فيما يقابلها العدوان بمزيد من الحصار وتضييق الخناق على الناس:
الطوابير أمام محطات الوقود .. صورة من العقاب الجماعي وجرائم الإبادة الشاملة
الثورة / / عادل حويس
طوابير طويلة وصفوف ليس لها آخر، من السيارات والمركبات والدراجات النارية والناس، في انظار لترات قليلة من البترول، هذا هو المشهد الطاغي على معظم شوارع العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات الحرة، بفعل الحصار وإقدام دول تحالف العدوان على جرائم القرصنة البحرية واحتجاز سفن المشتقات النفطية قبالة سواحل الحديدة، دون أسباب واضحة، سوى سعي هذه الدول للإمعان في معاناة الناس وتضييق الخناق على معيشتهم.
عدسة «الثورة» حاولت من خلال هذه الصور نقل جانب من المعاناة التي بات يعيشها المواطن في مسعاه للحصول على شيء من هذه المواد الحيوية والهامة للبعض من أجل حياتهم ولقمة عيش أطفالهم..
ويقول المواطنون من أصحاب هذه المركبات ومن يعتمد رزقهم على المشتقات النفطية في أحاديثهم لـ”الثورة” بأن عليهم الوقوف ليومين وربما أكثر للحصول على دبة او دبتين- على أكثر تقدير- من البترول، إذ لا يسمح بشراء اكثر من ذلك .. أما أصحاب الدراجات النارية فيلزمهم الوقوف طويلا في الطوابير من اجل الحصول على خمسة لترات من البنزين فقط.
ما تقترفه دول تحالف العدوان من ممارسات القرصنة البحرية واحتجاز سفن الوقود وما ينجم عنه من تداعيات وآثار خطيرة على حياة المدنيين الأبرياء يبقى صورة من صور العقاب الجماعي وجرائم حرب الإبادة الشاملة بحق هذا الشعب الذي يعيش -وفق منظمات دولية- أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكن العدوان يصر وبشكل غريب على تفاقمها، وكأنه يجد متعة في عذاب الناس ويتلذذ في شقائهم وبؤسهم، لذلك يسارع مع كل فشل أو هزيمة عسكرية أو سياسية إلى الانتقام من المدنيين بمزيد من إجراءات الحصار والتضييق على الناس، مستغلاً صمت وتواطؤ المجتمع الدولي الذي يصم آذانه عن سماع دعوات ومناشدات الناس المتكررة عن آثار وتداعيات وخطورة هذه الجرائم على حياة الناس وخاصة القطاعات الخدمية التي تتصل مباشرة بالحياة، مثل المستشفيات التي بات المئات منها مهدداً بالتوقف بسبب غياب المشتقات، وبالتالي تعريض حياة عشرات الآلاف من المرضى لمخاطر حقيقية.