اليمن.. بين ثبات الجيش واللجان وسقوط أوراق العدوان

العلامة/ عدنان الجنيد

 

 

لقد مرت سبع سنوات من العدوان البربري الغاشم على بلادنا والذي تقوده أمريكا وإسرائيل، وأحذيتهم من العربان وعلى رأسهم النظام السعودي والإماراتي، ومن تحالف معهم من أنظمة النفاق والعمالة والارتزاق، إنها حرب كونية ظالمة غاشمة على شعب الحكمة والإيمان ..
إن العالم كله يحارب الشعب اليمني، فدول العالم بعضها مشاركة في الحرب على اليمن، وبعضها داعمة ومؤيدة، وبعضها ساكتة صامتة، وكلهم في الجرم سواء، إذ لولا الصامت عن العدوان والداعم غير المباشر له، لما أمكن له أن يستمر، يعني أن كل العالم يحارب اليمن سواء بمشاركته أو بتأييده أو بصمته باستثناء بعض أصوات أحرار العالم …
إن الاستكبار العالمي هو الذي يدير هذه الحرب الظالمة على الشعب اليمني منذ سبع سنوات؛ وذلك بسبب أن هذا الشعب العظيم خرج بثورة عظيمة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – خرج هذا الشعب العظيم تحت راية قائد ثورته القرآنية رافضاً للهيمنة الأمريكية والوصاية السعودية ممارسا حريته ومستقلا بقراره بعزة وكرامة …
لكن هذا لم يرق لدول الاستكبار ولا لمملكة الأشرار ..
فهم لا يريدون لأي شعب عربي مسلم أن يعيش حراً عزيزاً محافظا على سيادته، بل يرون أنه لابد أن يكون تحت هيمنتهم ، ووصايتهم خاضعاً ذليلاً مستعبداً..
لهذا اجتمع طغاة العالم، والأنظمة الظالمة ودول الاستكبار ، وتحالفوا جميعهم وأعلنوا حربهم على الشعب اليمني، وشنوا حرباً ظالمة لم يعرف التأريخ لها مثيلاً أحرقوا من خلالها الأخضر واليابس، قتلوا الألاف من الأطفال والنساء والشيوخ المسنين، قصفوا المنازل والمدارس والمؤسسات والمستشفيات وهدموا الجسور والمساجد والأماكن الأثرية والآثار التاريخية والأضرحة والقباب، قتلوا الناس حتى في صالات الأفراح والأتراح والعزاء، قصفوا حتى مزارع الدجاج والمواشي والأسواق، ارتكبوا مئات المجازر في حق المواطنين من هذا الشعب ..مجازر يشيب منها الوليد، ويندى لها جبين الإنسانية، لقد استهدفوا بطيرانهم كل ما من شأنه خدمة للمواطن اليمني، استخدموا في حربهم الظالمة على اليمن كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وإنسانيا وكل هذه الحرب الظالمة على الشعب اليمني بمرأى ومسمع من العالم كله الذي لم يحرك ساكناً ..
لقد سقطت بهذه الحرب كل الأقنعة الزائفة وانكشفت حقيقة دعاة الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان، واتضحت حقيقة العناوين الكاذبة والمسميات الزائفة؛ والتي كلها تعمل لصالح الاستكبار، وما مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العبرية إلا أداة من أدوات الاستكبار العالمي…
إن الاستكبار العالمي وأحذيته في المنطقة شعروا بخطر الشعب اليمني وبخطر المشروع القرآني الذي يحمله وأن هذا المشروع لو انتشر في أوساط الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية لسوف يجعل الشعوب تثور على أنظمتها العميلة ومن ثم تكون نهاية الاستكبار..
لهذا عمدوا إلى قتل الشعب اليمني، ليجهضوا هذا المشروع، وليركعوا الشعب اليمني حتى يجعلوه كبقية الشعوب تحت الهيمنة..
وهنا نسأل: هل حقق التحالف اليهودي الشركي الاستكباري أهدافه في حربه على اليمن طيلة هذه السنوات السبعة ؟!
الجواب : لم يحققوا حتى هدفاً واحداً بل فشلوا فشلاً ذريعاً، ووقعوا في مستنقع لم يستطيعوا أن يخرجوا أنفسهم منه، وتلقوا الهزائم في جميع الجبهات وسقطت كل أوراقهم التي راهنوا عليها في تحقيق أهدافهم ؛ وذلك بسبب صمود وثبات الشعب اليمني وقوة بأس جيشه ولجانه الشعبية…
إن التحالف الشركي اليهودي لمَّا عجز بقوة سلاحه على إركاع الشعب اليمني استخدم عناوين طائفية ومسميات دينية لتمزيق النسيج الاجتماعي، وبذل لذلك الأموال الطائلة لتحقيق هدفه الخبيث، وهذا السلاح قديما قد استخدمه الطغاة والمجرمون، ولمَّا عجز – أيضاَ – في ذلك ولم يحقق ما هنالك عمد مؤخراً إلى محاربة الشعب اليمني في اقتصاده، فحجز جميع السفن المليئة بالمشتقات النفطية التي كانت آتية إلى اليمن وذلك بغية أن يثور هذا الشعب ضد أنصار الله، لكن الذي حصل هو أن الشعب زاد إصرارا في صموده وتمسكاً بقائد ثورته، فسلام الله على شعب الحكمة والإيمان الذي أذهل بصموده وثباته كل إنسان .

قد يعجبك ايضا