رصد 643 جريمة ارتكبتها مليشيات العدوان خلال 9 أشهر منها 87 جريمة اعتقال تعرض لها مسافرون في مطار عدن
منذ أن وطأت أقدام تحالف دول العدوان عدن الباسلة والمحافظات الجنوبية ومحافظة مارب منذ أكثر من 6 أعوام مارست ومعها الجماعات التي دعمتها بالسلاح وعلى رأسها تنظيم القاعدة والإصلاح ومرتزقة الإمارات والسعودية، أعمال الحرابة بحق أبناء المحافظات الشمالية فبعد أن دخلت المناطق المحتلة كلها في دائرة الأعمال الإرهابية والتفجيرات وعمليات النهب أصبحت الطرق الواصلة بين الشمال والجنوب ثكنات عسكرية لرصد المسافرين من الشمال إلى مطاري عدن و سيئون كذلك العائدين لأرض الوطن عبرهما ، النتيجة آلاف الضحايا ( قتلى ومخطوفين وممنوعين من السفر).
الثورة / قضايا وناس
بعد أن تحول اليمن إلى سجن كبير بسبب إغلاق مطار صنعاء تزايدت معاناة المرضى والمغتربين والطلاب في المحافظات الشمالية بعد أن أصبحت تنقلاتهم ذهابا وإيابا من مطار عدن محفوفة بالمخاطر وبسبب ذلك فإن من يخسرون حياتهم بسبب المرض أكثر من 13 ألف كل عام. كما أن المرضى الذين يعانون من حالات صعبة أو مستعصية ويقدر عددهم سنوياً بحوالي 100ألف عاجزون عن السفر لطلب العلاج في الخارج وبالإضافة لكل ذلك فإن عشرات الآلاف من المغتربين فضلوا الإعتكاف في بلدان الاغتراب منذ شن العدوان على اليمن بسبب مخاطر العودة والتعرّض للانتقام من جانب ميليشيات العدوان التي تعمل لتعزيز الاحتلال في المطارات والطرق الرابطة بين محافظتَي عدن وحضرموت من جهة والمحافظات الشمالية من جهة اخرى.
جريمة ميليشيات الإمارات
أقدمت ميليشيات المجلس الانتقالي التابعة للاحتلال الاماراتي على تعذيب وقتل المغترب اليمني عبد الملك السنباني (24 عاماً) في منطقة طور الباحة في محافظة لحج بتهمة الانتماء إلى أنصار الله مع أن الشاب حاول إقناع الميليشيات التي أوقفت السيارة التي كان يستقلها من مطار عدن بأنه مغترب منذ ثماني سنوات ولا ينتمي إلى أيّ طرف من أطراف الصراع إلّا أنهم طالبوه بدفع كل ما في حوزته من مال و انهالوا عليه بالضرب واقتادوه إلى ثكنة عسكرية قبل أن يعدموه رمياً بالرصاص، ويسربّوا خبر «إلقاء القبض على قيادي حوثي كبير». هذه الجريمة ليست الوحيدة إذ يتعرّض مئات العائدين يومياً للنهب والاعتقال القسري، وكما قال أحد أبناء محافظة عدن: ميليشيات العدوان في المحافظات الجنوبية لا تستهدف حياة ومعيشة الأسر في المحافظات الجنوبية فقط بل تمارس أعمال الحرابة بحق ابناء جلدتنا من المحافظات الشمالية وتحرم المئات منهم من السفر وترتكب جرائم شنيعة بالعديد منهم. فيما لا يزال عدد الطلبة الدارسين في الخارج رهن الاعتقال والتعذيب في عدن ولحج.
انتهاكات مناطقية
الانتهاكات التي تمارسها ميليشيات تابعة للإمارات ضدّ المسافرين من أبناء الشمال على الطرق العامة في محافظة لحج وفي نقطة العلم شرق مدينة عدن تمارسها أيضاً ميليشيات تابعة لحزب الإصلاح في نقطة باب الفلج الواقعة جنوب غرب مدينة مأرب حيث يتعرّض مئات المدنيين المسافرين أو العائدين عبر مطار سيئون الواقع في وادي حضرموت شرق البلاد إلى الاعتقال والتغييب بتهمة الانتماء إلى أنصار الله أو التعاون معها، وعلى طريقة التنظيمات المتطرّفة الموجودة في صفوف القوات الموالية للفار هادي تطالب الميليشيات المسلّحة المنضوية تحت لواء التحالف السعودي الإماراتي في مارب وعدن ولحج أُسَر المختطفين بدفع فدية مالية تصل أحياناً إلى ملايين الريالات لقاء الإفراج عن أبنائهم ويضاعف تعدُّد الميليشيات والجماعات المسلّحة في تلك المحافظات مخاوفَ أُسَر الضحايا من وقوع ذويهم في مصائد تنظيمَي «القاعدة» و«داعش».
رصد مئات الجرائم
كشفت إحصائية صادرة عن المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية عن تصاعد حدة الانتهاكات والجرائم خلال العام الجاري في المحافظات الجنوبية في أوساط المسافرين والعائدين من مطار عدن الدولي خلال يناير – سبتمبر الجاري إلى 643 جريمة معلنه، منها 87 جريمة اعتقال تعرض لها مسافرون في مطار عدن من ضمنهم طلاب دارسون ومرضى ورصد المركز أكثر من 267 جريمة ابتزاز تعرض لها مسافرون في تلك الطرقات وملاك شاحنات عاملين في مجال النقل بين المحافظات كما تعرض 72 مسافراً في الطرقات الرابطة بين مطاري عدن و سيئون ومنفذ الوديعة البري خلال الشهرين الماضيين ، فيما تم رصد 58 جريمة تقطع تعرض لها مسافرون تعرض معظمهم لنهب الممتلكات بقوة السلاح من قبل نقاط تابعة للمليشيات وقطاع طرق في خط الصبيحة طور الباحة، وبلغت جرائم مصادرة وثائق السفر 38 جريمة وبعد أن حولت المليشيات مطار عدن إلى محطة لاصطياد المسافرين العائدين أو المغادرين للخارج واعتقالهم والتنكيل بهم دون مبرر قانوني اعتقلت عشرات الطلاب الدارسين العائدين من الخارج بوشاية من خصومهم، وافرجت عنهم مقابل دفع أسرهم فدى مالية تصل ملايين الريالات لقيادات عسكرية.
وبحسب الإحصائية ارتكبت مليشيات حزب الإصلاح أكثر من 182 جريمة ابتزاز واعتقال وإخفاء قسري بحق مواطنين عزل كانوا في طريقهم للسفر براً إلى السعودية عبر منفذ الوديعة، وأخرين كانوا في طريقهم إلى مطار سيئون، كما ارتكبت 74 جريمة تقطع لمغتربين في طريق الوديعة العبر وطريق العبر شبوة وطريق العبر الرويك خلال الأشهر الماضية.
في ذات السياق، يصف الناشط محمد ناصر، مخاوف أبناء المحافظات الشمالية من السفر عبر مطار عدن الدولي بـ”الأمر الطبيعي لا سيّما في ظل استمرار “حملات التحريض ضدّهم في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على أساس مناطقي ويؤكد ناصر أنّ “المواطنين الشماليين في عدن مهدّدون بالطرد والقتل والنهب في أيّ وقت في حال ساءت الأوضاع، وهذا أمر واضح منذ بداية الحرب في اليمن بمبررات مختلفة، منها أمنية. وهو ما دفع كثيرون منهم إلى ترك المدينة والهروب إلى خارج البلاد أو إلى محافظات أخرى آمنة”.
الموت مرضا دون ذلك
عشرات الآلاف من المرضى فضلوا الموت مرضا على أن تقتلهم أو تختطفهم أو تنهبهم ميليشيات العدوان خلال رحلة سفرهم إلى مطاري عدن وسيئون وبحسب وزارة الصحة في آخر إحصاءاتها الرسمية فإن أكثر من 480 ألف مريض بحاجة طارئة للسفر إلى الخارج لتلقّي العلاج (يموت من هؤلاء ما يزيد على 30 حالة مرضيّة يومياً) ، وتوقّعت الوزارة ارتفاع الفاتورة الإنسانية نتيجة إغلاق مطار صنعاء إلى مستوى الكارثة، إذ أن هناك 71 ألف مريض بالأورام السرطانية مهددون بالموت في المحافظات المحاصَرة، وأكثر من ثمانية آلاف مريض بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة الكلى لإنقاذ حياتهم من موت محقّق، في حال عدم فتح مطار صنعاء أمام المرضى للسفر إلى الخارج .
وقال رئيس اللجنة الطبية العليا، مسؤول الجسر الطبي مطهر الدرويش، إن «منظمة الصحة العالمية أبلغتنا بإلغاء الجسر الجوي في مطار صنعاء الدولي نتيجة لظروف مادية تمرّ بها المنظمة الأممية، وذلك بعد عام من إعلان تعليقه وتسجيل آلاف الحالات المرضية المستعصية». وأشار الدرويش إلى أن «هناك تقريباً 10 آلاف حالة مرضية تعرّضت للوفاة من ضمن 35 ألف حالة تم تسجيلها ضمن الجسر الطبي المتوقّف ووفق مصادر في مطار صنعاء استقبل المطار أكثر من 5000 رحلة أممية منذ إغلاقه قبل خمس سنوات إلّا أن أيّ مريض لم يُنقل في هذه الرحلات.