هولندا دولة أوروبية صغيرة تبلغ مساحتها 41543كم2، بمايوازي نصف مساحة محافظة المهرة اليمنية ،ورغم صغر مساحتها إلا انها تعد ثاني اكبر دولة في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية تصديرا ًللمنتجات الزراعية، بقيمة تفوق 90 مليار يورو سنويا ً.
فالهولنديون لايتركون مكانا يمكن أن يتم فيه الزراعة فهم يستغلون كل ذرة تراب، للزراعة.
فهولندا تنتج اكثر من مليوني طن من الحبوب، واكثر من 7ملايين طن من البطاطس، و6ملايين طن من بنجر السكر، بل إن هولندا تعد أكبر مصدر للورود في العالم، وليس هذا وحسب يوجد فيها ما يقارب من مليوني بقرة، تنتج سنويا ً13مليار لتر من الحليب، تشتهر هولندا بصناعة الألبان والتي ترفد الاقتصاد الهولندي بما يزيد عن 12مليار يورو سنويا ً، تتنوع منتجات الألبان الهولندية من حليب وجبن وزبدة، ورغم قلة أعداد الأبقار في هولندا إلا أنها تطعم معظم سكان العالم من الجبن والحليب.
فإين العرب من التجربة الهولندية، وهم يمتلكون مساحات زراعية واسعة جدا تقدر بملايين الكيلومترات، ويمتلكون عشرات الملايين من رؤوس الأبقار ، وبلدانهم تستورد معظم المواد الغذائية، وسكانها يموتون جوعا، وأطفالهم مصابون بسوء التغذية، وينتظرون الحليب المجفف من هولندا، والجبنة والزبدة من البقرة الهولندية، فما هو السر الذي جعل هولندا تتربع عرش الدول المصدرة للمنتجات الزراعية ومشتقات الحليب والألبان؟
هولندا لا تمتلك عصا سحرية جعلت منها بلدا يصدر منتجات زراعية وحيوانية بأكثر من مائة مليار يورو سنويا ً، ولكنها اهتمت بالأرض الزراعية واستخدمت التكنولوجيا الحديثة، اهتمت بالأبقار، من حيث التغذية، والسكن والصحة، وهو ما جعل الأبقار الهولندية تنتج اكبر كمية من الحليب، هولندا استخدمت التكنولوجيا في رعاية الأبقار، فهناك روبوتات تقوم بغسل أجسام الأبقار وتنظيفها، وتنظيف مخلفاتها ، وتوزيع الأعلاف، وهناك أجهزة لقياس حرارة الأبقار، وجهاز يقوم بعملية الحلب، وهو ما جعل من البقرة الهولندية تتفوق على مئات الأبقار العربية.
وجعل من 41ألف كيلومتر مربع تنتج أكثر من ملايين الكيلومترات العربية!
فما هو السبب في تفوق هولندا وجعلها من كبريات الدول المنتجة والمصدرة للمنتجات الزراعية والحيوانية؟ سؤال ننتظر الإجابة عليه من أصحاب الشأن!