إنَّ عنوان مُساهمتي هذه يحمل في مضمونه – لربما كما أتصور – إجابةً عن سبب كُل ذلك الهيجان الإيجابي، أمَّا السلبي فمرده معروف، ودوافعه لا يخطئ القارئ اللبيب في فهم نوازعها المبطنة قبل المُعلن منها من قِبل الخصوم، في مواجهة كتاب موسوعي توثيقي تم تحميله من التأويلات فوق ما يمكن أن يتحمله أي كتابٍ آخر.
حيث يبدأ الأمر من خلال ما تردد من كتابات وتناولات حول آخر نتاج معرفي فكري أنجزه رفيق الدرب وصديق العمر دولة رئيس الوزراء أ.د/عبدالعزيز صالح بن حبتور، ذلك التناول الذي تباين سِلباً و إيجاباً حول مضمون كتابه التوثيقي الموسوعي (عدن … قطوفٌ الوفاء للمكان والإنسان)، لعل مكانة الرجل كرئيس وزراء وقامته الأكاديمية السامقة، ضف على ذلك نوعية الكتاب الذي يقترب من حجم المجلد منه إلى كونه كتاباً توثيقياً وبانورامي المضمون، هو ما جعلني في البداية مُتهيَباً من خوض تجربة الكتابة في مثل هكذا موضوع جدلي، لاسيما أنَّ رِماح الخصوم وسهامهم المسنونة الموَجهة نحو الكاتب والكتاب، تجعل من المُتداخل حتى المُنصف يقع تحت طائلة أصحاب تلك السهام الذين يتساكنون معنا نفس المدينة، لكن وبالرغم من ذلك لم أجد بأساً من الخوض في الكتابة مهما كانت تداعيات ردة فِعلهم تجاهي شخصياً، فقط أستميح القارئ عُذراً عن أي تقصير في الوفاء بما هو مرتجى من شخصي في هذا التناول الذي أظنه ضرورةً موضوعية وليس نافلة سرد، تستوجبه النصيحة الربَّانية وفق ما جاء في محكم التنزيل المبارك (ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تنسوا الفضل بينكم).
في البدء لابد من التوضيح أنَّه بالضرورة قبل الكتابة عن الكتاب، لابد من الكتابة عن شخص الكاتب، لا بل والبوح بما أعرفه من تفاصيل حميمية عن مكنونات ومميَزات ذاتية يحوزها الكاتب، والذي تمتد علاقتي بشخصه الكريم منذ أوائل العام 1980م وحتى يومنا هذا بفضلٍ ونعمةٍ من رب العالمين، وذلك لنصل إلى معرفة تفاصيل الملكات الإبداعية أو القُدرات الذاتية لدُنه، وتلك تفاصيل يستلزمها سياق الخوض بشأن هذا الكتاب دونما شك.
طبعاً لن أقترب من (سيرته الذاتية) “أقصُد الكاتب”، فهي قد وردت في مُقدمة الكتاب، وفي كافة وثائقه الأكاديمية والمهنية، وحيثما كانت له مشاركات على اختلاف أنواعها، لكن بوح الحديث سيقتصر على كل ما لا يمكن رؤيته من كينونة ذاتية يتمتع بها صديقي، بل أنَّ معرفتها لا تتم إلاّ من خلال المعايشة اللصيقة والعلاقة الحميمية كما أسلفت سابقاً.
تأسيساً على ما تَقدَّم، لعل من المفيد في البدء معرفة كيف نشأت العلاقة بيننا، وعن طريق مَنْ مِن الرفاق المشتركين تمت تلك المعرفة، حيث كان اللقاء الأول في بيت الشهيد الرفيق المناضل/محمد ناجي سعيد (رحمه الله) “رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين”، بمدينة (دار سعد)، وكل من جايلنا يعرف هذا الطود العلم والشاهق الأشم الذي كانت له أدواره القيادية البارزة في قيادة العمل الشبابي والطلابي في عموم الوطن، بل وفي المعاهد العُليا، وجامعات الخارج منذ العام 1975م.
صراحةً لم يقصر الرفيق الشهيد/محمد ناجي سعيد (رحمه الله)، في تعريفنا ببعض بكثير من الحماسة الكفاحية، هدفه في ذلك خلق أكبر قدر من الود والثقة بيننا، فهو (رحمه الله) صاحب رؤية استراتيجية وبُعد نظر يتجاوزنا جميعاً، حيث رأى بثاقب نظره مستقبل تلك العلاقة، فأراد مُنذ البداية جعلها متينة من خلال تزكية كل واحد مِنَّا عند الآخر، ولأننا كُنا نثق بالشهيد، فقد أخذ كل واحد مِنَّا تلك التزكيات مأخذ الجد بالمُطلق الأعم، ومن هُنا بدأت العلاقة بيننا متينة، وكأننا نعرف بعضنا البعض مُنذ سنوات، رغم حداثة ولادة صداقتنا، تلك مشاعر ومعانٍ يصعب فهمها إلاّ من لدُن أهل الهِمم العظيمة وحاملي أرواح كفاحية تسعى لتحقيق مشاريع كبرى في سفر حياة لا مكان فيها لصغائر الأمور وسفاسف المصالح الذاتية والمنافع الخاصة.
إنَّ خزين أكثر من أربعين عاماً من علاقة الصداقة والزمالة الحميمية بالكاتب تتيح لي بالتأكيد فرصة تقديم رأي موضوعي حول كتابه الأخير (عدن … قطوفٌ الوفاء للمكان والإنسان)، وبل وكذلك إلقاء الضوء على تفاصيل مُهمة لربما خَلقَت لدى الكاتب العزم في المُضي بكتابة مثل هذا الكتاب الموسوعي بحجمه الكبير وتنوُّع موضوعاته، ومن تلك التفاصيل التي لابد من توضيحها سرداً عبر ما يلي من سطور بالغة الأهمية.
لعلَّ مِن المُفيد الإشارة هُنا إلى حِرص الكاتب على رسم ملامح شخصيته الذاتية التي أراد بواسطتها تقديم ذاته بصورة غير تقليدية لا يجرؤ على القيام بها الكُتَّاب الآخرون، ففي بداية صفحات كتابه ومن خلال (الإهداء)، هذا الإهداء أي حشد فيه الكاتب جُلَّ (الأقربين من أهله)، الذين أستَمدَّ منهم الإلهام كما هو العزم، لإنجاز هذا العمل الضخم بكثير من الفخر والجُرأة، حيث نراه قد ذهب لكتابة الأسماء (أهل بيته من النساء) دونما حرج أو استحياء، وذلك لعمري أمر لم ولن نرى شبيهاً له حتى من لدُن أكبر الزُعماء اليساريين والليبراليين، وكذلك أكبر الكُتَّاب الأكاديميين، وأهل الفِكر والمعرفة في اليمن بالمُطلق الأعم، إنَّ هذه البداية النوعية الخارقة للعادة في تقديري الشخصي هي أمرٌ يصعب فهمه من قِبل الكثيرين من خُصوم الكاتب أو حتى قراءة ذلك القراءة الصحيحة، وذلك بحد ذاته مؤشراً جلياً بأننا أمام رجلٍ يمتلك من الشجاعة و الجُرأة قدراً عابراً للخُطوط الحمراء على الأقل في العُرف (القبلي والاجتماعي) ببلاد مثل اليمن، وذلك في سبيل بلوغه لمُرتقياتٍ قِيميَّة، ووجدانية، يؤمن بها كغاياتٍ نبيلة رسخت في أعماق وعيه، وبذلك رسمت ملامح قناعاته الأساسية التي لا تراجُع عنها، وبهذا يمكنني القول أنَّه لن يستطيع فهم مفاعيل ذلك العمل الذي أجترحه زميلنا الكاتب سوى الراسخين في العلم القادرين على قراءة ما بين السطور وما خلفها.
تلك البداية الصادمة من المؤكد أنها لا تعني إنصاف المُثقفين أو الأدعياء الذين يقدِّمون أنفسهم كنُخب مجتمعية، بل هي رسالة بالغة الدلالة لمن (يفهم وألقى السمع وله قلب فهو شهيد)، وعليه فلن نستفيض في حديث لربما اعتبره البعض مشروع سجال للرد على البعض، فليس المقام هُنا فيه مُتَّسع لمثل ذلك، حيث كانت لنا ردودٌ بحينه مباشرةً في شبكة التواصل الاجتماعي، ولا نتوافر على حيز هُنا لمثل ذلك السجال، وعليه فإنني سأتوجه مباشرةً لمواصلة الحديث والكتابة عن الكاتب والكتاب موضوع التناول.
في عَلم الاجتماع (الاجتماعي/السياسي)، هناك حقيقة بالغة الدلالة تقول (أنَّ المهمات العظيمة هي من تختار رجالها العظماء)، وتأسيساً على تلك الحقيقة وتجلياتها في سفر تاريخ البشرية الذي يحفل بالعديد من الأمثلة والشواهد الدالة على صدقيتها، سواءً كان ذلك في الجانب العقدي الديني، أو ذلك الجانب المُرتبط في إطار المُلك وإدارة الامبراطوريات والدول، أو في مجالات العلم والفكر المعرفي، لا مجال هُنا للشطحات التنظيرية، أو هرطقات الإفك، وحتى لا نهرف بما لا نعرف، أقِر هُنا بصورةٍ قطعيةٍ أنَّ عظمة أولئك العُظماء ليست آتيةٍ من فراغ، بل هي بفضل تمكين رباني أولاً، يتبعه قُدرات وملكات ذاتية يتوافر عليها ذلك (النفر من المميزين)، حيث ورد ذكرهم وتسميتهم ربانياً بـ (أولي العزم) ممن أصطفاهم الله تبارك وتعالى للنهوض بتلك المهام، أو استدعتهم الضرورة في لحظةٍ فارقة للقيام بتلك الأدوار، نهوضاً بما يُطلب منهم من أعمالٍ عظيمة، ليس تزلُّفاً أو مُداهنةً أعتقد، وذلك رأي شخصي لي بأنَّ زميلنا الكاتب هو واحد من أولئك الرجال من (أولي العزم)، متأكداً قطعاً بأنَّ كُثر من الناس بمن فيهم أصدقاء وزملاء يخالفونني الرأي، كما أنَّ كُثر من الناس بمن فيهم الخصوم سوف يتفقون معي يقيناً بأنَّه كذلك، سبق لي التنويه إلى خزين أربعين عاماً من الصُحبة والزمالة، تُمكِّنني من تقديم رأي صادق في العديد من تفاصيل المواقف أو الصراعات الخلافية مع الخُصوم في إطار إدارة اللعبة السياسية أو حتى التباينات في الرؤى (داخل فريق السُلطة الذي يقوده)، وبالمناسبة فقد حدثت بيني وبينه خلافات محددة لا يتسع المجال لعرضها، استطاع بحِنْكة القائد احتوائها رُجوعاً للحق رغم أنَّه كان قادراً على تمريرها بما يمتلكه من سُلطة المنصب الذي يتسَنَّمه، وهذا غيضٌ من فيض لسلوك القائد الفطن ورجل الدولة وصاحب القرار الشُجاع الذي يعتصم بالحكمة كمرجعية، وتعزيزاً لروح وحدة الفريق الذي يقوده في الضيق كما هو الأمر في السِعة.
وبالعودة لموضوع الكتاب، أصدق القارئ القول أنني لست منبهراً بروعة الكتاب، بالرغم من حجم الإشادات التي قيلت فيه، حيث أنني أعلم يقين العلم حجم القدرات الإبداعية التي يتوافر عليها الكاتب علمياً و أدبياً، والتي تفوق كثيراً ما اشتمله الكتاب من محتوى أدبي ومعرفي رغم ما فيه من جماليات لا ينكرها غير حاقد أو جاحد.. حقيقةً أقول: إنني قد تشاركت مع هذا الرجل الكثير من اللقاءات والندوات، بل أنَّ لنا سجالات كتابية في مجالات مختلفة تجلَّت لي من خلالها قدراته الموازنة التي جعلتني أفصح بعدم انبهاري بروعة الكتاب الذي أنجزه في زحمة انشغالات أعرفها ويعرفها الجميع، فهو على رأس حكومة إنقاذ وطني في بلدٍ يخوض حرب وجود ضدَّ عُدوان غاشم لا يرحم النساء والأطفال والشيوخ، وفوق ذلك فإنَّ شعبه ووطنه محاصر حصاراً خانقاً براً/بحراً/جواً، مُنع الغذاء والدواء، بالإضافة إلى سرقة موارده المالية، ونهب ثرواته برضى ومداهنة أممية، بسبب ذلك كله حتماً سيقصر الكتاب عن أن يعكس قدرات وإمكانيات صديقي الحقيقية والتي كما أسلفت إنني أعرفها جيداً، ولا أطيل على القارئ شرحاً و توصيفاً، بل انتقل لموضوعات الكتاب وفق:
الباب الأول:
الفصول الأربعة التي احتواها هذا الباب -بالرغم من ترتيبها الزمني الحصيف إلاّ أنَّها ازدحمت بما احتوته من الموضوعات العالية الأهمية- استدعاها الكاتب من أعماق سفر البدايات الأولى للخليقة مروراً بأزمنة الحضارات اليمنية المُتعاقبة الظهور، متمهلاً في وقوفه بأزاء الحُقبة الإسلامية، وكذا الزمن الاستعماري، مختتماً بفترة قيام الدولة الوطنية، ثُم بعهد قيام الوحدة اليمنية.
بالرغم من الروعة التي أُخرِج بها الكتاب والتي لم تبهرني، وفقاً، لما صرحت به أعلاه، إلاّ أنَّها قد نالت نصيبها هجوماً تسفيهياً وتخويناً شاتماً من جهة الخصوم والفرقاء السياسيين، وابواقهم المأجورة، كما آتته الإشادات المنصفة من عديد الجهات التي تفهم معنى انجاز معرفي توثيقي حرص على التميُّز في تناول موضوعات تلامس الوجدان لجهة زهو وفخر الانتماء، كما هو شعور الكبرياء بالولاء لوطن مجيد على طول صيرورة التاريخ الإنساني، فالكاتب أجتهد مُبدعاً في تقديم أبواب الكتاب الأربعة الأولى بكثير من الشغف تحمله أجنحة العشق المُلوَّنة بشوق لا يسكن سوى الأفئدة المُغرمة بهندسة صناعة الأمجاد في أوطان تستحق بجدارة أن تذوب القلوب غراماً بها، حيث يجده القارئ مُستنفراً (الكاتب) لتقديم أقصى ما يمكنه من عطاء توثيقي معرفي، ففي الباب الأول، والذي حرص على تحميله حشداً من شواهد التاريخ، نقوش كتابية وآثار، ولُقي تاريخية، ومرويات سردية، ونصوص دينية، حملتها الأسفار الربانية، كما أنَّه لم يغفل حتى ما حملته الأساطير وفنتازيا الرواة من حكايات وقصص نسجتها المُخيَّلة الشعبية تطاولاً بالفخر بين أقوام البشر، مُحلِّقاً بين فصوله الأربعة بمنطاد عابر لحقب تاريخ مجيد تزاحمت فيه الإرهاصات، كما هي الهنَّات، وتقاطعت فيه أزمنة الانتصارات مع سنوات الانكسارات تعاقباً في فضاء تاريخ لا حدود لآفاقه، مقدماً كل ذلك في سرد أشتمل على وقفات أمام أحداث ووقائع مفصلية، ناهيكم عن عرض بأسماء الأعلام ورجالات السلطة، وكذا الأماكن التاريخية والمُعاصرة التي سكنت الوجدان أو ألِفَها البصر، كما لم يغفل عن ذكر الأرقام والإحصاءات التي استدعتها ضرورات السياق، بالإضافة إلى موجِبات استلزمتها ملامح أكثر من مشهد من مشاهد التاريخ وأحداثه، كيما يضع القارئ في صورة الأشياء وفق ما يراها بعينٍ تَلمَّست الواقعية برومنسية العاشق المحب لما يكتب.
الباب الثاني:
في الفصل الأول من هذا الباب كان فيه الكاتب حريصاً على إنعاش الذاكرة الجمعية من خلال استعراض كوكبة من خالدي الذكر من الراحلين إلى برازخ النور، حيث هم بإذن الله تبارك وتعالى الآن يلامسون ضفاف رحمة (مليكٍ مُقتدر)، تلك الكوكبة احتوت على أسماء أعلام إبداع وعطاء وتنوير كانت وستبقى بصماتهم خالدة في سماء الوطن كنجوم زاهرة، بما قدَّموه من إسهامات نوعية كل في مجاله، وستظل عطاءاتهم الإبداعية والكفاحية محل إجلال وتقدير شعبنا على مر السنين، تهتز لهم القلوب استبشاراً والوجدان حنيناً لزمنهم الجميل، مُتطلعين لولادات (بإذن الله تعالى)، تحمل نُسخاً من تلك الكينونات التي تسامت بهم اليمن الولاَدة يقيناً.
أما الفصل الثاني فقد أشتمل على مقالات رثاء ومرثيات وكلمات وفاء أستحقها بكل اقتدار راحلون أفذاذ في زمن الحرب الكارثية، ولم تكن هناك فُسحة أمان لتأبينهم بما يليق بهم من جلال الحُزن وآسى الوداع الأخير، من حيث أنَّهم كانوا في عِداد المنارات الأكاديمية، والقامات الوطنية، والأعلام النخبوية، التي غادرت دُنيانا الفانية إلى رحاب الخالق جلَّ جلاله في برازخ الجنان وشواطئ الرحمة الربانية، فهم الخالدون في الوجدان والذاكرة دونما شك.
كان الفصل الثالث حافلاً بتناول ما هو أكاديمي صرف من الموضوعات، كأوراق علمية من أدلة أكاديمية لكليات جامعة عدن والمراكز العلمية والبحثية، ووثائق أكاديمية بحثية، مثل وثائق المؤتمر الدولي الثاني حول المرأة والعلوم والتنمية المنعقد في الفترة من 12 – 14 ديسمبر 2009م، أي أنَّه كان فصلاً أكاديمي التناول والمضمون، وكذلك كان شاهداً على ثلاثين عاماً من المنجزات العظيمة التي تحققت في رحاب جامعة عدن.
الباب الثالث:
الفصل الأول عبارة عن ورقة بحثية علمية وازنت عن الأزمة المالية العالمية (تداعيات الأزمة المالية الأمريكية على الاقتصاد العربي والعالمي)، وكذلك مبحث أكاديمي في غاية الأهمية عن المنطقة الحُرة بعدن.
الفصل الثاني: محاضرات أكاديمية/سياسية، الأولى احتفالية بذكرى (أربعون عاماً على تأسيس جامعة عدن)، والمحاضرة الثانية عن فعاليات كلية العلوم الإدارية، أمَّا المحاضرة الثالثة فهي تناقش دروس الماضي عن تجربة (اليمن الديمقراطية)، المحاضرة الرابعة عن أهمية الانتخابات النيابية في عدن، وأختتم هذا الفصل بمداخلة لرئيس جامعة عدن مؤلف كتابنا هذا، في ندوة علمية موسومة بـ (عدن بوابة اليمن الحاضرية).
الفصل الثالث: أوراق علمية ومُداخلات ومساهمات نصية كُتبت عن ندوات علمية ذات صلة بعدن وجامعتها، وهي ثلاث ندوات أكاديمية بخصوص مئويات لثلاثة من الأعلام هم على التوالي؛ الشيخ العلامة/ محمد سالم البيحاني، المفكر والأستاذ/ النعمان، رائد التنوير في اليمن، المُفكر والأديب/ علي احمد باكثير، وتم اختتام هذا الفصل بمقال في السياسة والتربية تحت عنوان (كيف يتحكم الثابت في المُتغير).
الباب الرابع:
الفصل الأول احتوى كتابات ومقالات عن عدن وجامعة عدن، تم تدشين هذا الفصل بمقال عن عدن وعظمة الإنجاز الحضاري للإنسان اليمني، كذا مقال بعنوان (عدن الجميلة)، و كذلك مقال (عدن وخليجي 20)، يلي ذلك كتابات ومقالات عن جامعة عدن، لعل ابرزها مقال عن غياب جامعة عدن عن كتاب الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد، ومقال عن جائزة جامعة عدن في (مجال البحث العلمي)، ومقال مشاهير جامعة عدن في الداخل و الخارج، وتم اغلاق هذا الفصل بالكتابة عن الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس جامعة عدن.
الفصل الثاني قوامه ستة مقالات كُتبت عن عدن بزمن الحرب، لم تخضع في عرضها لترتيب زمني، أولها كان مقال عنوانه (عدن الحزينة) في أغسطس 2019م، ثم مقال تضامني مع آل باهُميل، تلاه مقال بعنوان (عدن والمسؤولية الأخلاقية والقانونية لدول الاحتلال)، وتم إقفال هذا الفصل بمقال عنوانه (غُرير دخلت التاريخ).
الباب الخامس:
يحتوي على فصلٍ واحد، عنوانه (جامعة عدن وحرب العدوان 26 مارس 2015م)، ازدحمت فيه ما يقارب أكثر من عشرين مقالاً سياسياً، جُلَّها تتحدث عما خلَّفته الحرب الكارثية، من دمار وخراب في كل قطاعات وجوانب حياة الشعب اليمني، طبعاً كافة المقالات حملت وجهة نظر الكاتب من تلك الحرب الكارثية، يسود كافة تلك المقالات ملامح الحُزن والأسى، ناهيكم، ملامح التجهم والصرامة، كما حملت نداءات تستدعي تحكيم العقل في الجنوح للسِلم، كما هي تلميحات بل وتصريحات كذلك تحذيراً من الإيغال في الدم اليمني.
خِتاماً:
هذا هو مبلغ إحاطتي وحصيلتي من قراءتي لهذا الكتاب التوثيقي الموسوعي، والذي أُثير حوله الكثير من الجدل، كما هو لغط الحديث، والهجوم من قِبل الفرقاء السياسيين وخصوم الكاتب، غاية الرجاء لدُني هو أن يكون نسبة التقصير مقبولة لدى القارئ الحصيف، أما الباحثون عن الإصطياد في المياه العكرة فالأمر متروك لهم وبأي عين نظروا إلى ما كتبت.
للجميع تحياتي وفيض مودتي …
مدير عام بجامعة عدن