لم يكونوا يوماً من المنسيين حتى نتذكرهم في أسبوعهم، ولم نكن نحن من يجحد تضحياتهم التي بذلوها في سبيل عزتنا وكرامتنا وأمننا، وإنما هم الأحياء فينا، هم يشاركوننا كل تفاصيل أيامنا، مع كل نصر نتذكرهم، ومع كل فرحة نحياها على ظهر هذه الأرض الشامخة ندعو لهم.
هم الشهداء الذين تعجز الكلمات عن أن تفيهم حقهم أو أن تصف عظيم ما تركوه من أثر على ثرى وطننا وفي نفسياتنا وأرواحنا، هم من فتح الله لهم باباً من أبواب جنانه باب الجهاد الذي ولجوه بكل رضا حين باعوا من الله انفسهم والله اشتراها بجنة عرضها السموات والأرض، قاتلوا وقتلوا في سبيل إعلاء كلمته وفي سبيل هذه الأرض الطاهرة التي تكالب الشرق والغرب عليها لانتهاك سيادتها وإذلال شعبها فخابت مساعيهم بفضل هؤلاء الأحرار الذين استطاعوا أن يفشلوا كل مخططات الاعداء ويصدوا عدوانهم البغيض، لذا فإحياء أسبوع الشهيد الذي خصصه القائد العلم “عبدالملك بدر الدين الحوثي” لهم إنما هو من باب التعظيم للشهداء والاعتراف بفضلهم وأيضا للتذكير بسيرهم وقراءة وصاياهم الخالدة وتجديدا للعهد لهم بالسير على نهجهم لاستكمال ما بدأوه حتى تحرير كل اليمن وكل الأرض من دنس الغاصب والمحتل بما فيها فلسطين والقدس الشريف.
كما نرسل في أسبوع الشهيد تحايانا لأسر الشهداء التي بذلت أعز ما تملك في سبيل الله واليمن ولها كل الفضل في كل نصر وعزة وشموخ ولحظات الأمن وسمو الكرامة التي نحياها ونفاخر بها العالمين..
تفاصيل كثيرة عن الشهداء نستعرضها من خلال أحاديث عدد من الإعلاميات والناشطات اللاتي أدلين بها في هذا الاستطلاع الذي أعده المركز الإعلامي بالهيئة النسائية – مكتب الأمانة بمناسبة اقتراب مناسبة أسبوع الشهيد:الأسرة / خاص
الإعلامية زينب إبراهيم الديلمي حدثتنا قائلة: هذه المناسبة الغراء تعني لنا الإيمان الحقيقي، والجهاد والانطلاقة النابعة من صميم ما تركه الشُهداء العظماء، وتعني لنا العزة والكرامة التي نعيشها بفضل دمائهم الطّاهرة، تعني لنا إحياء نفوسنا وتزكيتها من زلاّت الغفلات.
وأشارت الديلمي إلى إن ذكرى الشهيد ليست محصورة في ذكراهم فقط، إنما إحياؤها دوماً في أروقتنا، وبها نستذكر أبلغ ما سطّروه من تضحياتٍ عظيمةٍ وأساطيرٍ خالدةٍ تُنقشُ بطولاتها في ذاكرتنا وذكرانا.
ونوهت الديلمي بأن الأثر الذي تركه لنا هؤلاء العظماء هو الاقتفاء بخطاهم والاستقاء من صمودهم وإيمانهم أسمى معاني الصّبر والتضحيّة، فلولا دماؤهم وبطولاتهم الخالدة لهلكنا ولم نكن لنتمكن من معرفة مسيرة جهادهم التي حملناها على أكُف أهداف حياتنا كطوق نجاةٍ في السير على دربهم العظيم.
وأكدت زينب الديلمي في حديثها أن واجبنا تجاه أسر الشهداء له أهميّة في تقويم إحساننا الكبير تجاههم، فهم من بذلوا ونذروا أغلى ما يملكون؛ ذوداً عن كرامتنا وشرفنا وعزتنا.. ونحن بدورنا نواسيهم ونعتني بهم ونستقي منهم الكثير من دروس الفداء والعطاء الذي لا يُضاهيه أيُّ عطاء.
الشهداء حلقة الوصل
بدورها تقول الكاتبة والناشطة منار الشامي: إن هذهِ الذكرى تُمثِّلُ محطةً عظيمة للتزودِ منها بزادٍ كافٍ لمواصلةِ الجهاد ولتجديدِ علاقتنا مع الله، فالشُهداء الأبرارُ هم علاقةُ الوصلِ بيننا وبين الله، لِذا فإن اقترابها يعني أن نهيئ أنفسنا للبناءِ الصحيح وفق منهجِ الله الذي رسمهُ الشُهداء.
وتشير منار إلى أن أهمية إحياءِ المُناسبةِ هذه تكمنُ في أننا نستذكِرُ مآثر الشهداء وحكاياتهم التي تمثل محور ارتكازٍ هام لتغيير النفوس وشحذِ هممنا كي نقتدي بهم.
وأوضحت الشامي أن الشهداء بصمة نموذجٍ طاهِر لكلّ مُسلمٍ ومسلمة، أثر نفسياتهم الجهادية وشخصياتهم الريادية، أثراً طيباً أثمر نصراً وعزاً ورفعة، ولو لم يكُن من عظيمِ ما بذلوه سوى هذه الكرامة التي تعيشها المناطق المُحررة لكانت كافية، عِوضاً عن أن ما قامت عليه الدولة وما صمد به الشعب بفضلِ دمائهم.
وأضافت: ولهذا فيُمكننا مواصلة مسيرتهم الجهادية عبر الاستنفارِ العام في سبيلِ الله وعلى كافةِ المستويات، سواءً العسكرية في الجبهات أو الاقتصادية في المناطقِ الزراعية أو الإعلامية على مستوياتها المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك الاجتماعية والثقافية عبر تعزيزِ روابط الإخاءِ والإيثار وعمليات الإحسان والإنفاق، بتوكلٍ على الله، وإيمانٍ به، ويقين بصدقِ وعوده.
وأكدت منار الشامي أن واجبنا تجاه أسر الشهداء هو حسبما قاله سماحةُ السيد القائد أن نتعاطى معها كأسرِنا تماماً تماماً، أن نهتم بأبناء الشهداء وأن نتفقد أسرهم، وأن نؤثرهم على أنفسنا، وأن لا يشعروا بالغربةِ بيننا، لذا فإن من أهمِ وأعظمِ واجباتنا أمامهم أن يكونوا مِنا وفينا وأن لا يذوقون مرارة الألمِ ونحنُ بقربهم، وأن نكون لهم نِعم السندِ والعون.
الهدف الأسمى
أما الكاتبة الإعلامية إقبال صوفان فتقول: إن للإنسانِ أهدافاً عِدة في حياته ولكن الهدف الأسمى والأرقى هو نيل الشّهادة في سبيلِ الله والانتقال من الحياةِ الدُّنيا إلى حياةٍ أبديةٍ لا انقطاع فيها ولا فراق ولا وجع أو آلام ولنا في الآيات القرآنية كل الحقائق الّتي تُثبت ذلك ، ولو تأملنا في واقعنا لوجدنا العاصمة صنعاء وبقية المُحافظات تُحيي في كل عام الذّكرى السّنوية للشّهيد ولهذهِ المُناسبة وقعٌ مُختلفٌ في قلوبنا لأنها تُعيدنا إلى كُل تفاصيل الشُّهداء ، وتبيّن فضلهم فيما نحن فيه اليوم من انتصارات أدهشت العالم أجمع لأنهم من زرعوا الأرض وروداً بدمائهم وجددوا روح البذل والعطاء فينا لنسير على دربهم بكل فخرٍ وسموٍ وشموخ .
وأضافت صوفان: الشُّهداء ليسوا أشخاصاً عابرين في حياتنا وإنما هم قدوة تُدرس بطولاتهم للأجيال والرئيس الصماد كان خير مثال للمدرسة القرآنية الّتي تخرّج منها حافظاً لكتاب الله مُطبقاً لكل آية في واقع حياته سلام الله عليه.
وأكدت أن الكثير منا يُجاهد في عدةِ مجالاتُ مختلفة آملاً أن يصلَ إلى ما وصل إليه ضيوف الرّحمن والأخذ بسيرة شهيد واحد كافية لأن تكون نقطة انطلاق لا رجعة فيها أبداً، وكيف ذهب وترك كل ملذات الحياة الدنيا من مالٍ وبنون وأملاك مختلفة؟ كيف تحكم بقلبه ومشاعرهِ حتى فارق كل مُحبيه؟ كل هذا أُجيب عنه بأنه قد وضع في قلبه حُبّ الله والجهاد في سبيله حُباً يعلو ولا يعلا عليه لذا لم يهنأ عيشته هاهنا.
وتضيف: أما أُسر الشُّهداء أغلبنا يعرفهم ويعرف صبرهم وكفاحهم وصدقهم وعظمتهم ويجب علينا تقديرهم واحترامهم كفئة مميزة في المجتمع كنموذجٍ راقٍ للنصر الذي كان بفضل الله وفضلهم وفضل أبنائهم الأوفياء.
فيما تحدثت الإعلامية غيداء الخاشب بالقول: أولاً يجب التنويه على أن الحديث عن هذه الذكرى وهذا الموضوع يطول كثيراً لا حصر للكلامِ فيه؛ فالشّهداء حديثنا عنهم لا يُمل، وإن حاولنا الكتابة عنهم فلا الكلمات تستطيع أن تفيهم حقهم، ولا الأقلام والكُتب كافية لمديحهم.
ثم واصلت غيداء قائلة: الذكرى السنوية للشهيد هي أن نُحيي ذكرى الشهداء العُظماء فينا، ونستلهم منهم الدروس والعِبر، أن ندون قصصهم وبطولاتهم الأسطورية وأن نجدد لهم العهد بالمضي في خطهم، ولا يعني هذا أنهُ ليومٍ واحدٍ فحسب بل نُحييه في كُل الأيام، ولكن هذه الذكرى تأتي في كل سنة فقط لنتذكر ولنتأمل أنهُ لولا هؤلاء العظماء لما نحنُ اليوم نعيش في طمأنينة وأمان ولنتمعن في سيرتهم العَطرة.
وأوضحت الخاشب أنه ُ عندما نحيي هذه الذكرى إنما هي تذكير لنفوسنا بعظمة الشهادة وعظمة التضحيات التي قدمها هؤلاء لذلك من المهم إحياؤها تعظيما لهم وللاعتراف بعظيم ما بذلوه وعظيم المنزلة التي استحقوها سلام الله عليهم.
نموذج التضحية
الأثر الذي تركه الشهداء فينا أكدت غيداء أنه أثر كبير حيث أنهم زرعوا فينا روح المسؤولية، وتعلمنا منهم أن كل شيء رخيص أمام رضوان الله وجنته، استمددنا منهم حتى الأخلاق والإحسان والعطاء، والشعور الدائم بالتقصير عندما نرى على شاشات التلفاز شجاعتهم وثباتهم ويقينهم بأن الله ناصرهم ومُعينهم وقولهم بعد النصر “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”.
ونوهت غيداء في حديثها بأنه علينا أن نُقارن أنفسنا بهم لنقول من هم ومن نحن!؟ ونسعى لأن نكون كما كانوا، ونطهر قلوبنا من حُب الدنيا كما فعلوا، ونجاهد كما جاهدوا، ونُخلص لله كما أخلصوا، ننهج نهجهم ابتداءً من الشهيد القائد رضوان الله عليه إلى آخر شهيد، والأهم أن لا نجعل هذه الدماء الطاهرة التي قدمت أرواحها في سبيل الله ولأجلنا تذهب هدرا، أن نُدرك قيمتها ونثور كما ثارت ليتحقق النصر الأكبر.
وفي ختام حديثها معنا أشارت غيداء الخاشب إلى أن الاهتمام بأسر الشهداء مسؤولية فوق أعناقنا وواجب علينا الاهتمام بهم، متسائلة أو ليسوا قد قدموا شهيدا في سبيل الله؟ إذا لا بد أن يكون التعاون من المجتمع كامِلاً لسد حاجتهم والتخفيف من معاناتهم، وذلك هو أقل القليل في حقهم.
الشهيد بطل
الناشطة الحقوقية رجاء الكحلاني ابتدأت حديثها قائلة: الذكرى السنوية للشهيد نعم الجميع كتب عن الشهداء وبشتى الكلمات المختلفة وبالأحرف صاغوا جملهم البديعة لكنني سأكتب ما يجول في داخلي، بما تفيض فيه مشاعري وبما أحمله من روحانية تجول في خاطري
وتضيف الكحلاني: هذا الشهيد البطل الذي تمنيت أن يكون لي ولداً ويكون شهيداً، ما أروعه من شعور عندما ينادونني بأم الشهيد افرحي وابتهجي يا أم الشهيد لولا من أنجبتيه وأعددتيه للجهاد في سبيل الله والوطن وربيتيه على المبادئ القرآنية وقدم روحه فداء للدفاع عن الأرض والعرض والشرف.
وأكدت أنه لولا تضحيات الشهداء لكنا اليوم نساق كنعاج في أسواق النخاسة وتذبح أجسادنا وتسلخ جلودنا على أيادي الخونة والمرتزقة والمحتل البغيض لذلك فهم حماة الأرض والعرض والشرف.
وأشارت الكحلاني إلى واجبنا جميعا تجاه أسر الشهداء الذين لهم الفضل الكبير في ما نحن فيه من نصر وكرامة بفضل تضحياتهم الكبيرة في سبيل وطنهم وكما هم بذلوا أعز ما يملكون واجب علينا أن نكون أوفياء معهم ولا نبخل بدعمهم ماديا ومعنويا وبالذات الأسر التي فقدت معيلها الوحيد وخلف وراءه أيتاماً وأسرة متعففة.
وأكدت أن دعم أسر الشهداء لا يقتصر على الدولة إنما هو واجب المجتمع ككل وأن علينا أن نحتضن هذه الأسر ونتلمس احتياجاتهم ونكون لهم خير السند والعون.
واختتمت رجاء الكحلاني حديثها بالقول: فهنيئاً لكل أم ولكل أب قدموا فلذات أكبادهم في سبيل الله والوطن فنالوا الشهادة وصاروا الأحياء الخالدين في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فسلام وروُح وريحانٌ على أرواحهم الطاهرة كطاهرة دمائهم الزكية التي أثمرت عزة وكرامة ونصرا ليس كمثله نصر.