الثورة / عادل حويس
مدينة صنعاء القديمة هي واحدة من أقدم المدن الحضارية التي عرفها التاريخ الإنساني ، لكنها ظلت حية بتراثها وحضارتها وقصورها الشامخة ومهنها الحرفية التقليدية التي تعود إلى أزمنة موغلة في القدم.
حيث تشيرُ المصادر التاريخيّة إلى أنّ مدينة صنعاء القديمة كانت مأهولةً بالسُكان منذ القرن الخامس قبل الميلاد ومن ثم تحولت عاصمةً لمملكة سبأ، كما أقيمت على ثراها حضارة الحميريين .
وقد عُرفت صنعاء القديمة- على امتداد العصور- بكثير من الأسماء منها آزال ومدينة سام نسبة إلى سام بن نوح عليهما السلام ، كما عرفت في الماضي بالمدينة المسورة نسبة إلى سورها القديم وأبوابها العتيقة.
وفي ثمانينيات القرن الماضي تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي من قبل «اليونسكو» قبل أن يتم إدراجها قبل سنوات في قائمة التراث الإنساني المعرض للخطر، حيث أصدرت اليونسكو في العام 2015م تقريراً بضرورة المحافظةِ على الأراضي الأثرية، والمعالم الحضارية في مدينةِ صنعاء القديمة، وتوفير كافّة الوسائل التي تساهمُ في حمايتها من التعرّض للتدمير، أو التخريب والاستحداثات العمرانية التي تشوّه طابعها المعماري الفريد والمميز.
ونظرا للأضرار الكبيرة التي تعرضت لها كثير من معالم المدينة التاريخية بسبب غارات طيران العدوان السعودي الأمريكي، ما أسفر عنه من هدم لكثير من المنازل الأثرية فقد باشرت السلطات المختصة في حكومة الإنقاذ الوطني والسلطة المحلية بأمانة العاصمة صنعاء، في أعمال الترميم والتأهيل لعدد من تلك المعالم.
ورصدت لها مبلغاً مالياً 200مليون ريال كمرحلة أولى ، وتوثق هذه الصور بعدسة « الثورة» جانبا من أعمال الترميم وإعادة تأهيل باب اليمن وهو أهم معالم المدينة ويتواصل حاليا العمل في باب اليمن مع ساحاته الداخلية والخارجية .
ويقول المختصون إن أعمال الترميم ستدشن في باب شعوب التاريخي في الجهة الشمالية للمدينة بمجرد الانتهاء من تأهيل باب اليمن.
ويؤدي العمال مهامهم بشكل دؤوب في إنجاز العمل في صورة تؤكد للعدو قبل الصديق أن الشعب اليمني ماض في بناء حاضره مستندا على ماضيه العريق وحضارته الإنسانية التليدة.