الثورة / تقرير عبدالقادر عثمان
دشنت وزارة التربية والتعليم أمس العام الدراسي الجديد 2021-2022/م في أمانة العاصمة وفي عموم المحافظات اليمنية الحرة ، حيث جرى تدشين بدء العام الدراسي بفعاليات رسمية وشعبية شهدتها المدارس والمراكز التعليمية.
وبدأ طلاب التعليم العام بمرحلتيه الأساسية والثانوية أمس السبت التدفق إلى مدارسهم لبدء العام الدراسي الجديد ، وسط استمرار التحديات التي تواجه العملية التعليمية جراء العدوان والحصار والحرب الممنهجة التي يشنها العدوان بهدف إيقاف العملية التعليمية في اليمن ، وتدمير حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة مدرسة ومنشآه تعليمية ، وتوقيف لمرتبات المعلمين التي تحاول وزارة التربية والتعليم حلها من خلال اعتماد حوافز شهرية بدءاً من الشهر القادم بمبلغ 30 ألف ريال لكل معلم.
وحسب إحصائيات ، فقد التحق نحو 6 ملايين طالب وطالبة بالمدارس، غالبيتهم في أمانة العاصمة التي تضم نحو 750 ألف طالب وطالبة، فيما تسبب العدوان الأمريكي السعودي من حرمان نحو 400 ألف طفل من التعليم.
وحددت وزارة التربية والتعليم في صنعاء بداية العام الدراسي بيوم أمس 14 أغسطس 2021/م ، وحددت موعد اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول في يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على أن تبدأ إجازة منتصف العام الدراسي في 4 ديسمبر/كانون الأول، ويبدأ الفصل الدراسي الثاني في الـ11 من ذات الشهر.
وفتحت المدارس يوم أمس أبوابها للعام الدراسي الجديد مسجلة انتصارا جديدا للشعب اليمني على تحالف العدوان الأمريكي السعودي ، وقد دشنت مكاتب التربية أمس في أمانة العاصمة وفي عموم المحافظات الحرة العام الدراسي الجديد ورافقت عملية التدشين إجراءات قامت بها وزارة التربية والتعليم لإنجاح العملية التعليمية وفي سبيل تحقيق أهدافها.
وأعلنت وزارة التربية اعتماد حافز شهري للمعلمين بمبلغ 30 ألف ريال ابتداءً من شهر سبتمبر المقبل ، وأكد وزير التربية والتعليم الأستاذ يحيى بدر الدين الحوثي – في اجتماع أمس – صرف حافز شهري بمبلغ 30 ألف ريال للمعلمين والمعلمات والعاملين في المدارس ابتداءً من سبتمبر المقبل.
وأعرب وزير التربية – في اجتماع حضره نائب الوزير قاسم الحمران – عن الشكر لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى ولكل من أسهم في دعم العملية التعليمية ورفد صندوق دعم المعلم الذي أنشئ بتوجيهات عليا لإعانة المعلمين بعد انقطاع مرتباتهم إثر قيام مرتزقة العدوان بقرصنة عمليات البنك المركزي ، ودعا الوزير إلى مضاعفة الجهود والتعامل مع التربية والتعليم كجبهة وطنية مهمة لإيجاد جيل متسلح بالعلم والمعرفة.
وقال “سنعمل على مواصلة صرف هذا الحافز الشهري وحينما تتحسن حالة الصندوق المالية سيتم رفع المبلغ إلى أكثر ولن نبخل عليهم”.. مشيراً إلى أن هذا المبلغ خاص بالمعلمين والعاملين في المدارس فقط وهو مجرد حافز وليس بديلاً عن الراتب.
وأهاب وزير التربية بمدراء مكاتب التربية بالمحافظات إرسال العقود الخاصة بالمعلمين المتطوعين المستمرين في التعليم مع ضرورة تحري صحة البيانات الخاصة بهم ليتم اعتماد صرف نفس الحافز الشهري لهم ، وأشاد بثبات وصمود كافة التربويين واستمرارهم في أداء مهامهم، متجاوزين الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار.
وفي الاجتماع استعرض المدير العام التنفيذي لصندوق دعم المعلم ومؤسسة مطابع الكتاب المدرسي حسين عامر جبل، الجهود المبذولة لإنجاح عمل الصندوق في توفير الدعم للمعلم وطباعة الكتاب المدرسي ، فيما استعرض وكيل قطاع التعليم بالوزارة عبدالله النعمي الجهود المبذولة لتحسين مستوى أداء المدارس الأهلية في ظل التزامها بالرسوم الدراسية المقرة في قرار الترخيص أو التجديد ومتابعة مكاتب التربية لذلك.
يقول نائب وزير التربية والتعليم الدكتور همدان الشامي: بفضل الله عز وجل وثبات وصمود كافة المعلمين والتربويين في الميدان الذين نقف لهم إجلالا وتقديرا نبدأ العام الدراسي الخامس في ظل إستمرار العدوان الوحشي الغاشم واستهدافه الممنهج والمباشر للعملية التعليمية من خلال قصف وتدمير المدارس والمنشآت التعليمية ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تجرم استهداف التعليم .
انتصار آخر
يعتبر تدشين العام الدراسي الجديد انتصاراً تسجله الجبهة التربوية في العام السابع من شن تحالف العدوان الحرب على اليمن ، حرب لم تستثن التعليم من أهدافها ، إذ ركزت قوى العدوان على استهداف المدارس ومكاتب التعليم بالقصف الجوي المتعمد طيلة سبعة أعوام ، وإمعانا في تجهيل اليمنيين عمدت قوى العدوان من خلال جملة من الإجراءات والممارسات إلى إيقاف العملية التعليمية من خلال قطع رواتب المعلمين ، ومنع دخول الأوراق المخصصة لطباعة الكاتب المدرسي ، علاوة على الاستهداف العسكري بالطائرات للمدارس وللطلاب والطالبات خلال فترات ذهابهم وإيابهم ، وكذا استهداف مكاتب التربية والتعليم ، وتعريض حياة المعلمين للقصف والقتل إذ تسجل الإحصائيات استشهاد وجرح ما يقارب ألف معلم وطالب بغارات جوية.
ولم تنجح حرب الجهلاء على العلم والمعلم والطالب والمدرسة في حرمان أبناء اليمن من التعليم رغم ضراوة الحرب على كل سبل التعليم ووسائله وأدواته ، تظافرت الجهود الرسمية والشعبية منذ العام الأول للحرب العدوانية على اليمن ، وبقيت جبهة التعليم صامدة في الحد الممكن.
مشروع صندوق دعم التعليم الذي أعلن عنه في وقت سابق بتوجيهات من الأخ الرئيس يقول مسؤول في وزارة التربية والتعليم قد آتى ثماره من هذا العام ، مشيرا إلى قرار الوزارة باعتماد 30 ألف ريال كحافز شهري بدءاً من شهر سبتمبر هذا العام ، متحدثا عن جهود تبذلها الوزارة في سبيل إيجاد الحلول الممكنة لانقطاع رواتب المعلمين.
ويضيف بأن التنسيق مع شركاء التعليم المحليين والدوليين كان من المؤمل أن يسهم في دعم العملية التعليمية ، لكن اليونيسف تراجعت عن تعهداتها باعتماد حافز شهري للمعلمين ، لكن استكمال مشروع صندوق دعم التعليم يوفر حلا مهمها وذاتيا يبعد العملية التعليمية عن التسييس الذي حاولت المنظمات ومنها اليونيسف العمل عليه.
خسائر وعوائق
في وقت سابق أشار وكيل وزارة التربية والتعليم الأستاذ عبدالله النعمي إلى أن وحشية العدوان واستهدافه بالقصف الجوي المتعمد للمنشآت التعليمية والمدارس أخرج ما يصل إلى نصف بنية التعليم عن الخدمة ، وقال إن إجمالي المدارس والمنشآت التعليمية التي دمرها العدوان بالقصف الجوي ، والتي تضررت كذلك وصل إلى 3 آلاف و 526 منشأة تعليمية تضم مليوناً و 879 و 825 طالباً وطالبة و 89 ألفاً و 840 معلماً ومعلمة منها 402 منشأة تعليمية دمرت كليا و ألف و 465 منشأة تدمير جزئي فيما بلغ عدد المدارس المستخدمة لإيواء النازحين 993 مدرسة بالإضافة إلى إغلاق 666مدرسة نتيجة المعارك الميدانية في بعض المدن التي دفع العدوان مرتزقته لاقتحامها.
ويرى الوكيل النعمي أن تضافر جهود كافة الجهات المعنية ودعم القيادة السياسية والمجتمع ، كفيل بتجاوز الآثار التي خلفها العدوان والحصار ، ومنها ضمان ايجاد البديل لرواتب المعلمين ، وحل مشكلة الكتاب المدرسي.
أما في ما يخص إعادة ترميم المدارس التي دمرها العدوان أو ألحق بها أضرارا جزئية ، فحسب معلومات حصلت عليها الثورة فإن الوزارة تمكنت عبر قطاع المشاريع والتجهيزات من تم ترميم 628 مدرسة موزعة على 20 محافظة خلال الأعوام الماضية ، فيما تعمل على ترميم 722 مدرسة خلال العام الحالي.