الثورة نت/ وكالات
يتجه العالم نحو ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة على الرغم من وعود الدول الكبرى الأكثر تلويثاً للمناخ باتخاذ خطوات عاجلة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحسب خبراء المناخ .
ويؤكد علماء المناخ على ضرورة تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة 45 في المائة بحلول العام 2030م لتجنب أسوأ التأثيرات للجو الحار، خاصة وأن الانبعاثات سوف ترتفع بنسبة 16 في المائة خلال نفس الفترة .
ويحذرون من أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بنحو 2.7 درجة مئوية عن درجات الحرارة ما قبل الثورة الصناعية، وهو يتجاوز بكثير المستويات التي حددها المجتمع الدولي.
وتقول المفاوض الرئيس للأمم المتحدة حول قضايا المناخ باتريسيا إسبينوسا أن ارتفاع نسبة انبعاث الغازات بمعدل 16 في المائة يدعو للقلق.
وتؤكد أن ذلك يخالف بشدة دعوات العلماء إلى تخفيض كبير للانبعاث يمكن الحفاظ عليه لتجنب المؤثرات المناخية الشديدة والمعاناة التي قد تتسبب بها للناس ذوي الأوضاع الأكثر هشاشة في العالم.
وتشكل آخر المعطيات تحذيراً مقلقاً حول حجم التحديات التي سيبحثها مؤتمر المناخ القادم المرتقب عقده في غلاسغو بعد حوالي ستة أسابيع بهدف الإبقاء على الأمل بالحد من ارتفاع درجات الحرارة عن طريق إقناع الدول بخفض نسب انبعاث الغازات.
وتوصلت دراسة أعدتها “مجموعة متابعة العمل من أجل المناخ” إلى أن عدداً قليلاً فقط من مجموعة الدول العشرين من بينها بريطانيا قد تمكنت من تعزيز أهدافها لتقليص الانبعاث.
ويشير معهد الموارد العالمية ومعهد تحليل المناخ في تقاريرهما كيف أن السعودية والصين والهند وتركيا مسؤولة عن 33 في المائة من غازات الاحتباس الحراري لم تقدم خططها المحدثة بعد.
ويشير التقريران الى أن إندونيسيا وأستراليا لديها خطط تشبه تلك التي تبنتها عام 2015م بينما تنص اتفاقية باريس على ضرورة التوصل إلى تخفيض أكبر في الانبعاثات.
وتوصلت الدراسة إلى أن البرازيل والمكسيك وروسيا تتوقع أن يزيد مستوى انبعاث الغازات فيها.
وبالنسبة للدول الأفقر والأكثر عرضة لتاثيرات التغير المناخي فإن تقليل انبعاث الغازات التي تساهم في تسخين الكوكب أولوية.
وفي هذا الصدد يقول رئيس مجموعة الدول الأقل تطوراً سونا بي وانغدي إن على دول مجموعة العشرين أن تكون في الطليعة من أجل تقليص انبعاث الغازات بسرعة بهدف تقليل مستوى التغير المناخي.
ويضيف أن تلك البلدان تمتلك طاقات وتضطلع بمسؤوليات أكبر ويجب أن تعامل الأزمة على أنها أزمة فعلاً.
وكانت تلك البلدان قد قالت إنها تتطلع إلى وصول قمة مستوى الانبعاثات بحلول عام 2030م والتوصل إلى التعادل الكربوني بحلول عام 2060م.
وتسبب تغير المناخ في زيادة معدلات الفيضانات في مناطق مختلف من العالم ومنها أوروبا والتي شهدت مؤخراً فيضانات مدمرة، خاصة في ألمانيا وبلجيكا وتسببت في مقتل نحو 220 شخصا بسبب غرق بلدات وقرى.
ويؤكد باحثون إن الاحتباس الحراري جعل مناسبات هطول أمطار كهذه أكثر احتمالاً بتسع مرات في أوروبا الغربية.
ويشيرون الى أن حدة الأمطار الغزيرة في المنطقة زادت بنسبة تتراوح من 3 إلى 19 في المائة نتيجة الاحترار الناجم عن النشاط البشري.
وكانت الفيضانات المأساوية والمدمرة التي ضربت ألمانيا وبلجيكا وأماكن أخرى في منتصف يوليو الماضي بمثابة صدمة لخبراء المناخ، خاصة بعدما جرفت المياه المتدفقة بسرعة أشخاصاً ودمرت منازل وطرقاً سريعة وخطوطاً للسكك الحديدية.
كما نتج عن ذلك فيضانات شديدة بسبب هطول غزير للأمطار على أرض موحلة بالفعل خلال يوم أو يومين، إلى جانب عوامل هيدرولوجية محلية مثل الغطاء الأرضي والبنية التحتية.
ولمعرفة تأثير ارتفاع درجات الحرارة بالفعل، كان على الباحثين توسيع نطاق تحليلهم والنظر في قسم أكبر من أوروبا الغربية، بما في ذلك شرق فرنسا وغرب ألمانيا وشرق بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وشمال سويسرا.
يشار الى أن اتفاقية باريس حول المناخ تنص على أن تقوم الدول بتحديث خططها لتخفيض نسب انبعاث الكربون كل خمس سنوات، لكن الأمم المتحدة تقول إنه بين 191 دولة وقعت على الاتفاقية فإن 113 دولة فقط قدمت تصوراً أفضل.