الثورة / تقرير خاص
من مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، يرسم أبطال الجيش واللجان الشعبية نهاية دراماتيكية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وبعدما أعلن تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإرهابي ومرتزقته عن عملية عسكرية بهدف إسقاط محافظة البيضاء كاملة، لتخفيف الضغط عن جبهات تحرير مارب، أكمل أبطال الجيش واللجان الشعبية تحرير محافظة البيضاء كاملة من تنظيم القاعدة المدعومة من تحالف العدوان، لكن تواجد تنظيم القاعدة لم يكن منذ العام 2015 بل بدأ في وقت مبكر وقد جرى خلال الأعوام العشرة الماضية توطين القاعدة كأهم الأوراق الأمريكية في اليمن، لكن عملية فجر الحرية مثلت ضربة قاصمة للتنظيم لما تمثله الصومعة من أهمية للتنظيم.
تكشف المعلومات التي نشرها الإعلام الأمني أن مديرية الصومعة كانت تحتضن المقرات القيادية للقاعدة، ومساكن قيادات التنظيم، ومعسكرات التدريب، علاوة على مصانع المفخخات والعبوات التي كانت القاعدة تستخدمها في عملياتها التي نفذتها في اليمن،
على رغم أن مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء تعد من المعاقل المهمة لتنظيم القاعدة، إلا أنها باتت خلال السنوات القليلة المعقل الرئيس والأهم بعد أن خسر تنظيم القاعدة أغلب معاقله الرئيسة في المحافظة ذاتها، وتعد محافظة البيضاء نفسها عاصمة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ففيها يجري التدريب والاستقطاب وتجهيز المتفجرات وفيها يتواجد قادة التنظيم التكفيري الذي يطلق على نفسه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
أما عن أهمّية الصومعة من الناحية الجغرافية، فتتمثل في كونها أولا تقع إلى القرب من صنعاء، وثانيا في كونها حدودية مع شبوة ومارب، وهي ملتقى لأهم محافظتين يتواجد وينشط فيهما تنظيم القاعدة منذ عشرات السنين، والأهمّ من ذلك أن الصومعة، إلى جانب مديرية الزاهر، احتضنت قادة تنظيم القاعدة وعناصرها كذلك، بعد الانحسار الأخير لنفوذه في محافظة البيضاء وفي محافظات يمنية أخرى.
ولهذا السبب حظت الصومعة بتركيز واهتمام استخباراتي أميركي خاص، كما عانت المديرية طويلا من جرائم القاعدة التي نفذت عمليات اعدام وتصفية ضد مواطنين من أبنائها، ومنها على سبيل المثال إعدام الطبيب مظهر اليوسفي الذي أُعدم وتفجير المركز الطبّي الذي كان يعمل فيه اليوسفي أيضا.
تطهير مديريتي الصومعة ومسورة في أطراف محافظة البيضاء إنجاز بعملية فجر الحرية بالإضافة إلى كونه إنجازاً استراتيجياً في مسار عمليات تحرير اليمن من الغزاة والمرتزقة، يعتبر الضربة النهائية والأخيرة لتنظيم القاعدة في معقله الرئيس والأهم الذي يتمركز فيه منذ سنوات، ويعتبره العاصمة والملاذ الآمن لقياداته وعناصره، وبعملية فجر الحرية وتحرير أكثر من 2700كم2 في محافظة البيضاء تعتبر البيضاء محافظة محررة كليا، ولهذا فإن فجر الحرية تعد إنجازاً عسكرياً مهماً من الناحية الاستراتيجية بحيث قد قضت على ما تبقى من أوكار القاعدة وداعش التي تمركزت فيها منذ سنوات، وتطهيرها تعزز من مسار عمليات تحرير محافظات أخرى علاوة على تعزيز مسار تحرير مدينة مارب، فإنها قد أنجزت عملية تحرير كامل لمحافظة من محافظات اليمن التي يحتلها العدوان ومرتزقته إن لم تكن المحافظة الأهم بما يمثله تحريرها من أهمية جغرافية وعسكرية.
وأظهرت مشاهد الإعلام الحربي التي بثها الخميس لعملية فجر الحرية أعلام وشعارات عناصر القاعدة في مركز مديرية الصومعة، التي تسيطر عليه القاعدة منذ أعوام وتتخذ من المديرية كلها منطلقا لعملياتها الإجرامية، وتواصلت عمليات الجيش واللجان الشعبية ضد العناصر التكفيرية في محافظة البيضاء منذ شهر يوليو الفائت، حتى سبتمبر.
ويستخدم تحالف العدوان الأمريكي السعودي تنظيمي القاعدة وداعش في الحرب التي يشنها على اليمن ويحشد لها جيوشه ومرتزقته علاوة على عناصر القاعدة وداعش إذ تشارك في جبهات عدة وتحديدا في مارب والبيضاء قبل تحريرها، كما عمد تحالف العدوان إلى استخدام هذه العناصر التكفيرية انطلاقا من البيضاء في عمليات إجرامية تفجيرات واغتيالات وعمليات انتحارية استهدفت العاصمة صنعاء والمحافظات في أوقات متعددة.
فجر الحرية
وأتت عملية فجر الحرية بعد عمليات سابقة بدأت منذ أغسطس 2020، واستهدفت أوكار القاعدة في محافظة البيضاء، لكن مديرية الصومعة المعقل الأخير للتنظيم التكفيري ظلت بعيدة عن العمليات التي سبقت، ففي شهر أغسطس 2020، نفذت القوات المسلحة عملية عسكرية انتهت بدحر “القاعدة” من مناطق يكلا وقيفة ورداع.
وفي يوليو هذا العام نفذت القوات المسلحة «الجيش واللجان الشعبية» عملية انتهت بدحر عناصر القاعدة من مديرية الزاهر وأجزاء من الصومعة، لتقوم العناصر ذاتها بتعزيز مواقعها فيما تبقى من المديرية، التي تحررت بعملية فجر الحرية.
عملية فجر الحرية- التي أعلن عنها المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة يوم الخميس المنصرم- من أكبر العمليات العسكرية التي ينفذها أبطال القوات المسلحة في الجيش واللجان الشعبية، فمن حيث المساحة التي تحررت وبلغت 2700كم2، هي ضعف عملية تحرير يكلا ورداع وقيفة العام الماضي التي بلغت مساحتها 1000كم2، وكذلك عملية النصر المبين التي حررت 700 كم متر مربع في المحافظة نفسها.
باختصار، يمكن الجزم بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية أنقذوا اليمن من فخ كبير جرى الإعداد له منذ وقت مبكر، يحوّل اليمن عامة، ومحافظات أبين وشبوة ومارب والبيضاء الاستراتيجية الحاكمة والقريبة من صنعاء إلى إمارات يحكمها تنظيما القاعدة وداعش التي أوجدت في فترات لاحقة، ففي الأعوام التي سبقت العام 2014، كانت عناصر القاعدة تنشط في البيضاء وتتحرك منها باتجاه المحافظات الأخرى، إذ يجري تجهيز السيارات المفخخة والعبوات وإرسالها إلى العاصمة صنعاء من البيضاء، علاوة على كونها نقطة مدد ومقرات إقامة لعناصر التنظيم وقياداته، ومركز انتشار كان يمتد إلى شبوة وأبين ومارب وأطراف محافظة صنعاء.
وفي العام 2012 سيطرت عناصر القاعدة التكفيرية على مدينة رداع دون أي مقاومة، إذ روى شهود عيان حينها أن العناصر سيطرت على المدينة واقتحمت السجون وقامت بحملة اعدامات لناشطين ومواطنين، بعد انسحاب قوات الجيش والأمن من المدينة، وتبعد رداع (130 كلم جنوب غرب صنعاء)، سيطرة كان الهدف منها اقتراب القاعدة من صنعاء، بعدما ظلت سيطرتها متمركزة في زنجبار بمحافظة أبين، وبعض المناطق في شبوة، السيطرة على رداع كانت فصلا جديدا من فصول المؤامرة التي كانت تجري بموافقة وتواطؤ من النظام حينها وبإشراف أمريكي، لكن اللجان الشعبية في العام 2014 وبعد انتصار الثورة المباركة 21 سبتمبر خاضوا مواجهات عنيفة مع العناصر التكفيرية انتهت بخسارته لمدينة رداع، وتحصنه بقيفة ويكلا.
منذ العام 2012 توسعت سيطرة القاعدة تحت اسم «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» بعدما كانت تسمي نفسها «أنصار الشريعة»، وقد امتدت سيطرتها ونفوذها من أبين وشبوة والبيضاء إلى سيئون ولحج، توسع زامنه إشعال للحرب في منطقة دماج بمحافظة صعدة، ومن خلالها تم ترسيخ حرب أهل السنة والجماعة ضد الروافض، إلى أن أخمدت فتنة دماج وتمكن المجاهدون من تطهير كتاف المحاذية للسعودية من هذه العناصر.
ظل شعار «حرب أهل السنة» ضد الروافض هو العنوان الاستقطابي الذي تتحرك به عناصر القاعدة التكفيرية، خطاب تبناه حزب الإصلاح الإخواني الذي يربطه صلات وثيقة مع القاعدة، وقد استخدم حزب الإصلاح هذا الشعار في خطاباته التعبوية والتحريضية لمواجهة أنصار الله، وكان يقدم نفسه قائداً لحرب أهل السنة سياسيا وإعلاميا، فيما كان تنظيم القاعدة التكفيري يقدم نفسه كقائد عسكري لما يسميه حرب أهل السنّة ضدّ من يسمّيهم الروافض، والتي بدأها من العاصمة صنعاء، عبر تنفيذ عدد من العمليات ضدّ أهداف تابعة لـ«أنصار الله»،
ومع شن العدوان على اليمن في مارس 2015 قام تحالف العدوان بإعادة ترتيب أولويات العناصر التكفيرية، وفقا لمتطلبات الحرب والمواجهات، بادئا بتوجيه هذه العناصر إلى عدن ولحج والمحافظات الجنوبية لتنخرط في صفوف تحالف العدوان على اليمن الذي أطلق على نفسه «تحالف دعم الشرعية»، وقد كان له دور فاعل في معارك عدن وغيرها، على اعتبار أنه الجهة الوحيدة المنظَّمة على الأرض، ثم جرى إعادة سحب هذه العناصر من عدن ولحج باتجاه وانسحب منها إلى محافظة البيضاء كمقر رئيسي، ومناطق في محافظة مارب ووادي حضرموت وشبوة كأماكن تجمع واستقبال.
في البيضاء، تَركّز تواجد عناصر تنظيم القاعدة في مديريتَي الصومعة والزاهر، وقبل ذلك في مديرية ولد ربيع، التي كان قد فر منها إثر هزيمته على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية أواخر العام 2014، ليعود إليها في العام 2015م، لكن ولد ربيع لم تكن خالصة لـ«القاعدة»، إذ دخل منافس جديد على الخطّ، هو تنظيم «داعش» الذي انسحب من عدن إلى يافع في محافظة لحج، ومنها إلى تلك المديرية، نظراً إلى وجود موالين له من أبنائها. وامتداداً لمعارك التنظيمَين في سوريا، دخل فرعاهما اليمنيان في مواجهات عنيفة في ولد ربيع، التي تقاسما السيطرة عليها ابتداءً من العام 2017، قبل أن تنتهي المواجهات وينتهي معها وجودهما في المديرية، إثر عملية كبرى لأبطال الجيش واللجان الشعبية في أغسطس عام 2020. وبخسارة «القاعدة» لهذا المعقل المهمّ، تَقلّص نفوذه، ليتركّز في مديريّتَي الزاهر والصومعة في البيضاء، إلى جانب تشكيلات تكفيرية أخرى رهن تحالف العدوان إليها جملة من المخططات والمعارك في البيضاء ومارب وغيرهما.
وفي أغسطس لهذا العام استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية من تحرير مديرية الزاهر، إثر إعلان تحالف العدوان ومرتزقته إعلان عملية عسكرية «النجم الثاقب» واستهدفت بالهجوم مدينة البيضاء وإسقاط كل مناطق مديرية الزاهر، وعلى رغم أن العملية العسكرية انطلقت تحت غطاء جوّي من قبل تحالف العدوان السعودي إلا أن عملية النصر المبين انتهت بتحرير مديرية الزاهر وجزء من مديرية الصومعة.
تعد عملية فجر الحرية التي قضت على آخر معاقل تنظيم القاعدة في المحافظة الاستراتيجية التي ظلت طويلا ترزح تحت حكم القاعدة، من أهم العمليات الحاسمة في مسار الحرب على اليمن، وهي إذ تسهم في ضرب مشروع التكفير الإرهابي الذي ظل يضرب اليمن طويلا ويقضي على نشاطاته الإجرامية، يفقد تحالف العدوان السعودي الأمريكي ورقة عسكرية مهمة راهن عليها طويلا.
هزيمة استراتيجية للعدوان
وقد تحقق في عملية فجر الحرية علاوة على تحرير مديرتي الصومعة ومسورة وأجزاء من مديرية مكيراس بمساحةٍ إجمالية تقدر بـ 2700 كم مربع»، تحرير كامل محافظة البيضاء من العدوان ومرتزقته وإرهابييه.
يمكن القول بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من قلب السحر على الساحر بالنسبة للتكفيريين ولتحالف العدوان أيضا، فالحرب التي بدأها التحالف العدواني وحرك لها العناصر التكفيرية قبل شهرين وأسماها عملية النجم الثاقب، على مواقع ومناطق تمركز الجيش واللجان الشعبية في الزاهر ومدينة البيضاء وأراد بها إسقاط المحافظة، قد تحولت إلى هزيمة استراتيجية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، وضربة قاضية لأهم الأوراق الميدانية التي راهن عليها تحالف العدوان في الحرب على اليمن، وإسقاط لمشروع الإرهاب والتكفير الذي جرى اعداده وتسمينه أمريكيا منذ العام 2011.
وما حصل في عملية فجر الحرية والعمليات التي سبقتها لم يكن إحباط لمعركة تتعلق بالبيضاء فحسب بل هو «احباط مخطّط قديم ـــ جديد كان يتربص باليمن منذ أعوام»، وبحسب أكثر من مصدر عسكري فإن ما حصل في عملية فجر الحرية تعد الضربة القاضية لتنظيم القاعدة في اليمن الذي ابتدأ ظهوره منذ العام 2003 حين زعمت أمريكا تورط عناصر من التنظيم في تفجير المدمرة كول في سواحل عدن، وقامت بتسويق الأمر في سياق ذرائع التواجد العسكري، وقد جرى الاستثمار الأمريكي للذريعة متوازيا مع تكبيرها وتسمينها وتدعيمها وتعزيز تواجدها وتمددها وتعد فترة 2011_2014، أخطر الفترات التي مرت بها اليمن، إذ جرى تمديد سيطرة القاعدة في محافظات عدة، وأتيح لها تنفيذ عمليات إجرامية واسعة وصلت إلى تفجير مستشفى العرضي واقتحامه وقتل الممرضين والأطباء والمرضى، بالتوازي مع تحريكها في محافظة صعدة تحت عنوان القتال عن أهل السنة.
إنجاز تاريخي
يؤكد خبراء عسكريون أن تطهير الجيش واللجان الشعبية مديريتي الصومعة ومسورة في محافظة البيضاء، وأجزاء من مكيراس بمساحة تقدر بـ 2700 كم مربع، من عناصر القاعدة، إنجاز عسكري تاريخي لا يمكن الاستهانة به.
واعتبر الخبراء في تصريحات لوكالة (سبأ)، أن عملية «فجر الحرية»، في البيضاء، تمثل ضربة قاصمة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، لأن الصومعة كانت آخر معاقل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، التي كانت تستخدمها أمريكا لنشر الفوضى والسعي للسيطرة على المنطقة، مشيرين إلى أنه فقد سبق لتحالف العدوان الإعلان عن عمليته الفاشلة المسماة «النجم الثاقب» من الصومعة، التي دلّت على حجم ارتباطه بهذه العناصر.
وأوضح الخبراء أن ما تحقق في مديريتي الصومعة ومسورة يفتح المجال أمام الجيش واللجان الشعبية لتنفيذ عمليات أخرى لتحرير بقية أراضي اليمن، الواقعة تحت سيطرة قوى تحالف العدوان.
وأشاروا إلى أن هذا الإنجاز، مؤشر واضح على التحول الكبير في المعركة التي أصبح فيها الجيش واللجان الشعبية هم من يمتلكون زمام المبادرة في الهجوم والسيطرة الميدانية على مسرح العمليات العسكرية، وبات على قوى العدوان البحث عن مخرج والذي لن يكون إلا بإعلان وقف العدوان.
فيما اعتبر مراقبون ومختصون بالشأن اليمني، خسارة أمريكا لعناصرها في البيضاء، كشفا للوهن الذي كانت عليه، وأن ما كان يحصل من تضخيم إعلامي لقوتها ليس إلا حرباً نفسية، كان المتضرر الأكبر منها المواطنون في هذه المناطق الذين كانوا يرزحون تحت ظلم وفساد تلك العناصر، وهو ما كان يحصل في كثير من المناطق في سوريا والعراق.
ونوّهوا بالقدرات العسكرية اليمنية، التي استطاعت عمليا – من خلال تحرير البيضاء بالكامل في 2021م- إسقاط المشروع الأمريكي في تحويل اليمن إلى أفغانستان جديدة، الذي كانت تجهزه وتستعد له منذ أعوام خلت، وبلغ من النجاح ذروته في 2013 باقتحام عناصر القاعدة مستشفى العُرضي في وزارة الدفاع بصنعاء.
تجدر الإشارة إلى أن عملية «فجر الحرية» أسفرت عن سقوط قرابة 225 من العناصر التكفيرية ومرتزقة العدوان ما بين قتيل ومصاب وأسير، وتدمير وإعطاب عشر مدرعات وآليات مختلفة، إلى جانب اغتنام القوات المسلحة عتادا عسكريا كبيرا، والسيطرة على سبعة معسكرات تابعة للعناصر التكفيرية، وتحرير عدد من المواطنين الذين كانوا في قبضة تلك العناصر.