قناة المسيرة .. قبس وادي طوى

صلاح محمد الشامي

 

 

من تصدى لأساطين الإعلام الماسوني الصهيوني كما فعلت قناة المسيرة الفضائية، بعد أن لعبت وتلاعبت كل من (الجزيرة والعربية) بربيعنا العربي، فحولتاه إلى خريف لا نهاية له.. لولا المسيرة القرآنية، التي بعثت في الأمة روحها، بعد أن سحقتها تآمرات الساسة، على مدى عقودٍ عجاف، ذاق فيها الشعبُ الأمرّين، إلى أن وصل به المطاف ليكون لعبة تلهو بها الدول العشر ومن ورائها دولة الشيطان، تلهو جميعها بدماء اليمنيين، بأيدي وكلائها وعبيدها من القاعدة وداعش..
في حين كان التضليل الإعلامي لوكلاء الصهيونية الأمريكية- عبر القنوات الناطقة بالعربية- يحول الضحية إلى جلاد والجلاد إلى ضحية، وكان لابد للمسيرة القرآنية من صوت يوصل مظلوميتها ومظلومية اليمن وثورته الموؤدة (11 فبراير) إلى كل فرد في المجتمع اليمني، الذي أمسى ضحية قنوات تتلاعب به كما يتلاعب الطفل بدميته، وإلى العالم غير المعتاد على سماع غير الكذب، وهو تَحَدٍ صعب بكل معانيه.
إنه لنوع من المستحيل أن تقوم قناة واحدة بإمكانيات متواضعة وخبرات متواضعة كذلك، بمواجهة عمالقة الإعلام العالمي بخبراتهم التي تمتد إلى القرن السابع عشر (منذ نشأة الصحافة الورقية) مروراً بالتراكمات العلمية والعملية، الكمية والكيفية، والترابط المتين بين كل وسائله، من وكالات أنباء وصحف ومجلات وإذاعات وتلفزات ومواقع إخبارية إلكترونية، وخبرات وشهادات ومراكز بحث ومراكز تحكم وسيطرة شملت العالم أجمع، حتى بات الإعلام السلاح الأمضى لتسيير الشعوب وصنع السياسات الدولية، ليس لدولة واحدة ولا لإقليم فقط، بل لكافة دول العالم.
أمام هذا كله، قامت المسيرة القرآنية، وبتوجيه من قائدها السيد العلم، بإيقاد شمعة.. لم تستسلم للشائع من القول (ما جهدنا نفعل)، بل قام بإنشاء قناة المسيرة، وتفردت هذه القناة منذ ولادتها، كان لصوت الحقيقة سحره الخاص، وسط كل هذا الغثاء من الإعلام الكاذب، وسرعان ما أصبحت قناة المسيرة القناة الوحيدة التي تستقي منها الأخبارَ كافةُ جماهيرِ شعبنا اليمني، وليست المفضلة فقط، بل الأفضل والأوحد، لأن شعبنا اليمني شبع من أباطيل قنواتٍ تسيطر عليها قوىً عالمية، لا يهمها سوى بقاء المواطن العربي مستلب الإرادة، خائر القوى، حائر التوجه، مفرغاً من الوعي، ومن الغيرة على دينه ووطنه وأمته، كي تستمر السيطرة ويستمر النزيف في جسد الأمة.
ولأن الشعب اليمني لم يزل متمسكاً بهويته الإيمانية، فقد استجاب بسهولة ويسر لداعي الحق، كما استجاب لداعي الحق قديماً في جمعة رجب على يد الإمام علي عليه السلام، وكأن التاريخ يعيد نفسه – وللمُبصرين عبرة بذلك – فالتحم الشعب اليمني التحاماً بالمسيرة القرآنية، ولم ينتم إليها انتماءَ المنتسبين إلى الأحزاب والجماعات الأخرى، بل وجدها تعبر عنه وعن آلامه وآماله فكان وإياها كجسد وروح..
لقد وجد المواطن اليمني في قناة المسيرة ذاته، والمعبر عنه وعن تطلعاته، لأنها اعتمدت (صدق الكلمة) شعاراً، وجسدته أقوالاً وأحوالاً، فكان لها الصدى المزلزل في الوسط اليمني.
وعندما اندلع العدوان على اليمن، وصل صوتها إلى مسامع وشغاف قلوب الأحرار في العالم العربي، وفي دول العالم أجمع.
لقد أحرزت قناة المسيرة مالم تكن هي نفسها تتوقع إنجازه وإحرازه، من النجاحات المتواصلة والحثيثة في تعرية زيف أبواق الصهيونية، بقنواتها وأصنامها الذين خدعوا المواطن العربي لعقود أنهم هم الوعي ذاته، وأن ما سواهم وسوى وعيهم ليس إلا زيفا وخرافات وأكاذيب.
لقد كشفت المسيرة القرآنية الحقائق، وأخرجتها من الخفاء إلى العلن، بصدق التوجه، وعدالة القضية، وسلامة المنهج، وإصرار القائد، وإيمان اليمنيين، ولم يصل ذلك للعامة إلا بصدق الكلمة، الشعار الذي اتخذته قناه المسيرة، وجسدته خير تجسيد

قد يعجبك ايضا