بايدن بوجه مكشوف والسعودية تتلظى إنجازا فشلت في الحصول عليه خلال 7 أعوام
صفقة صواريخ «جو-جو» أمريكية في طريقها إلى السعودية لمزيد من المذابح
الثورة / عبدالرحمن عبدالله
تزامن تصعيد تحالف العدوان السعودي الأمريكي للأعمال العسكرية العدوانية على اليمن مع توافر معلومات عن إرساء صفقات أسلحة أمريكية جديدة تصل السعودية لاستخدامها في الحرب على الشعب اليمني.
هذا التزامن يشير بوضوح إلى أن أمريكا تقف خلف استمرار الحرب العدوانية على اليمن ، وخلف التصعيد الذي تعمده تحالف العدوان مؤخرا.
أمريكا تواصل شحن الأسلحة..وبايدن كاذب برتبة رئيس
وفي التفاصيل شن تحالف العدوان خلال اليومين الماضيين حوالي 100 غارة جوية على العاصمة صنعاء والحديدة ومارب والجوف وصعدة وحجة وعلى عمران وعلى عدد من المحافظات والمناطق، مستهدفا المنازل والمنشآت والمدنيين.
وأتى التصعيد في وقت تواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن – الذي تعهد في بداية صعوده للرئاسة الأمريكية بإنهاء الحرب على اليمن ووقف تدفق الأسلحة التي تستخدم في الحرب على الشعب اليمني وتدمير البنية التحتية – التحضير لإيصال كميات من الأسلحة الأمريكية إلى السعودية تقدر قيمتها بـ 650 مليون دولار في أول صفقة أسلحة جديدة تقوم بها الإدارة في عهد بايدن.
وأقرت إدارة بايدن بيع صواريخ «جو – جو» للسعودية بقيمة 650 مليون دولار، وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” يوم الخميس الماضي، أن الخارجية الأمريكية أقرت صفقة لبيع 280 صاروخا جو-جو طراز “إيه.آي.إم-120سي” للنظام السعودي بقيمة تصل إلى 650 مليون دولار ، وقال متحدث أمريكي في الخارجية إن وزارته أقرت الصفقة المقترحة يوم 26 أكتوبر.
وتعتبر هذه الصواريخ (AIM-120 AMRAAM)من فئة الصواريخ عالية الدقة الموجهة بالرادار، يمكنها ضرب أهداف تتجاوز النطاق المرئي وكذلك داخل النطاق المرئي، واستخدمها تحالف العدوان على نطاق واسع في الحرب على اليمن، وتسببت هذه الصواريخ في سقوط آلاف المدنيين قتلى وجرحى في اليمن، وتدمير واسع النطاق في البنية التحتية.
وتستخدم هذه الصواريخ بشكل أساسي من قبل المقاتلات، ويمكن تحميلها على جميع الطائرات الأمريكية، حيث تستطيع “إف 15” على سبيل المثال، حمل حوالي 8 صواريخ من هذه الفئة تحت الأجنحة والجسم، وتستخدم الطائرات التي تقصف اليمن منذ العام 2015م صواريخ جو جو ضد أهداف مدنية وتجمعات للمدنيين، وشنت طائرات تحالف العدوان أكثر من 300 ألف غارة جوية على اليمن، وتسببت في استشهاد وجرح حوالي 100 ألف مدني، وتدمير أكثر من مليون منزل ومنشآة مدنية.
فضيحة ونفاق
وتعتبر هذه الصفقة فضيحة كبرى لإدارة بايدن فهي أول عملية بيع للأسلحة إلى النظام السعودي من قبل إدارة بايدن منذ توليه السلطة، وهو الذي تعهد في بداية المطاف بإنهاء الحرب وتعهد بوقف مبيعات الأسلحة.
وتكشف صفقة الأسلحة عن نفاق مكشوف تمارسه أمريكا، فهي تزعم الحرص على السلام، وتتعهد بإنهاء الحرب ووقف السلاح، لكنها في المقابل تواصل شحن كميات هائلة من الأسلحة، وتقول الإدارة الأمريكية إن مبيعات الصواريخ جو-جو تأتي بعد ما أسمتها “زيادة الهجمات عبر الحدود على السعودية على مدى العام المنصرم”.
وهي تكذب على كل حال في ذلك، فالأسلحة التي باعتها وتبيعها للسعودية ليست دفاعية عن الهجمات بل هي أسلحة هجومية تسببت في قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين في اليمن.
واعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، صفقة السلاح الأمريكية الجديدة تناقضا فاضحا بين التزام بايدن بالسلام في اليمن ودعم العدوان، ودليلاً على أن لا جدية ولا مصداقية لدى جو بايدن وإدارته في إيقاف الحرب على الشعب اليمني ، وأضاف بقوله إن أمريكا تفرض استمرار الحرب وترفض السلام.
ويعارض مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أوّل صفقة أسلحة كبيرة للسعودية في عهد إدارة جو بايدن ، وقد قدّم عضوا المجلس الجمهوريان، راند بول، ومايك لي، وكذلك، بيرني ساندرز، المقرّب من الديمقراطيين، مشروع قانون مشتركاً، لعرقلة صفقة أسلحة للسعودية، يبلغ حجمها 650 مليون دولار.
وتقول الأمم المتحدة إن حرب تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تسبّبت في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم ، رغم ذلك يواصل بايدن وإدارته إعاقة التوصل إلى السلام ووقف الحرب ويواصل إمداد التحالف العسكري بالأسلحة والمعدات.
ويقول أعضاء برلمانيون في أمريكا إن العديد من صفقات السلاح الأمريكية لصالح الحرب على اليمن تمت في ظلّ غياب ضمانات من أن العتاد الأمريكي لن يُستخدم لقتل مدنيين وتدمير منشآت مدنية.
وتشمل الصفقة التي أقرّتها وزارة الخارجية الأمريكية، 280 من صواريخ «إيه.آي.إم-120سي-7/سي-8» جو-جو المتوسطة المدى، و596 قاذفة صواريخ «إل.إيه.يو-128»، إلى جانب حاويات وعتاد للدعم وقطع غيار ودعم هندسي وفني، تقدّمه الحكومة الأمريكية ومتعاقدون. و«رايثيون تكنولوجيز» هي الجهة المصنّعة لهذه الصواريخ.
في الإطار، شدّد بول، المعارض للصفقة، في بيان، على أن: «هذه الصفقة قد تسرّع بحصول سباق تسلّح في الشرق الأوسط، وتعرّض أمن التكنولوجيا العسكرية الخاصة بنا للخطر ، وأضاف ساندرز في البيان المشترك: «مع استمرار الحكومة السعودية في شنّ حربها المدمّرة في اليمن وقمع شعبها، فينبغي لنا ألا نكافئها بمزيد من مبيعات الأسلحة».
من جهتها، تعتبر إدارة بايدن أنّها تتبنّى «سياسة بيع الأسلحة الدفاعية فقط لحليفتها ، لكنها كاذبة في كل أحوالها فالأسلحة المباعة للسعودية هي أسلحة تدمير هجومية بحتة.
أمريكا لا تتغير.. وبايدن على نهج أسلافه
كان الرئيس الأمريكي جوبايدن لدى صعوده مطلع العام الجاري قد أعلن تجميد كافة مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية ، وضمن ما قاله إنه يسعى لوقف الحرب على اليمن، وأعلن تجميد صفقات السلاح ، وجاء إعلانه ذلك على خلفية تعهده خلال حملته الانتخابية بمنع استخدام الأسلحة الأمريكية في العمليات العسكرية التي يشنها في اليمن تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ، لكنه اليوم ينكص على عقبيه ويعيد تدفق السلاح إلى السعودية.
وقد صعّد الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون على مدى العقدين الماضيين من تدخل أمريكا في الحرب على اليمن سعيًا وراء خدمة أهداف أولها الحصول على الأموال السعودية الإماراتية من وراء الحرب على اليمن ، وثانيا بهدف فرض السياسات والأجندات الأمريكية على اليمن ، وساعدت أمريكا على تأجيج الوضع الذي يعاني منه اليمن اليوم، إذ أضحى بلدًا يعاني من التشرذم بمواجهة أسوأ كارثة إنسانية في تاريخنا الحديث ، وساعدت كذلك في استمرار الحرب وسد طرق السلام.
في العام 2015م، دعمت أمريكا في عهد الرئيس أوباما الحرب التي أعلن عنها تحالف العدوان العسكري من واشنطن على اليمن ، وخلال الحرب استُخدمت قنابل أمريكية الصنع في الضربات الجوية التي استهدفت معظم أنحاء اليمن وشنها طيارون دربتهم أمريكا، وبذل الدبلوماسيون الأمريكيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جهودًا لتأمين غطاء قانوني دولي للتحالف وأحبطوا جميع المحاولات الهادفة لمحاسبة المجرمين على جرائم الحرب التي يرتكبها.
وحين وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ضاعف من حدة هذه السياسات المتبناة خلال عهد أوباما، موسعًا نطاق هجمات الطائرات المسيّرة وعمليات القوات الخاصة في اليمن، كما وقّع ترامب مع التحالف عقود أسلحة بقيمة مليارات الدولارات، وحمى الرياض من إخضاعها للمساءلة عن ممارستها في جارتها الجنوبية.
حين صعد جو بايدن منصب الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2021م ادعى بأنه سيعمل على خلاف أسلافه ، وكانت قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بوقف دعم الولايات المتحدة للحرب على اليمن ، ولكنه وبمرور عشرة أشهر بدأت سفن شحن سعودية تستعد لشحن أول صفقة في عهد الرئيس الذي تعهد بوقف صادرات السلاح.
تراجع بايدن ونكوصه يعني الكثير ويكشف الكثير، كما يقول محللون، فهو يعني أن أمريكا مستمرة في سياساتها التي أعلن بايدن التراجع عنها كذبا ونفاقا، ويكشف أن كل ما قاله بايدن كان وعودا لكسب التأييد ليس إلا، وبما أن بايدن قد تراجع فإن أمريكا تصبح حجر عثرة أمام طريق السلام إلى اليمن.
ويقول محللون إن بايدن حين أعلن عن ذلك لم يكن ينوي وقف مبيعات الأسلحة بل يرفع الأسعار ويضغط على السعودية للحصول على أموال تفوق ما حصل عليه ترامب سلفه، واعتبروا إعلانه ذلك أشبه بمزاد علني طرحه بايدن وحدد أول صفقة على ضوئه بمبلغ 650 مليون دولار أمريكي.
تصعيد عدواني متزامن
إلى ذلك لجأ تحالف العدوان السعودي الأمريكي إلى تصعيد عدوانه العسكري، وخلال الأيام الماضية شن أكثر من 100 غارة جوية استهدفت المدنيين والبنى التحتية في أغلب المحافظات.
وشن تحالف العدوان السعودي الأمريكي خلال الخميس والجمعة أكثر من 100 غارة جوية، وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن «هذا التصعيد سيكون له عواقب وخيمة على قوى العدوان، وعليها تحمل نتائجه”.
وفي انتهاك سافر لاتفاق السويد قصف تحالف العدوان بغارة جوية ميناء الحديدة يوم أمس الجمعة ، وعاود طيران العدوان الأمريكي السعودي أمس وقبله شن الغارات الجوية على محافظة الحديدة.
وأوضح مصدر أمني أمس الجمعة أن طيران العدوان شن غارة على منطقة قرب ميناء الحديدة ، فيما قصف بأربع غارات مديرية حيس ، وكان طيران العدوان استهدف الخميس، المديرية نفسها بسبع غارات.