على هامش زيارة بينت لأبوظبي.. الإمارات قدمت كل شيء ولم تحصل على شيء

 

كل الأرقام التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار الأيام الثلاثة الماضية تؤكد أن العلاقات بين (إسرائيل) والإمارات تجاوزت حد التطبيع السياسي بين الطرفين الى التعاون الاقتصادي بين الجانبين يربطهما تاريخ وثقافة ولغة ودين وقومية، في عام واحد كما يقول الإسرائيليون وصل حجم التبادل الاقتصادي بين الطرفين إلى مليار دولار في أكثر من مجال اقتصادي من بينها الزراعة والتكنولوجيا.
خبراء الاقتصاد في تل ابيب يقرأون الأرقام بأنها مذهلة.. ونحن نتحدث عن عام واحد فقط، وقد تكون عين هؤلاء على صندوق الاستثمار الذي أنشأته الإمارات للاستثمار في عدد من القطاعات في (إسرائيل) وهو بقيمة عشرة مليارات دولار ما يعني أن هذا الصندوق سينعش قطاعات مهمة وقد يكون القطاع الأهم الذي يريد الإسرائيليون إنعاشه هو قطاع الزراعة لا سيما أن الصادرات الزراعية للإمارات ستكون الأكثر من غيرها لأنه لا مقارنة بين تطور الزراعة في (إسرائيل ) بالدول العربية ويطمح المستثمرون في قطاع الزراعة من الإسرائيليين ان تستغني الإمارات في السنوات الخمس المقبلة عن الكثير من الدول الأوروبية وغير الأوروبية في استيراد الخضار والفواكه وان يحتكروا السوق الإماراتية في المستقبل وهم قادرون على ذلك.
ما يهم الإسرائيليين في العلاقة مع الإمارات هو الفائدة الاقتصادية التي سيتم جنيها وغير ذلك تبقى تفاصيل تخضع للتقييم الآني، لكن بالمقابل هل ستحقق الإمارات فائدة اقتصادية من هذه العلاقة كما هو متوقع؟ واضح تماما أن الإمارات لن تحقق ما تصبو اليه اقتصاديا من خلال هذه العلاقة خاصة وان اتفاق خط أنابيب النفط الذي تم توقيعه في زمن حكومة نتنياهو والذي كان سينقل النفط الإماراتي إلى أسواق أوروبا واسيا بتكلفة اقل من نقله عبر قناة السويس من خلال ميناءي عسقلان على البحر المتوسط وإيلات على البحر الأحمر، يثار حوله جدل كبير في حكومة بينت.
ويطالب وزراء من العيار الثقيل في حكومة الاحتلال الغاءه لتأثيراته البيئية. آخر الذين طالبوا بإلغاء الاتفاق بعد وزيرة البيئة كان الشريك الثالث في الحكومة بيني جانتس وزير الحرب والذي انضم الى ثلاثة وزراء آخرين وجمعيات بيئية تطالب بإلغاء الاتفاق وعدم الاستمرار به. وبما أن القرار بيد نفتالي بينت فإن الاتفاق من المحال تنفيذه خاصة وان حكومة بينت لا تحتمل أي هزة في هذه المرحلة ولم يذكر احد.
اذا كان الرجل أثناء زيارته لابوظبي قد اثار الموضوع أم لا، لكن واضح تماما أن الإمارات وجدت نفسها بعد تعليق اتفاق أنابيب النفط كمن قدم كل شيء ولم يحصل على شيء. اذا ما هو ظاهر ان زيارة بينت طغى عليها الجانب الاقتصادي وهو ما تفضله تل ابيب اما التحالف العسكري بين الطرفين فليس هذا مقامه لكن في كلمة صغيرة بعد ان رفعت الولايات المتحدة يدها من الشرق الأوسط فإن الحلف الإسرائيلي الإماراتي – كما قال يوسي ميلمان – لا ضرورة له.

قد يعجبك ايضا