رعاية صحية وطعام جيد وعنابر نظيفة وملاعب للترويح عن نفسيات النزلاء في إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات

ثورة الـ 21 من سبتمبر تخلق واقعاً مغايراً في الجانب الإنساني للعمل الأمني والاستخباراتي

مبنى لاستقبال الزوار بشكل منتظم وغرف خاصة تستضيف أسر النزلاء داخل الإصلاحية

واقع مغاير خلقته ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة في العمل الأمني والاستخباراتي خصوصاً في الجانب الإنساني الذي يؤمّن احترام وكرامة النزلاء ويحفظ إنسانيتهم بعيداً عن القمع والتعذيب والتغييب الذي مارسه جهازا الأمن السياسي والقومي في ظل حكم الأنظمة السابقة طيلة العقود الماضية .
فعلى عكس ما كان قبل هذه الثورة المباركة يعيش نزلاء إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات اليوم كمواطنين طبيعيين ويحصلون على حقوقهم من المأكل والمشرب الجيد ، والفرش النظيف ، والرعاية الصحية ، بل ويحصلون على قدر كبير من الحرية للترويح عن نفسياتهم من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية في الملاعب الموجودة داخل الإصلاحية .
كل هذا لم يكن ليتأتى لولا توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – التي أصدرها بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر بضرورة الاهتمام بالسجون والسجناء وتوفير حقوقهم المكفولة بموجب الدين والقانون .
الثورة / محمد الروحاني


واقع مغاير
طيلة العقود الماضية ترسخت صورة ذهنية وحشية عن جهاز ” الأمن الوطني” الذي عُرف لاحقاً بجهاز الأمن السياسي نتيجة الجرائم التي ارتكبها هذا الجهاز بحق المواطنين في ظل حكم الأنظمة السابقة .
مجرد ذكر اسم جهاز الأمن السياسي كان يُصيب المواطن بالرعب فالداخل إليه مفقود، والخارج منه مولود، مع أن كثيراً من الذين خرجوا من سجون هذا الجهاز فقدوا عقولهم لينتهي بهم المطاف في الشوارع هائمين على وجوههم نتيجة القمع والتعذيب الذي تعرضوا له في أقبية هذا الجهاز.. وهناك الكثير من الأسر مازالت تبحث عن أقارب لها دخلوا إلى الأمن السياسي ولم يُعرف مصيرهم إلى اليوم .
جرائم الانتهاكات والتعذيب بحق المواطنين داخل أقبية جهاز الأمن السياسي، خلال العقود الماضية لم تنته بزوال رئيس هذا الجهاز محمد خميس، الذي تمت إقالته في مارس 1979م ، ولكنها استمرت في عهد خلفه غالب القمش الذي تولى رئاسة هذا الجهاز منذ بداية الثمانينات ، وحتى العام 2014 م .
إلى جانب القمش برز اسم أخر هو الضابط محمد اليدومي ” أمين عام حزب الإصلاح حالياً ” الذي أرتبط اسمه بكثير من الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين خلال عمله في هذا الجهاز .
في العام 2002م تم إنشاء ما عُرف وقتها بجهاز “الأمن القومي” الذي لم يكن أقل من جهاز الأمن السياسي وحشية وقمعاً حيث أرتكب العديد من الجرائم بحق المواطنين .
وفي العام 2014م اندلعت ثورة الـ 21 من سبتمبر التي مثلت علامة فارقة في تاريخ هذين الجهازين اللذين ارتبط اسماهما في أذهان اليمنيين بالقمع والتعذيب ، والإخفاء القسري خدمة للمشاريع الأمريكية .
بعد هذه الثورة المباركة جاء قرار حل الجهازين ودمجهما في جهاز واحد هو المعروف حالياً بجهاز “الأمن والمخابرات ” الجهاز الذي أفشل مخططات العدوان التي استهدفت الجبهة الداخلية .. وبالتوازي مع ذلك شهد هذا الجهاز نقلة نوعية على مستوى القيام بمسؤولياته الوطنية بما برز فيها من جانب إنساني لم يكن قبل موجوداً في جانب العمل الأمني والاستخباراتي .
فعلى عكس ما كان قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر يعيش نزلاء إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات اليوم كمواطنين طبيعيين ويحصلون على حقوقهم من المأكل والمشرب الجيد والفرش النظيف والرعاية الصحية، بل ويحصلون على قدر كبير من الحرية للترويح عن نفسياتهم من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية في الملاعب الموجودة داخل الإصلاحية.
السطور التالية تسلَّط الضوء على الخدمات التي تًقدم للنزلاء ومقدار الحرية التي يتمتعون بها داخل إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات .

مبنى لاستقبال الزوار
يسمح جهاز الأمن والمخابرات لأسر نزلاء الإصلاحية بزيارة أسرهم وحتى قضاء أيام معهم .
مبنى استقبال الزوار يتكون من مسارين، الأول مخصص لاستقبال الرجال، والثاني مخصص لاستقبال النساء والأطفال، وهو يستقبل الزوار بشكل منتظم ويحتوي على 18 كبينة للتواصل بين النزلاء والزوار.
كما يوجد في المبنى غرف خاصة يستطيع النزيل فيها الجلوس وقضاء وقت بصحبة أسرته وأطفاله .
مظاهر الارتياح تظهر واضحة على أحد النزلاء الذي يستقبل أسرته التي تزوره كل أسبوع.
زوجة النزيل تؤكد أنها في أول زيارة لزوجها في الإصلاحية بدأت بتفحص جسد زوجها بعد سماعها الكثير من الروايات عما كان يتعرض له النزلاء من تعذيب ووحشية في هذه الإصلاحية.
ما رأته زوجة النزيل كان غير متوقع بالنسبة لها .. ليس هناك أي أثر لتعذيب ووحشية بل وجدت زوجها النزيل محل رعاية واهتمام كبيرين من قبل المعنيين في الإصلاحية.
زوجة نزيل آخر تقول إنها تفاجأت عند زيارتها الأولى، لزوجها النزيل داخل إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات، حيث وجدت الإصلاحية شبيهة بالفندق- حسب تعبيرها .
إصلاحية الأمن والمخابرات لا تسمح للنزيل باستقبال أسرته فقط بل تسمح للنزلاء بالخلوة الشرعية مع زوجاتهم للمحافظة على الرابط الاجتماعي، مع أسرهم وخصصت لذلك غرفاً خاصة .

إنسانية تفوق الحدود
الإنسانية في إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات تفوق الحدود، فهي تقوم باستقدام أسر النزلاء من المناطق البعيدة ، واستضافتهم لأيام .
يقول أحد النزلاء إنه ظل لوقت طويل دون زيارة من أهله نظراً لوجودهم في مديرية رازح بمحافظة صعدة حتى قامت إدارة الإصلاحية باستقدام أسرته واستضافتها داخل الإصلاحية لمدة خمسة عشر يوماً .

تغذية جيدة ورعاية صحية
داخل الإصلاحية المركزية يوجد فرن حديث ، ومطعم يقدم أفضل أنواع الأطعمة للنزلاء ، وللقائمين على الإصلاحية .
تقديم الخبز والطعام الجيد لا يقتصر على النزلاء والقائمين على الإصلاحية فقط ، فالطعام يصل إلى أكثر من مائة وخمسين منزلاً مجاوراً للإصلاحية – وفق المعنيين .
أحد النزلاء يؤكد أن ما يقدم في الإصلاحية يفوق طلبات النزيل خصوصاً من الطعام الذي يتوفر بكميات كبيرة .
إلى جانب الطعام الجيد تقدم الإصلاحية الرعاية الصحية للنزلاء عبر العيادات الموجودة داخلها والتي توفر كل ما يحتاجه النزيل في هذا الجانب.

عنابر صحية ودورات مياه نظيفة
المسكن لا يختلف عن المطعم والمشرب من حيث الاهتمام ، فإصلاحية جهاز الأمن والمخابرات توفر للنزلاء عنابر صحية ونظيفة ، ودورات مياه كافية ونظيفة .
إضافة إلى العنابر الصحية ودورات المياه النظيفة توجد داخل الإصلاحية مغسلة مركزية حديثة تقوم بغسل ملابس النزلاء بشكل منتظم.

ملاعب كرة قدم وكرتا سلة وطائرة
توفر إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات قدراً من الحرية لنزلائها عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية في ملاعب كرة ” القدم والطائرة والسلة ” الموجودة فيها كجزء من الترويح عن نفسياتهم .
أحد النزلاء يقول إنه تفاجأ عند وصوله الإصلاحية ورؤيته هذه الملاعب فهو لم يكن يتوقع وجود ملاعب بهذا الشكل في الإصلاحية.

فعاليات وأنشطة ثقافية
جانب التأهيل الثقافي كغيره من الجوانب يحظى باهتمام كبير من إدارة إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات، فالمختصون بهذا الجانب يقدمون العديد من البرامج الثقافية للنزلاء، كما تنظم الإصلاحية العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والاحتفالات الشعبية والوطنية.
ما تشهده إصلاحية جهاز الأمن والمخابرات من نقلة نوعية في الجانب الإنساني والتعامل الراقي مع النزلاء لم يكن إلا نتيجة طبيعية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – الذي يولي إصلاح منظومة السجون جل اهتمامه ويوجه بضرورة تقديم الرعاية والاهتمام للنزلاء، بما يحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم المكفولة بموجب الدين والقانون .

قد يعجبك ايضا