السلام على الطريقة السعودية

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة


كان الأمر مضحكا ومستفزّاً في آن واحد، وذلك الرجل ذو العقال يتحدث إلى الصحفيين في العاصمة السعودية الرياض، وهو يشرح مبادرة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات سلام بين الأطراف اليمنية، المقررة في بلد يغرق حتى أذنيه في بحر الدم اليمني المسفوح.
-بكل أريحية وهدوء، راح يتشدق المسؤول الخليجي عن أهمية المشاورات بين أبناء اليمن، دون وجود أي مؤثرات خارجية، فالبلاد بلدهم وخلافاتهم – حسب زعمه – هم وحدهم من يقررون بشأنها، وهم أصحاب القرار، وأصل الحكاية، ومنتهى المشكلة. وبدا وكأنه لا يعلم شيئا عن دور وتورُّط وجرائم قادته وأنظمته في حق الشعب اليمني، وما فعله ويفعله المال الخليجي المدنّس في العبث باستقرار ووحدة واستقلال بلاد الإيمان والحكمة.
– قال أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف – بثقة لا يشوبها أي حيرة أو تردُّد، أو حتى قليل من الحياء والخجل – أن المشاورات ستُعقد بمن حضر، ولن يضيرها غياب أو حضور الأطراف الحقيقية والمؤثرة، ولعله يظن بأن ما يتكلم عنه هو إجراء مباراة كرة قدم، وليس مباحثات تهم حاضر ومستقبل بلاد وشعب يعاني الويلات بسبب ما اقترفته السعودية ولا تزال.
-كان واضحاً من خلال تخرصات مسؤول التعاون الخليجي، أن السعودية لا تزال في ضلالها القديم، وأن لا شيء قد طرأ على عقلية حكّامها في الاستعلاء والاستكبار والنظر بدونية وانتقاص إلى الآخرين، وأن سبع سنوات من العجز والفشل والصفعات والهزائم المذلة على أيدي أبطال اليمن لم تُصلح ما أفسد الدهر في هذه المملكة المترهلة.
-على نظام سعود أن يعي جيدا أن المعادلة تغيرت، وأن ما كان من أمر التبعية والارتهان والوصاية، ونظرية الحديقة الخلفية، وكل ما له صلة بهذه المفردات قد ذهبت إلى غير رجعة، فليدعُ إلى مشاوراته من يشاء وليحلم كما يحلو له، وليلبس عباءة الوسيط وليُقدِم على كل ما يعتقد أنه يشبع غروره ويحفظ ماء وجهه، لكن النتيجة لن تتغير، ولن يجني من محاولاته ومناوراته تلك غير المزيد من الخسران المبين.
-حسم الشعب اليمني أمره، بعد أن قدّم من التضحيات ما إن تنوء بحمله الجبال الرواسي.. ولم ولن يقبل البتة سلاما على الطريقة السعودية، وأن أي مفاوضات يقلّ سقفها عن السيادة الكاملة والاستقلال غير المنقوص وخروج المحتلين عن كل شبر من أرض الوطن ورفع أيادي الأجنبي عن كل ما يتصل بالشأن اليمني والإقرار الصريح بحق الشعب اليمني في الحرية والتصرف كما يشاء في قراره الوطني وثرواته ومكتسباته، وقبل ذلك وقف العدوان ورفع الحصار، فلا داعي ولا جدوى لعقدها أو حتى مجرد الحديث عنها، فذلك لن يعدو كونه مضيعة للوقت والجهد.
-الرد اليمني على الألاعيب السعودية جاء عملياً وشافياً من خلال عملية كسر الحصار الثانية، وحتما سيسمعون الكثير من الزئير وأزيز الأعاصير، في حال استمر نظام ابن سلمان في جرائمه وغطرسته، ولن تغني عنه بيانات الشجب والإدانة شيئا.

قد يعجبك ايضا