر لما بعدها.
طائرات الشحن العسكري السعودية قامت بعدة رحلات لنقل المرتزقة من الرياض إلى عدن.
وكان ضباط سعوديون وإماراتيون في استقبال المرتزقة، وتطمئنهم أن عدن آمنة بعد أن كان الخوف يركبهم، وخاصة بن دغر ومعين.
كانت المخابرات الأمريكية ومدرعات المارنز، وقوات “عفاش” قد ملأت عدن، واحتلت القوات السعودية والأمريكية المعاشيق.
سجل البركاني أولى المعارك ألا وهي التهام وجبة غداء بمبلغ خيالي، دفعتها شركة النفط في عدن، والظاهر أن شيخ المانجو كان مسجونا، وممنوعاً عنه الطعام لعدة أيام.
السعودية ضاقت بالمرتزقة فأعطتهم مهلة للخروج من أراضيها، وحجزت الدنبوع لمحاسبته مع ابنه جلال والمرتزق علي محسن، تمهيدا لاستعادة بعض الأموال التي سرقوها منها.
ويقال إنها جمدت أموال النفط اليمني الذي يورد إلى البنك الأهلي السعودي، ولا يُصرف إلا بأمر بن سلمان.
وصلوا إلى عدن بانتظارٍ للوديعة التي وعدت بها السعودية والإمارات المرتزقة استعداداً لتقاسمها.
وصل هؤلاء للإقامة في المعاشيق تحت حراسة الحراب الأمريكية والسعودية ومرتزقة الإمارات.
بن سلمان لم يستطع إعادتهم إلى صنعاء على ظهر دبابة كما كان يحلم، فقد أعادهم إلى عدن على ظهر طائرات نقل عسكرية.
لم يستح بن سلمان تحقيق ولو بعض أوهامه، فقد استعاض عن ذلك بتعيين حكام على اليمن من مرتزقته، وعملاء أمريكا بما سماه ( مجلس القيادة الرئاسي ) الذي لا يلزم اليمنيين بأي حال من الأحوال، والذي يعتبر وجوده خرقا للدستور والقوانين والأعراف التي اعتاد عليها اليمنيون في تداول السلطة.
هذا المجلس الذي عينه بن سلمان لا يساوي الحبر الذي كُتِبَ به قرار إنشائه، فاليمنيون يعرفون جيداً أن ذلك المجلس المسخ هو فصل من مؤامرة جديدة عليهم وعلى بلادهم بعد أن هُزِمَتْ السعودية ومؤامراتها ومرتزقتها، بل إن هذا المجلس سيكون عبئا عليها (أي السعودية) مثله مثل الحرب التي أشعلتها في اليمن.
وقد صدَّق المرتزقة الأمر وظنوا أنهم قد أصبحوا حكاماً على اليمن بأمر ابن سلمان.
أنزلتهم الطائرات السعودية في عدن وجلبوا بقايا النواب ليوافقوا على الصنيعة السعودية، وحلفوا زوراَ بأنهم سيحافظون على وحدة الأرض، وهم الذين مزقوا الأرض وباعواَ أنفسهم من أجل الريال وانتقدوا عيدروس لأنه حنث ولم يف بما يريدون.
والحقيقة إن عيدروس قد تراجع عن الوفاء للمؤامرة ضد الجنوب، بعد أن بدأ الشارع يتهمه ببيع القضية الجنوبية.
مجلس محمد بن سلمان جمع كل تمثلات الجريمة من القتل والخيانة والفساد ؛ فمثلا العليمي هو أحد رموز الفساد في النظام السابق، وقاتل لمواطني الجحملية بتعز خارج القانون عندما كان يشغل مديرا لأمن تعز.
وكذلك العرادة من أسرة متهمة بقتل رجل الثورة علي عبدالمغني. وعلى ذلك يقاس سجل البقية.
لقد اختار محمد بن سلمان لمجلسه العتاة ممن لفظهم الشعب، وذلك لتنفيذ مخططه الإجرامي على أرض اليمن.
ولن يُفلح الساحر حيث أتى.

قد يعجبك ايضا