في الوقت الذي تهب فيه نسائم البشرى المحمدية، لتخلصنا من الزيف الذي نعيشه، نتذكر أن شهر ربيع الأول من يومه الثاني عشر لم يعد شهراً عاديًا، فهو الشهر الذي تنتظره الأرواح لتسمو بذكرى ميلاد خير البشر وخاتم الأنبياء والمرسلين .
فهاهي نفسي من جلاله تدنو، وإذا بعيني إلى نوره ترنو، أذهلني صدق رسالته، ودهشت من أمانة كلماته، فهو في ظلمة العصر الهادي والمرشد لكل من أراد النصر، فمن معارفه تنهل ولا تشبع، وأمام جلال مكانته تنحني و تركع هو منهلًا لكل ومضة إيمانية، فلولا سطوره المستقيمة، وحجته الرشيدة لما استقام لنا الطريق، فأي نور هذا الذي يغمر الأعماق فينسج خيوط المكارم والأخلاق؟
إن الهدف من إحياء مولد نبينا المصطفى أن يكون منطلقًا لإحياء الرسالة المحمدية وإحياء شخصية الرسول المجتبى في وجدان الأمة، وزرع المكارم والأخلاق الذي طمست في عصرنا الردي.
اليوم تشهد أمتنا بواقعها حالًا مأساوياً، فالساحة الإسلامية تضج بالحروب التي لاتتوقف والدمار والضياع والتشرد الذي لابداية لنهايته، فالظلم والاستبداد هو من يحكمها ، باتت الكرامة رمز وهمي، والإنسانية رف منسي، وأسوأ من ذلك عقلية الأمة التي تكمن في البحث عن سر تطور المجتمعات ومحاولة الإمساك بالشكل دون الجوهر الحضاري الأخلاقي ؛ وذلك لانبهارها بالحضارة الوافدة وخاصة الغربية منها، فبتنا نعيش على الفتات الحضاري الغربي فأصبحنا من حيث الشكل غربيين من الطراز الأول ، وفي الجوهر نعيش الخواء الفكري والثقافي، فباتت الأمة تلعن عاداتها وتراثها وتقاليدها موهمة نفسها بامتلاك الحضارة ولكن هيهات.. هيهات .
سنحتفل بهذة المناسبة العزيزة، وسنحشد الجمع الغفير، وبذلك الزخم الجماهيري سنبعث الرعب والخوف في قلوب أعداء الله ورسوله في الداخل والخارج ونهتف من بين الجموع قائلين: –
((لبيك يارسول الله ، لبيك ياحبيب اللّـه)).