السلام المنشود لليمن وأكاذيب السعودية الفاضحة
افتتاحية الثورة
صنعاء تجدد في كل يوم وفي كل مناسبة دعواتها لتحقيق السلام ووقف الحرب ورفع الحصار ، وحتى وهي تواجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الأطلسي فهي إنما تسعى لتحقيق السلام العادل والمشرف للشعب اليمني وبما يحفظ لليمنيين حقوقهم وكرامتهم وسيادتهم واستقلال قرارهم وتحرير أرضهم ، وقد برهنت صنعاء بمواقفها في كل جولات التفاوض حينما قدمت التنازلات المجحفة أحياناً والحرص الشديد على تحقيق السلام العادل والمشرف لليمنيين ، وأطلقت مبادرات عديدة قدمت فيها حلولاً سياسية عادلة في سبيل تحقيق السلام أيضاً، بل وذهبت إلى مناقشة السعوديين مخاوفهم الأمنية والعسكرية وقدمت الضمانات الكفيلة بإزالة ما يبوح به السعوديون من مخاوف وهواجس أمنية وغيرها ، وأبقت صنعاء كل الأبواب مشرعة أمام مساعي السلام الدولية والإقليمية وحتى الخليجية ، حرصاً منها على تحقيق السلام العادل والمشرف وسعيا منها لوقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
في المقابل أوصدت مملكة العدوان السعودية- وخلفها أمريكا- كل الأبواب المؤدية إلى السلام ، واستمرت منظومة العدوان في ممارسة عربدتها وطغيانها وحربها الإجرامية على الشعب اليمني باستهداف المدنيين في المنازل والأحياء والأسواق وصالات العزاء والأفراح والمدارس والتجمعات بالغارات الجوية ، والتنكيل بهم بالتجويع والحصار المطبق ، وبتدمير سبل الحياة ومقوماتها ، وما تركت وسيلة ولا سلاحاً يقتل ويدمر ويميت إلا واستخدمته، ولو كان لها أن تقطع عن اليمنيين الهواء لقطعته ، ولو كان لاستخدام السلاح النووي أن يقتل كل اليمنيين ويحقق لها تلك النتيجة لما ترددت في استخدامه ، ولا شيء يدل على أن منظومة العدوان والسعودية على وجه أخص قد تغيرت وصَلُحَ حالها ، فبالأمس القريب أرسلت السيارات المفخخة إلى صنعاء والمحافظات الحرة لاستهداف المدنيين وتفجيرهم في الأماكن العامة.
وفي الوقت الذي شددت فيه منظومة العدوان بقيادة أمريكا والسعودية وبريطانيا من محاصرة الشعب اليمني الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم جراء الحصار المطبق ، وبلوغ أزمة انعدام المشتقات النفطية ذروتها بعدما منعت وصولها وأمعنت في إغلاق الشريان الرئيسي للإمدادات الأساسية بما فيها المشتقات النفطية ، وبعدما دفعت بالمرتزقة إلى تسخين وتصعيد الجبهات ، وبعدما ذهبت إلى إطلاق قرارات عدوانية خطيرة تصنِّف أنصار الله في لوائحها كإرهابيين ، ادعت السعودية بأنها ستحتضن مشاورات تقول بأنها للسلام في اليمن ، وتروِّج بشكل سخيف لما تسميه مشاروات يمنية في عاصمتها الرياض ودون خجل وفي سابقة تسجل للمرة الأولى في تاريخ البشرية ، أن تكون معتدياً تشن حرباً عسكرية على بلد وشعب وتقتل وتدمر وتحاصر وتجوِّع الملايين ، وتصبح في الوقت نفسه حمامة سلام وراعياً للسلام ومحتضناً لمشاوراته!
بالأمس القريب أعدمت مملكة آل سعود أسرى حرب بالسيوف في ساحات الإعدام ، وبالأمس القريب جداً أرسلت الاستخبارات السعودية سياراتها المفخخة إلى صنعاء ، وإلى اليوم ما تزال منظومة العدوان ذاتها تُمعن في محاصرة اليمنيين وتجويعهم وخنقهم وقطع كل سبل الحياة من وقود وأدوية وأغذية ومستلزمات طبية ، والحديث يطول جدا حول ما فعله تحالف العدوان من جرائم وفظاعات وإرهاب وقتل وتدمير وتجويع ما زال يتعرض لها الشعب اليمني إلى اللحظة الراهنة.
أي مشاورات سلام تروِّج لها مملكة العدوان السعودية في عاصمتها سيئة الصيت «الرياض» ، وأي سلام سترعاه وتحتضن مشاوراته مملكة الإرهاب والعدوان والتجويع؟! ، تبيح مملكة العدوان السعودية بشكل متعمد وتحت ذرائع كاذبة وواهية قتل الإنسان وتدمير المنازل والأحياء والمنشآت ومقومات الحياة وسبلها ، وتجويع الشعب اليمني ومنع وصول الإمدادات الغذائية والطبية والمشتقات النفطية إليه ، وتشن عدوانها بدعم وإسناد ورعاية وإدارة أمريكية على الشعب اليمني بشكل متواصل مع سبق الإصرار والترصد، وعلى الطريقة الإسرائيلية الدموية التي تنتج الخراب وقتل الأبرياء، غير مكترثة بأي شريعة أو قانون دولي يحرم انتهاك سيادة الدول وسلامة أراضيها ، ويجرم قتل الإنسان بالحصار والتجويع والقصف.
الحرب العدوانية على اليمن أُعْلِنَتْ من أمريكا وبدأت من السعودية غدراً وانطلقت طائراتها من القواعد السعودية والإماراتية ، قتلت أكثر من خمسين ألف مواطن، بينهم الأطفال والنساء والشيوخ قُتلوا في منازلهم وأسواقهم ومستشفياتهم وأفراحهم وأتراحهم وصحوهم ونومهم ، ودمرت كل البنية التحتية وسبل الحياة ومقوماتها من مستشفيات وطرق وجسور وأسواق ومدارس ومصانع ومحطات كهرباء ومضخات مياه وغيرها مما لا سبيل إلى حصره ، ثم أمعنت في محاصرة اليمنيين ومنع وصول الاحتياجات الأساسية إليهم وحرمانهم من السفر إلى الخارج ، وهذه جريمة تضاف لسجل جرائم القتل والتدمير الكثيرة والغزيرة المتعمدة والمقصودة والتي لن تسقط بالتقادم وستتحمل السعودية وأمريكا وبريطانيا وكل المساهمين والمشاركين في هذه الحرب والسعودية في المقام الأول المسؤولية عن كل قطرة دم سُفكَتْ ، وكل قطعة حجر دمّـرها، وما سكوت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية عن هذه الجرائم إلا دليل ضعف وتحيز للعدوان المارق وأعماله العدوانية.
فهل ما تريده مملكة العدوان اليوم هو شرعنة تدمير اليمن وإبادة الشعب اليمني ، أم إعلان اليمنيين استسلامهم وقبولهم بالوصاية والهيمنة والاحتلال السعودي الأمريكي البريطاني الإماراتي لجزء واسع من بلدهم ، أيُّ عَهْدٍ للسلام يعني به آل سعود؟، لم ولن تكون السعودية ودويلات الخطيئة والإجرام في المنطقة وخلفها أمريكا وبريطانيا وكل المتمولين من الحرب على الشعب اليمني آمنين وسالمين إلا إذا أوقفوا الحرب على اليمن ورفعوا الحصار وكفوا عن اعتداءاتهم وسحبوا جيوشهم ومرتزقتهم.
الترويج الإعلامي المتمحور حول مشاروات دعا لها مجلس التعاون الخليجي مقرر عقدها في الرياض هي محض أكاذيب سخيفة ووضيعة ، وهي أحابيل من الكذب لا يخجل النظام السعودي وداعموه ومشغلوه والمتواطئون معه مِنْ نشرها وترديدها، تسعى منظومة العدوان من خلالها إلى تغليف تصعيد عدوانها وتشديد حصارها .
وفيما تستمر مملكة العدوان السعودية ورعاتها ومشغلوها أمريكا وبريطانيا في ممارسة العربدة على اليمن ، تواصل إطلاق الأكاذيب ، السلام طريقه معروف وواضح، إذا كانت السعودية تسعى له عليها بوقف العدوان ورفع الحصار ، وبذلك سيتحقق السلام وستكون الأبواب مفتوحة للمفاوضات والمشاورات ، والحرب هي بين اليمن والسعودية ليست بين اليمنيين، إذ أن الطرف الآخر يقاتل بالأجر اليومي مع السعودية ذاتها لا مع نفسه ، فالحرب يمنية سعودية أمريكية تحالفية ، لا يمنية يمنية كما تسعى السعودية إلى تعريفها من خلال دعواتها الفارغة في الهواء…