أربع سنوات مرت على استشهاد الرئيس صالح علي الصماد – رضوان الله عليه – أربع سنوات وما تزال الوحشة تستوطن شارع الخمسين بالحديدة وبالتحديد الشارع الذي شهد مسرح الجريمة البشعة التي ارتكبتها أمريكا وأدواتها والتي راح ضحيتها الشهيد الرئيس الصماد ومرافقوه، أربع سنوات مضت على الوجع اليماني الكبير، والحزن الذي لن ينسى، أربع سنوات ولا يزال حاضرا معنا بروحه الإيمانية وحسه الوطني وثقافته القرآنية ومواقفه الحيدرية التي سطرها خلال مسيرته الجهادية القيادية، التي ستظل ملهمة لكل الباحثين عن السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة .
أربع سنوات مضت على استشهاد رجل المسؤولية الذي شكل أنموذجا يحتذى به في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة، استشعر المسؤولية منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها قيادة البلاد، لم يغره المنصب ولم يغتر به، فتعامل مع كرسي السلطة على أنه وسيلة يواصل من خلاله نصرة دين الله والجهاد في سبيله، وخدمة أبناء شعبه، والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة، لم يقتطع لنفسه قطعة أرض، ولم يبن لنفسه وأولاده أو يشتري منزلا يأويهم، ولم يمتلك أي حسابات بنكية ولا أي مشاريع استثمارية، ولم يعمل لأجل المنصب، ولم يحط نفسه بكتائب المرافقين ولم يحتجب داخل القصر الجمهوري، ولكنه كان حاضرا في الميدان قريبا من الشعب، يزور الجبهات ويتابع كل صغيرة وكبيرة في كافة المحافظات والمدن اليمنية من باب المسؤولية والأمانة التي تحملها .
جسد رضوان الله عليه المسؤولية قولا وعملا، فكان المسؤول الذي حمل على عاتقه مسؤولية الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الأرض بعد أن تكالبت عليها قوى الشر والغدر والإجرام والتوحش، كان السباق في التحشيد والتحفيز ورفع الروح المعنوية للمجاهدين، وكان السباق في تبني القضايا الوطنية ذات الصلة والارتباط الوثيق بالخدمات الأساسية للمواطنين، وفي ظل انقطاع المرتبات أظهر حرصه الشديد على صرف ما تسنى من مرتبات الموظفين التي قطعها العدوان ومرتزقته، وظل حتى اصطفاه الله شهيدا، مجسدا لشعار مشروعه التنموي الرائد “يد تحمي ويد تبني”.
أربع سنوات ولا يزال الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ملهما لكل الشرفاء الأحرار، هواتف الكثير منهم تزدان بمحاضراته وكلماته التربوية الإيمانية التنويرية التي ستظل محفورة في ذاكرتهم، خالدة في أذهانهم، راسخة مضامينها في قلوبهم وعقولهم، ولا يكاد يخلو منزل في المحافظات اليمنية الحرة من صوره تخليدا لتاريخه الناصع وسيرته الحسنة، ووفاء له ولمواقفه التي لم ولن تنسى .
أربع سنوات وحب الشعب له يزداد وينمو، محبة نابعة من القلب خالية من المصالح والمنافع والمكاسب والنفاق والتزلف، الجميع يذكرونه بالخير ويثنون عليه، القلوب تهفو إليه وتشتاق لزيارته، والسلام عليه من مختلف المحافظات، بات ضريحه ورفاقه مزارا لكل الباحثين عن السمو والرفعة والعزة والشموخ والعظمة والإباء، هذا هو الشهيد الرئيس الذي أدخل رحيله الحزن إلى داخل كل بيت في اليمن، فرضوان الله عليه، وسلام على روحه الطاهرة .. ونسأل الله لنا التوفيق بالسير على خطاه واقتفاء أثره، والإسهام في ترجمة مضامين مشروعه الوطني على أرض الواقع .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .