* عادت (العجوز الشمطاء) من جديد إلى اليمن.. هذه المرة ليس بعصاها، وإنما بعصي بعض عربان الخليج الزجاجي.
* عادت بريطانيا لتحيي أحلامها وتطلعاتها القديمة باحتلال وتقسيم اليمن الكبير مستغلة انشغال اليمن بمواجهة العدوان والحصار وخيبات وصراعات ونعرات أبنائه الغارقين في مستنقع الفوضى والمؤامرات والدسائس الصهيوأمريكية والسعوإماراتية.
عادت لندن لتمارس هوايتها القذرة هذه المرة من بوابة اليمن الشرقية ومطلع شمسها .. المهرة.
* لم تعد بريطانيا هذه المرة على ظهر سفينة تجارية قادمة من الهند، بل عادت راكبة آليات عسكرية وبتنسيق مسبق مع قوى الاحتلال السعودي – الإماراتي التي تتفانى في تقديم قرابين العمالة والخيانة وخدمة الأطماع الاستعمارية الغربية في المنطقة.
* إن الوطن يواجه خطراً حقيقياً من الخارج والداخل.. فيما تتكالب عليه مؤامرات ومشاريع التمزيق والإبادة المادية والروحية والمعنوية، ما يزال البيت اليمني في تصدع مستمر بانتظار المارد القادم من ضمير الهوية الإيمانية اليمانية وإن تعرقلت خطى المسيرة بعض حين.
* لابد لليمني أن يشد مئزره من جديد، وأن يطاول بهمته وعزيمته عنان السماء ليدحر قوى الاستعمار الجديد، وليطهر ثرى الأرض من رجس المحتلين الذين تزايدت طرقهم وتعددت عناوينهم.
* لابد من صحوة يمنية صادقة وهبَّة وطنية شاملة من صعدة إلى المهرة تهتف وبصوت واحد: برع يا استعمار برع .. من أرض الأحرار برع. لابد أن نترفع فوق الصغائر ونسمو فوق الجراح وأن نتجاوز خيبات الصراع السياسي وآثاره لمواجهة خطر الاحتلال الماحق الذي لم ولن يفرق بين اليمنيين.
* هل مات حقاً لبوزة ومدرم وباصهيب وعبدالنبي وعبود؟ هل أفلت النجمة الحمراء التي كانت تقود البحر؟ هل انطفأ هلال العروبة إلى الأبد؟
* أين العاديات ضبحا.. أين كتاب الفاتحين.. أين شعار النصر وقاهر المحتلين؟!
* أين جنبية السيد عبدالدائم لتمزق أشلاء الضابط البريطاني سيجر ،ففي اليمن اليوم ألف (سيجر) جديد؟!
* يبدو أن التاريخ الاحتلالي البغيض لليمن يعيد نفسه اليوم بنفس الأدوات والأغراض والمصالح وإن تغيرت الوجوه والملامح بدءاً من قتل وتشريد اليمنيين إلى تمزيقهم وتقسيم بلدهم وفق طريقة (فرق تسد) الشهيرة!!
بعد 54 عاماً من مغادرتها اليمن تطل بريطانيا بقرنها الشيطاني من جديد، هذه المرة ليس عن طريق عدن وإنما عن طريق المهرة، بتنسيق مع أدواتها السعودية والإماراتية واللتين ستدركان فداحة دورهما القبيح يوماً ما.
* إن الوضع المأساوي لليمن جراء العدوان والحصار وتكالب أطماع المستعمرين في استغلال قذر لظروفه الاستثنائية وجحود بعض أبنائه وارتهانهم للمال المدنس يعد اختراقاً لهويتهم الوطنية وانسياقاً وراء أوهام المشاريع الصغيرة.. بناء على كل ذلك انفتحت شهية لندن من جديد للسيطرة على ثروات اليمن ومزاياه الجغرافية بالشراكة مع أطراف استعمارية أخرى مثل أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات.