العنوان الوحيد لما قبل الثورة هو تنامي الجماعات التي تحمل السلاح وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومرتزقة الإمارات والسعودية
ثورة 21 سبتمبر.. تصحيح المسار الأمني وإنهاء الانفلات ودك أوكار الإرهاب
أثبت الأحرار اليمنيون أنهم حائط صد أمام محاولات العدوان ومرتزقته تحقيق اختراقات أمنية
العنوان الوحيد لحكم ما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م هو الارتهان للخارج وتكريس سياسية الفوضى وأضعاف الجيش، حيث مرت على اليمن بتلك الفترة سنوات أليمة كان نتاجها في كل يوم عشرات العمليات الإرهابية سالت فيها دماء الشهداء الأبطال من العسكريين والمدنيين الأبرياء، فكانت الضربات الموجعة للإرهابين تتسلل بكل يسر لتزيد من جروح الوطن وجرائم القتل والنهب تنتشر في كل مكان ولا يضبط مرتكبوها وكأن الأمر مفتعل والتسهيلات مبيتة، ومصنوعة- واليوم بعد هذه الثورة العظيمة تعيش المحافظات المحررة في ظل استقرار أمني وتوازن اقتصادي رغم العدوان والحصار والتكالب الدولي المستمر لتصنع بذلك واقعا مغايرا لما يحدث في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال والتي أصبحت مسرحا لجرائم الجماعات الإرهابية وقوى الاحتلال ذاته.. نقرأ في هذه الصفحة رصد لرؤى مختلفة تتحدث عن ما قبل ثورة 21 سبتمبر وما بعدها :
الثورة/ حاشد مزقر
نعمة الأمن والاستقرار
محمد الجعدبي من أبناء محافظة صنعاء لخص فكرته بالقول : العنوان الوحيد لما قبل ثورة 21 سبتمبر هو تنامي الجماعات التي تحمل السلاح وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومرتزقة الإمارات والسعودية حيث دخلت المحافظات اليمنية كلها في دائرة الأعمال الإرهابية والتفجيرات وعمليات النهب وأصبحت الشوارع والأسواق تحت خط النيران.
وحتى بعد أن وطأت أقدام تحالف العدوان عدن الباسلة والمحافظات الجنوبية لم يتغير شيء فالجماعات التي تحمل السلاح، وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومرتزقة الإمارات والسعودية، تنامت وانتشرت وهو ما كان يحدث في المحافظات الشمالية قبل ثورة 21 سبتمبر أيضا وكأن الحكومات في ذلك العهد جاءت لتستهدف حياة ومعيشة كل الأسر وتحرمهم من نعمة الأمن والاستقرار، والملاحظ حاليا هو عكس ذلك تماما فالمحافظات المحررة محمية من قوات الجيش واللجان الشعبية وقوات الأمن تحقق العديد من الإنجازات الأمنية وفي كل يوم يتم ضبط مرتكبي الجرائم علاوة على إفشال أكثر الجرائم في مهدها رغم تعرض الوطن للحصار والعدوان المتواصل.
ملامح الصمود الاسطوري
محمد الاهنومي من أبناء محافظة حجة قال: نقاء ثورة 21سبتمبر 2014 كان ناصعا وواضحا للعيان لأن هذه الثورة المباركة جاءت نتيجة لنضال الشعب اليمني بكل أطيافه ضد أشكال التسلط والظلم والفساد واليوم لابد ان نقطف ثمار تضحيات الشعب الكبيرة وصبره العظيم على تلك المعاناة الأليمة التي عاشها وذاق مرارتها طوال سنوات عديدة ارتهنت فيها بعض القوى السياسية إلى الخارج وجعلت من أرض اليمن الطيبة مرتعا لتنظيم القاعدة الذي مارس كل أساليب القتل والتنكيل بجرائم لم يشهدها تاريخ اليمن في ما مضى، كجريمة تفجير أفراد الأمن في السبعين ومجزرة العرضي وتفجير طلاب كلية الشرطة وتفجير المتظاهرين السلميين بميدان التحرير والتفجيرات التي استهدفت بيوت الله في صنعاء.
وأضاف محمد: تظهر اليوم ملامح الصمود الاسطوري للشعب اليمني في وجه أكبر عدوان على مر التاريخ منذ 6 سنوات وإن شاء الله لم ولن نعرف الهزائم والانكسار لأن ثورة الشعب مع الحق وكما انتصر الشعب اليمني يوم 21 سبتمبر على عملاء الداخل فإنه سينتصر قريبا على العصابات والمجموعات الإرهابية العميلة لأمريكا والغرب ودول العدوان .
يوم تاريخي
علي الشريف، أحد أبناء محافظة مأرب وصف ثورة 21 سبتمبر بالثورة التي صححت المسار الذي كانت قد عرقلته القوى المعادية للشعب وما زالت حتى الوقت الراهن تبذل الجهود الجبارة لترجمة مصالحها المشؤومة على أرض الواقع ولا يخفى على أحد مدى مراوغة هذه القوى ومعها دول العدوان السعودي الإماراتي المعادية للشعب اليمني.. ويتابع حديثه عن قدرة الشعب اليمني لمواجهة العدوان الذي تقوده أمريكا فيقول ” صحيح هناك عدوان على اليمن وبلا شك أن هذا العدوان يهتم للمصالح التي تنعكس على مجتمعات التحالف الغربي إيجابيا فهم يعيشون ويترفهون على تعاسة الشعوب الفقيرة كاليمن مثلا ، لكن ما يجب الإشارة إليه هنا أن أي عدوان مهما تعاضمت قوته وبلغ جبروته لا يستطيع أن يخترق مجتمعاً ما إذا لم يكن يملك من يوصله من أبناء ذلك المجتمع ، وللأسف الشديد فإن القوى الغربية استطاعت أن تخترق المجتمع اليمني، وذلك حينما تمكنت من صنع عملاء من الطراز الخاص ولم يكن هؤلاء العملاء مجرد عدد بسيط بل كم هائل والثورة كشفت الصورة الواضحة لعملية التآمر على الشعب اليمني والتي كان فيها هرم السلطة نفسه مرتهناً باستمرار للغرب وحلفائه من دول العدوان.
إبراهيم الصلاحي من أبناء محافظة عمران عبر عن رأيه قائلا: قبل ثورة 21 سبتمبر كانت بلادنا تتعرض لأبشع وأقذر مؤامرة حاولت ان تصيغها جاهدة أيادي بعض القوى العربية و العالمية وهدفها فرض وصاية دولية على الشعب اليمني وتحطيم إرادته ونهب ثرواته غير أن الثورة العظيمة كسرت هذه الأيادي و انتصرت على قوى الفساد والتسلط، والمواطنون اليمنيون لا يمكن أن ينسوا هذا اليوم التاريخي بكل ما يحمله من معان عظيمة للتضحية وهم متأكدون بأن الثورة إنهاء حتمي لكافة اﻷلاعيب والاكاذيب التي كانت تمارسها الأطراف السياسية وجاءت كاشفة حقيقتها المزيفة في عيون الملايين من أبناء الشعب.
إسقاط المخطط التآمري
حسن البيضاني مواطن من محافظة البيضاء عبر عن رؤيته بالقول: منذ أن تولى الفار هادي السلطة في 2012 حتى رحيله لم نر شيئا على أرض الواقع قد تحقق فالأوضاع الأمنية تدهورت بشكل غير مبرر بينما دائرة الفقر توسعت دون أن تتخذ الدولة أية معالجات لها، أيضا البطالة تزايدت معدلاتها ، من جهة أخرى كانت الأحزاب السياسية تقوم بدور المعول الذي يدمر كل شيء و كل حزب يحاول أن يرمي باللوم على الآخر وذلك في الوقت الذي تستغل فيه هذه الأحزاب الوضع وتستفيد من الوقت لتحقق مصالحها الخاصة التي لا تخدم البلد لا من قريب ولا من بعيد ، لذا كان لزاماً على الشعب أن يثور مجدداً لتحقيق مطالبه، ولأن الغرب وبالتحديد أمريكا وحلفائها دائما ما يقفون ضد إرادة الشعوب التي تسعى للحرية والاستقلال بكل أشكاله وأنواعه فإنهم يقفون منذ ثورة 21 سبتمبر ضد إرادة الشعب اليمني وما نراه حاليا من عدوان وحصار دولي ضد اليمن إلا خير دليل على ذلك.
ما قبل الثورة ليس كما بعدها
عبدالقوي الديلمي من أبناء محافظة ذمار تحدث عن ارتهان الحكومات قبل 21 سبتمبر للخارج كأمريكا والإمارات والسعودية وقطر فقال ” في البداية يجب أن نعلم جيدا ومن منطلق المصلحة العامة للجميع أن أي محاولة تدخل تقوم بها أي دولة وتساعدها في ذلك قوى داخلية هو إضرار بل إجحاف بمصالح الشعب اليمني وليس من المعقول أن تتدخل دولة ما ، كأمريكا أو السعودية في شؤوننا الداخلية وهي تبحث عن مصالحنا، فالحقيقة هي عكس ذلك تماما ، وإن كنا قد سلمنا بهذه الفرضية فلماذا تهادت وذهبت هذه الأحزاب فرادى وجماعات إلى الغرب.
وعن رأيه حول الواقع المعاش قبل الثورة يقول ” الأمر لا يحتاج إلى تحر وتقص، فقط نظرة خاطفة على الواقع المعاش منذ تولي هادي للحكم وحتى لحظة استقالته والحق أن هادي لم يصنع شيئاً سوى تعقيد الوضع وزيادة حدة التأزم بين كل الأطراف وهذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو أن هادي لم يكن يتخذ قراراته إلا بإيعاز دول تحالف العدوان فقد كان لعبة تحركها القوى الخارجية وبعض القوى الداخلية المتآمرة على الشعب ومصالحه القومية ، ولأن الغرب والمجتمع الدولي المتحالف معه فقد توازنه وقلت أوراقه السياسية الرامية إلى إجهاض الحلم اليمني بقيام الثورة فإنه يعمل المستحيل لاستعادة ذلك التوازن وتعويض تلك الخسارات عبر التدخل المباشر.
المحافظات المحتلة.. حصاد كارثي
على العكس من ذلك تماما تدهورت الأوضاع الأمنية في المحافظات المحتلة منذ أن وطأتها أقدام المحتلين والمرتزقة حيث ارتفعت معدَّلات الجريمة فيها إلى أعلى المستويات وأصبحت مسرحا للاغتيالات والاعتقالات ومداهمة المنازل والسطو المسلح على حقوق وممتلكات المواطنين، من قبل المليشيات التابعة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي، فيما تؤكد التقارير أن إجمالي الجرائم والانتهاكات التي طالت المواطنين بالمحافظات الجنوبية المحتلة بلغت أرقاما أكثر من سابقاتها خلال العام الجاري مايشير إلى أنَّ مستويات الجريمة تتصاعد بشكل يومي ولفتت التقارير الإحصائية إلى تنامي جرائم القتل والاغتيالات وانتشار المخدرات مع انهيار تام للخدمات الأساسية والعملة الوطنية والتي يدفع ثمنها أبناء المحافظات المحتلة .