الثورة / تقرير وتصوير / عادل حويس
من الأشياء الإيجابية التي شهدتها الساحة اليمنية خلال سنوات العدوان والحصار، التوسع اللافت في زراعة أشجار الفراولة، والتي باتت الأرض اليمنية تلبي احتياجات السوق المحلية من هذه الثمرة الأنيقة .
عدسة” الثورة” زارت عدداً من مزارع الفراولة بمنطقة بني حشيش في الضواحي الشرقية الشمالية للعاصمة صنعاء، حيث بدت أشجار هذه الفاكهة وكأنها لوحات فنية تأسر قلوب الزائرين.
يقول المزارع وليد الأهجري، الذي يمتلك مزرعة فراولة في منطقة عشة شعاب في بني حشيش، إن زراعة الفراولة في بني حشيش تعود إلى ماقبل سنتين أو ثلاث سنوات فقط، وقد حققت نجاحات وعائدات جيدة للمزارعين.
ويضيف الأهجري في حديثه لـ” الثورة” أن أكثر ما يعانيه مزارعو الفراولة من عراقيل يكمن في الآفات الزراعية وغياب المبيدات الناجعة، وهو ما يحتم على جهات الاختصاص في وزارة الزراعة والري تعزيز الاهتمام بهذا الجانب وتوفير المبيدات الجيدة وتقديم الإرشادات والخدمات الزراعية للمزارعين، حتى يتم تحقيق الفوائد القصوى من هذه الثمرة التي تم الاستغناء عن استيرادها في الآونة الأخيرة بشكل كبير.
وتنتشر في العاصمة صنعاء الكثير من الأماكن المخصصة لإعداد عصير الفراولة (الفريز ) وأصبح لها شعبية كبيرة بين أوساط اليمنيين، مع التوسع في زراعتها والحد من استيرادها.
ويرى كل العاملين في مجال زراعة الفراولة في اليمن أن مستقبل هذه الفاكهة عال جداً وستحقق عوائد مالية مجزية وتخلق فرصاً جديدة للعمل مع زيادة إقبال الناس عليها.
البيوت المحمية
بدأت زراعة هذه الفاكهة عبر بيوت محمية، حيث تعتبر زراعتها في البيوت المحمية أكثر جودة فهي تقيها من التلف, ومع تزايد الإقبال عليها أصبحت زراعتها أكثر توسعاً فصارت تزرع في أماكن كثيرة حول العاصمة صنعاء مثل سنحان وخولان وبني حشيش وبني مطر وهمدان والحيمتين وآنس وعنس وجهران .
وينتشر الباعة الجائلون في مختلف أسواق العاصمة وعلى قارعة الطرقات وهم يعرضون ثمار الفراولة ذات الطعم الذي يحبه الكبار والأطفال, ويزداد أعداد المحال المتخصصة ببيع عصائر الفراولة، ومع زيادة الوعي لدى الناس بالفوائد الصحية الكثيرة لهذه الفاكهة تجد الإقبال عليها يتزايد يوماً بعد يوم.
وصفات جديدة
لم يعد استخدام الفراولة كمشروب صيفي بارد, بل أضيفت للفراولة استخدامات جديدة , فالمثلجات التي تصنع من الفراولة بات لها سوق كبير ورائج في مختلف أنحاء العاصمة والمحافظات اليمنية، وتعد نكهة ثمار الفراولة اليمنية مميزة عن الفراولة المستوردة من الخارج ناهيك عن فوائدها الصحية العديدة ومذاقها الفريد الذي يستهوي الصغار والكبار .
فوائد الفراولة
كانت الفراولة تعتبر نوعاً من الزينة، حيث يضاف على الحلويات كـ( الترتة ) وكانت الفراولة المستوردة تستخدم بكثرة في محال الحلويات , إلا أنه ومع توافر الفراولة المحلية وانتشارها بكثرة في السوق وبجودة عالية أصبح لهذه الفاكهة وصفات تدخل فيها الفراولة بشكل أساسي ومع تنامي الوعي بالفوائد الصحية لثمرة الفراولة بين أوساط السكان، أصبحت الآن فاكهة رئيسية ومحببة لدى السكان، ومن أبرز تلك الفوائد كما يقول الأطباء والمختصون “أنها تعتبر مبيضاً للأسنان , ومضادة للأكسدة ,وتقوية العظام خاصة للأطفال, ومفيدة لمرضى السكر, وتعزز صحة العين, ومقاومة التجاعيد, وحماية الكلى, ومعالجة الإسهال, وتنظم ضغط الدم, ومفيدة في أنظمة الريجيم”.
وهكذا تأتي زراعة هذه الثمرة الرائعة لتثبت مجدداً أن الإنسان اليمني لا تنكسر إرادته أمام كل الصعوبات والتحديات وأنه قادر على تحويل كل الصعوبات إلى فرص للنجاح والتميز على كافة الأصعدة، وفي مختلف المجالات.