ما إن يهل هلال ربيع الأول من كل عام حتى تكتسي اليمن أرضا وإنسانا حلل البهاء الإيماني المحمدي فرحا وسعادة وابتهاجا بمولد النور ، مولد خير البرية ، من أضاء بمولده الكون ، وتبددت بمولده دياجير الظلام ، وأشرقت الأنوار ، وتزينت السماء ، مظاهر احتفائية شعبية ورسمية منقطعة النظير ، تصاحبها كرنفالات احتفالية متنوعة بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في مختلف المحافظات والمدن والقرى اليمنية الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى .
مظاهر واحتفالات تعكس روح الهوية الإيمانية وعظمة ارتباط أبناء يمن الحكمة والإيمان بالرسول الأعظم وتظهر للعالم قاطبة عظمة المحبة اليمانية التي يكنها شعب الأنصار للرسول الأعظم ، محبة الاتباع والاقتداء والتأسي ، المحبة الصادقة المخلصة النابعة من القلب والتي يتفرد بها أبناء اليمن الميمون الذين أثنى عليهم الرسول الأعظم ووصفهم بالأرق قلوبا والألين أفئدة ، ونسب إليهم الإيمان بقوله صلوات ربي وسلامه عليه وآله (( الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان )).
رغم الظروف المادية والاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها السواد الأعظم من اليمنيين جراء العدوان والحصار إلا أن الكثير من المواطنين يتسابقون على تزيين منازلهم بالشعارات الخضراء واللافتات والأضواء وكذلك أصحاب المحلات والمنشآت العامة والخاصة ؛ الكل في سباق مع الزمن للتعبير عن فرحهم وسرورهم بالمولد النبوي الذي يحل عليهم في ظل اشتداد الحملة المسعورة على الإسلام والمسلمين والإساءات المتكررة لشخصية الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من قبل أحفاد القردة والخنازير الذين يتسابق بعران الخليج أدعياء العروبة والإسلام إلى التودد لهم والتطبيع معهم والتقرب منهم والتآمر معهم على الإسلام والمسلمين ، في واحدة من صور الخذلان الإلهي لأولئك الهمج الرعاع الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين ومنحوا أنفسهم لقب خدام الحرمين الشريفين ، وهم في الحقيقة العدو الأكثر تآمراً واستهدافاً للإسلام والمسلمين ، وهم الخطر الحقيقي على المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الحرمان الشريفان .
اليمن كلها خضراء اللون في حضرة صاحب المقام الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، مشاهد تريح النفوس وتبهج القلوب يتفرد بها أبناء شعبنا على بقية الشعوب الإسلامية ، فمن ناصر أجدادهم الرسول الأعظم مع بزوغ فجر رسالته المحمدية، ها هم أحفادهم اليوم يعبرون عن نصرتهم ومحبتهم لرسول الله في يوم مولده الأغر بكل مشاعر ومظاهر الفرح والبهجة والسرور ، يجددون من خلالها الولاء له والسير على خطاه والتأسي بسيرته الإيمانية الجهادية التي تقود من يمضي على دربها نحو الفلاح والنجاح والفوز بخير الدنيا ونعيم الآخرة .
في حضرة الربيع المحمدي نصرخ بأعلى أصواتنا “لبيك يا رسول الله ” و تخفق قلوبنا وتنبض بحب رسول الله ، وتبتهج أيامنا وليالينا فرحا وسعادة بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي سنحاول من خلال سلسلة مقالات ربيع الأنوار المحمدية الاحتفائية بالمولد النبوي الشريف تسليط الضوء على الأهمية التي تكتسبها والرسائل والدلالات التي تحملها وكل ما يتعلق ويرتبط باحتفالات اليمنيين بها ، وما الذي تمثله بالنسبة لهم .