إنها أمريكا أُمُّ الإرهاب وعاصمتُه ومربيتُه ومرضعتُه ومنشئتُه، وحيثما وُجدت أمريكا وُجد الخوفُ والقتل والتدمير، وما “إسرائيل” وداعش إلا نباتات أمريكا الزقومية التي أينما زرعتها حَـلَّ الويلُ والدمار.. هكذا تكلم المنصفون ..
الثورة / أمين العبيدي
انكشف قناعُ أمريكا لكل ذي بصيرة وبانَ وجهُها الحقيقي لكل ذي عين وبصيرة، أمريكا الشيطان الأكبر فأينما مدت ذراعَيها وأنشبت في أي بلد أظافرَها حَـلَّ البؤسُ وَالدمار، وحجتها الزائفة أنها تنشُرُ الديمقراطية، وهي التي ترفُضُ الديمقراطية، وهي التي تقول: إن لم تكن معنا فأنت ضدنا.. وتطالبُ بحقوق الإنسان وهي من تقتل الإنسانَ وتنتهك الحريات.
أمريكا خَلقت الإرهاب، ولقّنته دروسَها الشيطانية، وألبسته عباءتَها المتطرفة العُنصريّة غير القابلة للآخر، بل وأطلقته في أرجاء المعمورة وإن كان نصيب بلاد المسلمين منه هو الأكبر، كيف لا ومخطّطُها أن تلصقَ ذاك الوليدَ النكرة بالإسلام، وتصِمُ الإسلام بما ليس فيه؛ لتتمكّن من محاربة الدين الذي بظهوره الحقيقي لن يبقَى لأمريكا مكانٌ تحت الشمس، وشمس الإسلام الحق هي التي ستمحو كُـلَّ متغطرس قد أخذته العزة بالإثم.
وإذا أتينا إلى الحاضنات التي تولت رعايةَ وليد أمريكا المسخ فستكون الريادةُ للعبرية السعوديّة التي تتولى إغداق الأموال عليهم؛ لكي يقوموا بمهمتهم في تشويه الدين الإسلامي وإظهاره بما ليس فيه، وأدخل نفطُ الخليج وأموالُهم هذا المسخ إلى الجزيرة العربية، وهم من جعلوا لأمريكا قواعدَ عسكرية وجواسيس وعملاء وخونة، وكلهم يدندن على مذهب أمريكا ويأتمر بأمرها ويحجون في بيتها الأبيض ومنه وإليه ولاؤهم وطاعتهم، وخانوا اللهَ ورسولَه وخانوا أماناتِهم وهم يعلمون.
ولكن يأبى اللهُ إلا أن يُتِمَّ نورَه ولو كره الكافرون، وكما كان هناك من ينخر في الإسلام وهو يتسمَّى باسمه ويلبَسُ عباءتَه، فهناك أَيْـضاً -ولله الحمد- مَن تصدى لهم ولسيادتهم اللعينة، وكان هناك من هم قائمون على حماية الدين الإسلامي الحنيف الذي هو أَسَاس العدل والتسامح والإنصاف والقوة والمعرفة.
إن الحق هو المنتصر وإن قَلَّ أهلُه وإن الباطل هو المندحر وإن كَثُرَ حزبُه وإن كانت أمريكا فوقَه، وهَـا هي دولُ محور المقاومة تكسر عصا أمريكا التي وصفوها بالغليظة، ها هم يكسرونها فوق رؤوس أذنابهم في المنطقة.
وهَـا هو يمن الإيمان، وها هم الأنصار يُذيقون أمريكا وأحذيتها في السعوديّة والإمارات ومن تحالف معهم ذُلَّ الهزيمة، وها هم الأنصارُ يكبِّدونهم الخسائرَ الماديةَ والمعنوية، وقد جعلوا منهم ومن أسلحتهم أُضحوكةً وهي تتدمّـر تحت أقدام الحفاة الذين انطلقوا تاركين أحذيتهم في أفواهِ مَن يقول إن العزةَ لأمريكا ومَن معها، ونسي أن العزةَ لله ولرسوله وللمؤمنين، إنه اليمني الذي نكّل بمَن سوّلت لهم أنفسهم غزوَ اليمن، وهم يعرفون أن اليمنَ لا يستضيفُ الغزاةَ إلا في المقابر.
ومن صنعاء إلى القدس وبيروت ودمشق وبغداد وكل عاصمة حُرَّةٍ أبية ستنطلقُ السهامَ التي صوَّبتها أمريكا، لترتدَّ إلى قلبِ عاصمتها واشنطن منبع الإرهاب، وإن غداً لناظرِه قريب.
وعن الشيطان الأكبر عدو السلام يقول الكاتب عبدالقوي السباعي:
الجماهيرُ اليمنيةُ خرجت بمختلف انتماءاتها وتوجّـهاتها وفئاتها، في كُـلّ المناطق والمدن اليمنية الحرة، أفواجاً تلوَ أفواج إلى ساحات المسيرات الحاشدة والغاضبة، مسيرات “أمريكا وراء التصعيد العسكري والاقتصادي واستمرار العدوان والحصار”؛ تعبيراً عن سخطها المتوقد شرراً ضد قوى الهيمنة والاستغلال الامبريالية، والذي يتزايد يوماً إثر آخر، والذي قد يتحول إلى انفجار كوني هائل يحرق في طريقه كُـلّ تلك القوى ويكنسها يوماً ما من المنطقة.
خرجت تلك الجماهير الهادرة بوعيها النافذ وبصيرتها المتوهجة ترسم مسارها وتحدّد عدوها، تنديداً بالتصعيد العسكري للعدو الأمريكي، واستمرار حصاره المفروض على البلاد والعباد، ونقول هتافاتها المملوءة صخباً، المشحوبة غضباً، والمشحونة سخطاً “أمريكا الشيطان الأكبر”، “أمريكا أُمُّ الإرهاب”، “أمريكا عدو السلام الأول”، “أمريكا تقتُلُ الشعبَ اليمني” وغيرها من الهتافات.
علماً أن أمريكا تتمنى لو أنهم قالوا ويقولون كُـلّ ذلك في السعوديّة أَو غيرها، لكن الشعب اليمني العظيم بات يعرف جيِّدًا من هو عدوه الأول، فمِن أمريكا جاء العدوان ومنها جاءت كُـلّ تلك المضاعفات والمعاناة التي يعيشها اليمن، ولا يزال يئن وجعاً وينزف دماً ويتأوه حرقة.
من أمريكا جاء إعلان عاصفة الحزم، ومنها تم تحديدُ موعد انطلاقها، ومنها جاءت القراراتُ بتشكيل تحالف عربي دولي، ومنها صدرت الأوامر والتوجيهات بشن حربٍ عدوانيةٍ عبثيةٍ على اليمن، الأرض والإنسان.
من أمريكا أعلن العدوُّ الوكيلُ للعدو الأصيل ضربٍ البُنية التحتية الحيوية، الاقتصادية والعسكرية والخدمية وكل مقومات حياة الشعب اليمني وإنجازاته الحضارية.
من أمريكا جاءت الأسلحةُ الفتاكةُ المختلفة، والطائرات الحربية المتطورة، والصواريخ التدميرية الذكية، والقنابل العنقودية والفسفورية المحرمة، جاءت لتدمّـر وتخرِّب.. تمزق وتبعثر، تقتل وتشرد ملايين من اليمنيين الأبرياء، دون أدنى تمييزٍ لمحتوى بنك أهدافهم بين الأطفال والنساء والشيوخ والشباب… إلخ.
من أمريكا جاءت الخطط القتالية الحربية، والاستراتيجيات التكتيكية، والمعلومات الاستخباراتية، والخرائط والمخطّطات الإسقاطية، والإحداثيات الأرض فضائية، وأجهزة الرصد الاستقصائية، جاءت كلها، ليس مِن أجلِ إحلال السلام، -كما تصرح أبواقهم الناعقة- ولكن لتعزيز جرائم القتل والدمار، ودعم العنف والإرهاب الممارس ضد الشعب اليمني.
من أمريكا جاءت البياناتُ التحريضية، والتصريحاتُ النارية، والبرامجُ التضليلية التي صورت للعالم المغلوب على أمره، الضحية على أنه الجلاد، وأبدعت في تصوير الجلاد على أنه الضحية، مثلما أبدعت في تصوير أشلاء أطفالنا على أنها أسلحةٌ وذخائرُ إيرانية.
من أمريكا توالت التهديداتُ تصريحاً وتلميحاً لكل شخصٍ أَو هيئةٍ حاولت أَو تحاول إيقاف نزيف الدم اليمني المسفوك بالسلاح الأمريكي، المذبوح بالدعم الأمريكي، والمفجوع أَيْـضاً بالصمت الأممي والأمريكي، فهل عرفتم لماذا أمريكا الشيطان الأكبر؟.
أمريكا رأسُ العدوان
يعاني الشعبان اليمني والبحريني منذُ سنوات كثيرةٍ ويلاتِ العدوان والتدخل السافر في شؤونهما الداخلية من قبل أمريكا التي تحَرّك أدواتِها في المنطقة -النظامين السعودي والإماراتي- لتنفيذ هذه المهمة.
وعلى مدى عشر سنوات مضت، ما يزال الأحرار في البحرين يحملون مشاعل الثورة على أكفهم، وهو يصارعون النظام القمعي وقوات الاحتلال السعودي والإماراتي لنيل الحرية، مُصرين على أن يسلكوا طريق الحرية وإن كانت محفوفةً بالمخاطر والآلام، وأن ينهجوا طريقَ الثورة وإن كانت قانية اللون، وأن يفكوا قيودَ العبودية وإن كانت السجون بانتظارهم.
أما اليمنيون فقد فاقت فقصةُ كفاحهم وصمودهم في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي كُـلَّ التوقعات، وأصبحت ثورتهم ملهمة لكل أحرار العالم، يستمدون من اليمنيين العزم والإرادَة الصلبة، والإصرار على الحرية، والانتصار للمبادئ والقيم الفاضلة.
استهدافٌ مباشرٌ
ويؤكّـد القائم بأعمال وزارة حقوق الإنسان -علي الديلمي-، أن جرائم النظامين السعودي والإماراتي لا يمكن حصرها، فهي كثيرة ومتعددة، لافتاً إلى أنهما يستندان إلى أمريكا وينفّذان كُـلَّ مخطّطاتها ليس في المنطقة فحسب، وإنما في دول عدة، حتى وصل إجرامُهما إلى الأسر الفقيرة في غابات إفريقيا، حَيثُ تعملان على تمزيق النسيج الاجتماعي هناك.
ويصحّح الديلمي بعضَ المفاهيم الخاطئة، فيؤكّـد أن السعودية والإمارات ليستا دولتين استعماريتين كما يعتقد البعض، وإنما هما أدوات لأمريكا والدول الاستعمارية الكبرى، مُشيراً إلى أن الدول الكبرى كانت -في الماضي- هي من تقوم بغزو واحتلال الشعوب العربية والإسلامية وهذا كان يسبب لها خسائر كبرى، ولهذا تستعين الدول الكبرى بالسعودية والإمارات لتنفيذ كُـلّ مخطّطاتها في المنطقة.
ويضيف الديلمي : ما يحدث من تدخل سافر في البحرين وَاليمن وَليبيا وَسوريا وتونس والعراق وفي الكثير من دول العالم العربي والإسلامي دليل كاف على الجرائم، حَيثُ يجمعون المرتزِقة ويدفعون المال ويتحَرّكون بكل طاقاتهم لانتهاك الإنسانية وارتكاب أكبر الجرائم وهذا؛ بسَببِ التواطؤ الدولي والغياب الكلي عن الإجراءات والذي بحد ذاته يعتبر جريمة لا بُـدَّ من فضحها بشكل كامل ومستمر، لافتاً إلى أن المنظمات التي ما تزال الصوت الإنساني لحقوق الإنسان يجب أن تركز على هذه النقطة نقطة التواطؤ الدولي.
ويرى الديلمي أن التواطؤَ الدولي هو أخطر الحلقات في الجرائم التي ترتكب ومنها جريمة الرقَّاص التي ارتكبها العدوان بحق رئيس اتّحاد الإعلاميين عبد الله علي صبري وأسرته، داعياً إلى التركيز على هذه الجريمة وعلى جريمة التواطؤ الدولي وعلى قضايا معينة منها عدم الإفلات من العقاب، مشدّدًا على ضرورة إعداد الملفات بالألية الدولية وإيجاد كتلة للمناصرة وللتضامن المشترك، وأن يكون العمل والأنشطة والتنسيقات مشتركة وهذه الكتلة يمكن أن يكون لها أثر كبير.
قفازات قذرة
ويؤكّـد الكثير من أحرار العالم أهميّة التضامن مع مظلومية الشعبين اليمني والبحريني، والتحَرّك لإنقاذهما من التوحش الأمريكي والصهيوني والسعودي والإماراتي.
ويقول المدير التنفيذي في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني الأُستاذ عبدالعزيز أبو طالب، : إن هذا التضامن مهم جِـدًّا؛ لأَنَّه يساند الشعوب الحرة للتطلع إلى نيل الحرية والكرامة والمساواة، مُضيفاً : عندما تثور الشعوب فَـإنَّ مطالبها تكون محقة ومشروعة، رغم أن هذه المطالب تتصادم مع مواقف الأنظمة التي لا تقبل بها وتعتبر أنها مهدّدة لبقائها ووجودها.
ويزيد أبو طالب قائلاً: نشاهد أن النظام البحريني العميل للصهاينة قد مارس بحق الشعب البحريني أبشع أنواع القمع الذي مورس بحق أيٍّ من الشعوب من القتل والمحاكمات الظالمة والأحكام الجائرة وقتل المتظاهرين حتى القاصرين من الأطفال لم يسلموا من أحكام الإعدام والسجن المؤبَّد، لافتاً إلى أنه تم اختطافُ أطفالٍ كانوا يحرقون النفايات من قبل النظام البحريني بتهمة أن هذه العملية تهدّد أمن النظام، كما تم إسقاط الجنسيات عن كثير من أبناء الشعب البحريني، فيما يتم منح الجنسيةُ لبلاطجة ومرتزِقة قادمين من الشرق والغرب لتغيير الموازين الديموغرافية للشعب البحريني الأصيل ومقاومته التي تمثل معظم أبنائه وأغلبيته الساحقة.
ويؤكّـد أبو طالب أنه وبمُجَـرّد انطلاق ثورة الشعب البحريني سارع النظامان السعودي والإماراتي إلى قمع تلك الثورة، حَيثُ أرسل النظام السعودي قواته بعد شهر من انطلاق الثورة لمحاصرة الثوار في دوار اللؤلؤة وفك الاعتصام بالقوة واقتياد الأحرار إلى السجون والحكم عليهم بالإعدام والأحكام المؤبدة المخالفة لكل قوانين العالم، موضحًا : لم يكن وقوف النظامين السعودي والإماراتي من باب نُصرة الحق والمظلومين بل مناصرة للظالم والطاغية ومناصرة للقمع والديكتاتورية، ووأد أي محاولة لإيقاظ الشعوب المخدرة في نجد والحجاز وإمارات الخليج الأُخرى، مؤكّـداً أن سيدهم الأمريكي والصهيوني عَهِدَ إليهم بقمع الثورة والزج بأبناء البحرين الأحرار في السجون ونفي البعض منهم وإسقاط الجنسيات عن الآخرين في ممارسات لم يشهدها بلد آخر، حَيثُ استخدم الأمريكي والصهيوني قفازات قذرة (السعودي والإماراتي) لتنفيذ هذه المهمة ابتداء من الشعب البحريني وبعدها بسنوات ضد الشعب اليمني الذي يعاني من عدوان غاشم وحصار خانق يدخل عامه الثامن.
ويشير أبو طالب إلى أن واحديةِ المظلومية بين الشعبين اليمني والبحريني تقابلها واحديةُ المصدر في الظلم والسبب في المعاناة هما النظامان السعودي والإماراتي اللذان أعلنا وقوفهما الصريح ضد تطلعات شعوب المنطقة التواقة للحرية والحقوق والمساواة ضد الأنظمة الاستبدادية المتشابهة معها في طبيعة الحكم وأُسلُـوبه، ليس حباً في آل خليفة ولا في زمرة الفنادق، بل خوفاً على أنظمتهم الهشة التي لا تحتمل أي صدمة داخلية وتعيش على الحماية الخارجية؛ لأَنَّها لا تستند أبداً إلى تأييد شعبي، وهذا ما يفسَّر لجوء تلك الأنظمة إلى القمع والممارسات المخالفة للقوانين والشرائع والمعاهدات وترتكب أي جريمة في سبيل الحفاظ على أنظمتها العميلة القائمة على حساب أرواح الملايين من المواطنين، مؤكّـداً: الالتزام بما قرّره قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- أن المعركة ضد الاستكبار واحدة ولا يجب تجزئتها، داعياً إلى وقوف كُـلّ أحرار العالم إلى جانب ثورة الشعب البحريني حتى ينال حريته وحقوقه ويُرفع عنه الظلم ويتم إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين وإعادة الجنسيات لأهلها ووقف كُـلّ الممارسات الظالمة بحق الشعب البحريني المظلوم.
جرائمُ يندى لها الجبين
وخلال السنوات الماضية ارتكبت أمريكا عبر أدواتها في المنطقة (السعودية والإمارات) جرائمَ كثيرة ومروَّعة بحق الشعبين اليمني والبحريني.
ويؤكّـد الناطق باسم الحركة الحقوقية والحريات (حق) البحرينية، عبدالغني الخنجر أن الجرائمَ التي تُرتكب بحق الشعبين اليمني والبحريني من قبل الجيش السعودي سواء عبر دخول ما يسمى درع الجزيرة إلى البحرين أَو ما يسمى تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن هي جرائم يندى لها الجبين.
ويشير الخنجر إلى أن النهج السعودي الوهَّـابي ما هو إلَّا ذلك النهج الذي يصدِّر الانحرافات إلى دول العالم، والنهج الذي يرعى المنظمات الإرهابية والتكفيريين في العالم، مؤكّـداً أن هذا الجيش عبارةٌ عن أدَاة تتبع القوى التكفيرية الإرهابية المجرمة التي تقتل بشكل منظم مدعومة وبالوكالة عن أمريكا.
ويستغرب الخنجر من الصمت الأممي إزاء جرائم أمريكا المتوحشة في اليمن والبحرين، مشيراً إلى أن مجلس الأمن قد سقط سقوطا أخلاقيا مدويا حين لم يتمكّن من إيقاف العدوان على الشعب اليمني، الشعب العربي المسلم الأصيل، الشعب الذي يريد أن يحكم بلاده بنفسه، الشعب الذي يريد أن يقطع اليد الصهيونية الأمريكية ويمنعها من التدخل في شؤونه الداخلية؛ ولأجل أن يحقّق هدف الاستقلال اضطر إلى أن يصمد في وجه عدوان دمّـر وقتل الآلاف من المدنيين، ودمّـر البنية التحتية، لافتاً إلى أن كل هذه الجرائم التي ارتكبت في اليمن هي جرائمُ برسم المجتمع الدولي الذي يصرخ اليوم والولايات المتحدة تتنصل من جرائمها وتقول –زاعمة- إنها تتوقف عن دعم العدوان على اليمن بعد أن قتلت الشعب اليمني ودمّـرت اليمن.
ويشير عبدالغني الخنجر إلى أن جيشَي النظام السعودي والإماراتي المرتزِقين اللذين استدعاهما النظامُ الخليفي وجعلهما يتدخلان في شؤون البحرين قد قتلا أبناء البحرين العزل في الشوارع وهاجما المناطق والقرى وأحرقا البيوت وهدما المساجد واعتقلا النساء الحسينيات، وهذه الجرائم تعتبر جرائم حرب بحق الإنسانية ولا بُـدَّ أن يعاقب عليها النظام سواءءٌ أكانوا الصهاينة الأمريكان أَو أي دولة وقفت مع هذا العدوان على اليمن وملاحقة الجناة والتذكير بجرائمهم الوحشية.
ويتساءل الخنجر: هل حقّق النظام البحريني الاستقرار بجلب قوات «طائفيّة أجنبيّة» إلى البلاد لسحق ثورة الشعب البحرينيّ؟ وهل قضى على مطالبات الشعب، خَاصَّة أنّه بعد عشر سنوات من القمع والسجن والانتهاكات بات الشعب متمسّكًا أكثر من ذي قبْل بالنضالِ والمقاومة المشروعة لكلّ مشاريع النظام التدميريّة في البحرين، وأصبح أكثر إصراراً على رفض الظلم والاستبداد.
وإزاء هذه المعاناة للشعبين البحريني واليمني، فَـإنَّ المعوَّلَ على أحرار العالم هو المساندة والدعم الكبير كي لا تذهب نضالات الثوار سدى.
ويقول مسؤولُ مِلف اليمن في معهد الخليج للديموقراطية وحقوق الإنسان صدام القفيلي: المعهدَ لم يتوقف يوماً عن توثيق جرائم العدوان الأمريكي السعودي تحديداً من مارس 2015 م في كُـلّ المحافل الدولية، مُشيراً إلى أن المعهد عمل على مواكبة الأحداث ورصد كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها العدوان في اليمن، كما نفذ المعهد عدداً كبيراً من الأنشطة لمناصرة تلك الجرائم والانتهاكات، وعرضها على الرأي العام الدولي والمتمثلة في إصدار التقارير الحقوقية ومراسَلة الحكومات الأُورُوبية لرفع شهادات لبيع الأسلحة لدول العدوان وتنفيذ عدد من الوقفات الاحتجاجية ونشرها على أوسع نطاق خُصُوصاً أمام لمجتمع الدولي بتنسيق مع المنظمات الدولية الحقوقية غير الحكومية.
ويؤكّـد القفيلي: لن ننسى مختلف الجرائم والانتهاكات التي مارسها النظام القمعي بمختلف أشكالها على الشعب البحريني إبان ثورته التي انطلقت في 14 فبراير 2011م تحت غطاء ما يسمى (درع الجزيرة)، وامتداداً لتلك الأساليب في قمع الشعوب انطلقت شرارة ذلك العدوان باتّجاه اليمن في مارس 2015م ليمارس العدوان كافة أشكال الجرائم والانتهاكات، بدءاً بالغارات الجوية باتّجاه المدنيين ومقدراتهم العامة والخَاصَّة وفرض الحصار الشامل على كافة منافذ اليمن البرية والبحرية والجوية التي ارتكبت فيها خلال سبع سنوات مختلف الجرائم، بما فيها تلك الجرائم الأشد خطراً، وفق مواثيق الجانب الإنساني.
ويطالب القفيلي كُـلَّ الشعوب الحرة الباحثة عن الاستقلال والساعية إلى تحقيق العيش الكريم وتواجه عدواً واحدا لقمع آماله وتطلعاته بعدم الاستسلام، والعمل بجدية لمناهضة هذه المشاريع حتى يتحقّق لها الانتصار.
جيوشٌ أجنبيةٌ تقتل الشعوب
لقد بلغت الوقاحةُ الأمريكية مستويات فجة، حَيثُ أوعزت إلى أدواتها الجوء إلى الخيار العسكري ضد ثورات الشعوب التواقة إلى الحرية، لا سِـيَّـما في اليمن والبحرين.
ويقول رئيسُ مؤسّسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان- عبدالله علاو: هناك خصائصَ ميَّزت ثورة الشعب اليمني 21 سبتمبر بشكل عام وكذلك ثورة الشعب البحريني بشكل خاص عن باقي ثورات الشعوب ومن هذه الخصائص مظلوميتها، حَيثُ اتهمت بأبشع التهم من قبل جهات كان من المنتظر أن تكون مناصرة للثورة، لكنها انساقت وراء دوافع طائفية وكذلك سلميتها وحضارتها.
ويؤكّـد علاو : وعلى الرغم من كُـلّ محاولات النظام الخليفي الطائفي المستبد دفع الثورة والثوار البحرينيين لانتهاج العنف بعد أن أغلق جميع النوافذ عن الرأي العام حتى في حدوده الدنيا، إلَّا أن هناك خصائص إضافية انفردت بها ثورة الشعب البحريني عن باقي الثورات، حَيثُ تم ولأول مرة الاستعانةُ بجيوش مرتزِقة من دول أُخرى لقمع المسيرات والتجمعات السلمية لأبناء الشعب البحريني، ما اضطر النظامُ الخليفي إلى استدعاء الجيوش السعودية والإماراتية والصهيو أمريكية لاحتلال البحرين ليرتكبا أكبر الجرائم بحق الشعب البحريني أمام مرأى ومسمع العالم.
ويواصل علاو قائلاً: ولهذا انهارت الأنظمة في أغلب الدول العربية برغم القمع المفتوح على كُـلّ أنماط القتل والتعذيب واستباحة الشعوب، حتى التي لم تسقط مباشرةً ظلت مترنحةً ولم ينقذها سوى التدخل الخارجي الاستئصالي الذي استهدف كتلا اجتماعية وسياسية بدون مراعاة للقوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية.
ويوجه علاو -وهو كذلك ناشط حقوقي- رسالةً من صنعاء للشعب البحريني قائلاً: نحن من العاصمة صنعاء نثمن شجاعة وعزم وصبر الشعب البحريني الذي لم يَحِدْ عن الخطة السلمية ولم يستسلم ويتراجع عن مطالبه، ونعلن تضامننا معهم، ونحث السلطات البحرينية على سحب القوات السعودية الإماراتية من البحرين، ووضع حَــدٍّ للانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب البحريني، والإفراج عن جميع سجناء الرأي والمحكومين على خلفيات وتهم سياسية، وندعو إلى حوار وطني مع القوى المعارضة لبحث حلول للخروج من الأزمة، وإسقاط جميع التهم بحق زعماء المعارضة وإطلاق سراحهم فورًا دون قيد أَو شرط.