فوز المنتخب الوطني للناشئين ببطولة اتحاد غرب آسيا الثامنة لكرة القدم، إثر تغلبه على المنتخب السعودي في المباراة النهائية بالدمام أسعد الجماهير اليمنية التي خرجت عن بكرة أبيها في جميع المحافظات اليمنية شرقاً وغرباً، شمالا وجنوباً في مسيرات فرائحية ابتهاجا بهذا العرس الكروي الذي تحقق للمرة الأولى في تاريخ الكرة اليمنية.
لقد تمكن نجوم منتخب الناشئين من تحقيق ما عجز عنه السياسيون ، فقد وحدوا الشعب اليمني قاطبة على قلب رجل واحد فكانت جميع القلوب والأفئدة تهتف باسم اليمن ولسان حال الجميع (بالروح بالدم نفديك يا يمن).
لقد صنع نجومنا الصغار ملحمة كروية في غاية الدهشة والجمال وهم يحققون الإنجاز والإبداع من رحم المعاناة، وخرجوا من تحت أنقاض الحرب والدمار ليحققوا الانتصار متفوقين على كل الصعوبات ومتجاوزين مختلف المعوقات.. حتى أنهم تفوقوا على لاعبين يمتلكون كل مقومات النجاح من إمكانات مادية وفنية.
كما أثبت ناشئو اليمن أن روح الإصرار والتحدي والموهبة اليمنية قادرة على اختزال فارق الإمكانات وتحقيق المفاجأة في عالم المستديرة الساحرة التي لا تعترف بصغير أو كبير، بقدر ما تنصف من يتفانى على أرضية الملعب ويروي بعرقه المستطيل الأخضر على مدى 90 دقيقة من مجريات اللعب.
أحفاد سبأ وحمير جاءوا بالنبأ اليقين من مدينة الدمام، وزفوا البشارة لأكثر من 30 مليون يمني ليرسموا البسمة على محيا شعب بأكمله صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً الذين اقتسموا تورتة الفرحة وعاشوا على أهازيج الانتصار في أمسية استثنائية لم يسبق لها مثيل.
يوم 13 ديسمبر جدير بأن يكون مناسبة وطنية تستحق الاحتفال في عموم أرجاء الوطن، كيف لا وفيها خرج الشعب اليمني مبتهجاً بفوز تجاوز حدود الملاعب الرياضية، ليلامس مهرجان الإنجاز مشاعر كل يمني عبَّر عن اعتزازه وفخره بهويته وانتمائه اليماني الأصيل.
دمتم نجوم اليمن السعيد.. وهنيئاً لكم التتويج والتكريم والاحتفاء.. ونتمنى أن لا تتوقف مسيرة العطاء عند هذا الحد، وأن يعقب الإنجاز مرحلة من الاهتمام لضمان تكرار مشهد الصعود على منصات التتويج..
وفي الختام.. قبلة على خد كل نجم في كتيبة الأحمر الصغير.. ولكل من ساهم في رسم هذا الانجاز الكروي غير المسبوق.