خطايا كبرى للنظام السعودي خلال العام الهجري المنصرم..مَنْعُ الحج الجُرْمُ الأكبر وآخر خطايا العام أحكام جائرة بحق المخطوفين الفلسطينيين
الثورة / متابعات
يطوي العام الهجري 1442للهجرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام أيامه بعد سلسلة من الأحداث المؤسفة التي عانت منها الأمة الإسلامية وأحدثت المزيد من المعاناة للشعوب والأوطان في العالم الإسلامي وكان بطلها كالعادة النظام السعودي.
ظل النظام السعودي وفيا لعادته ولوظيفته القديمة في نخر عظام الأمة من الداخل واقتراف الإساءات العميقة لديننا الحنيف ونفذ خلال العام المنصرم جملة من الجرائم الكبرى في حق الإسلام والمسلمين والتي حتما ستبقى وصمة عار في جبينه أبد الدهر، غير أن اكبر جرائمهم وأعظم خطاياهم تلك المتعلقة بمنع فريضة الحج على المسلمين جميعا هذا العام، وذلك إرضاء لرغبات أسيادهم في واشنطن وتل أبيب ولندن، كما كان الموقف السعودي مخزيا خلال العدوان الأخير على غزة أواخر شهر رمضان المبارك وخلال أيام عيد الفطر ناهيك عن هرولة نظام سلمان على غير هدى نحو التطبيع مع العدو الصهيوني ومناصبة المجاهدين ومن يذودون عن حرمات المسجد الأقصى العداء والتودد إلى الصهاينة بالتوسع في أعمال الفسق والمجون في عموم مناطق المملكة بما فيها الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل أن يصروا باختتام العام الهجري على إصدار أحكام صادمة بحق عدد من الفلسطينيين المحتجزين لديها منذ أكثر من عامين.
منع الحج .. الخطيئة الكبرى
لم يكن منع النظام السعودي المسلمين من أداء فريضة الحج الموسم الماضي إجراء جديداً، فمنذ أن تولى هذا النظام الإجرامي مسؤولية الإشراف على الحج وهو يعمل جاهدا على تعطيل هذه الفريضة ومارس منذ أيام تأسيسه الأولى جرائم القتل والإجرام بحق الحجاج من مختلف الدول الإسلامية.
السجل السعودي في محاربة الإسلام ومنع إقامة الشعائر حافلٌ بالإجرام والقتل والمجازر ومنها بطبيعة الحال مجزرة تنومة منذ مائة والتي كان ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف حاجٍ يمني في جريمةٍ نكراء تندى لها كل الشرائع الإسلامية والإنسانية.
النظام السعودي كان منذ البداية يهودياً وصهيوني الهوى والهوية وإن تدثر بلباس الإسلام وارتكب بحق المسلمين والحجاج أبشع الجرائم قبل أن يعطي لنفسه الحق بمنع فريضة الحج وافتراء أكذوبة جائحة كورونا لتعطيل الفريضة.
منع النظام السعودي للحج بدأ بشكل تدريجي منذ سنوات، حيثُ بدأ بمنع الحج على اليمنيين ، وعلى البعض من الدول الإسلامية ، ليتخذ العام الماضي قرارا بمنع الحج نهائيا عن جميع المسلمين بحجة وباء كورونا في الوقت الذي ينفذون فيه بذلك سياسةٍ يهودية خُطط لها منذ زمن، هذه السياسة الخبيثة كشفها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي منذ عقدين من الزمن وبالتحديد في العام 2003، إذ يقول في أحد دروسه «فيما يتعلق بالكعبة: يقولون حصل وباء من كثرة الازدحام ، إذن قللوا العدد “عدد الحجاج” حتى يصبح الحج قضية لا تُعد محط اهتمام عند المسلمين أو في الأخير يوقفونه “يعطلون فريضة الحج تماماً “» .
حديث النظام السعودي عن وباء كورونا كاذب ومفضوح، والدليل على ذلك توسعه في افتتاح البارات الغنائية والمراقص بحجة الترفيه، وتقديم الدعوات إلى جميع الدول للمشاركة والحضور وإقامة حفلات المجون الحاشدة وبدون أية إجراءات وقيود.
ويرى مختصون وخبراء بأن قرار منع الحج هو بسبب التقارب والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، والتفريط في المقدسات والتآمر على دول محور المقاومة انطلاقا من حقيقة كونه نظاما عميلا أوجده الاستعمار البريطاني ، من أجل أن يكون غدة سرطانية في جسم الأمة العربية، مشيرين إلى أن على الدول العربية والإسلامية عدم السكوت على هذه الجريمة والمسارعة إلى عقد مؤتمر إسلامي لتجريم وإدانة آل سعود وإنقاذ هذه الشعيرة من إجرامهم وإسداء هذه المهمة إلى لجنة إسلامية مستقلة.
ويضيف المحللون السياسيون أن السعودية كيان لقيط لا يمثل هوية الأمة ، وقيمها ، وعروبتها ؛ فهي صنيعة الاستعمار ، وكل مشاريعها في حقيقة الأمر هي مشاريع استعمارية لم ولن تصب في مصلحة الأمة.
موضحين أن اصرار نظام سلمان على محاربة فريضة الحج له علاقة مؤكدة بالتقارب مع الصهاينة أعداء الأمة الإسلامية ؛ الذين يدركون الدلالات العميقة من الفريضة في الوحدة وعدم الاستسلام لمكائد اليهود الساعين إلى الحط من الدين الأصيل ، وشعائره، وتوهين الأمة ، وتضعيفها حتى يتمكنوا من السيطرة على مقدراتها وخيراتها وحضارتها وقيمها، وقد كان النظام السعودي نعم الأداة لتنفيذ هذه الأهداف الدنيئة واستغلال موقعه ومكانته في العالم الإسلامي .
ويؤكد المتابعون لمسألة الحرص الحثيث من قبل النظام السعودي لتعطيل فريضة الحج أن حكام الرياض إنما يقومون بهذه الخطيئة الكبرى تنفيذا لأوامر مباشرة من إسرائيل ، وأمريكا وغيرهم من أعداء الأمة والشواهد على ذلك عديدة، إذ أن حكام الرياض الذين مارسوا هذ الدور التخريبي للدين الإسلامي وللأمة سرا خلال العقود الماضية اطمأنوا في الآونة الأخيرة وباتوا يجاهرون بمواقفهم المعادية للأمة بعد أن اعتقدوا أن قوة أمريكا وإسرائيل قادرة على حماية نظامهم العميل.
ويبقى القول أن الحركة الوهابية الصهيو بريطانية- ومنذ ظهورها في جزيرة العرب- تعمل ليل نهار على تشويه الإسلام وضد الإسلام وحولت فريضة الحج إلى موسم لتصفية الحسابات والفتك بالأبرياء من أجل السيطرة السياسية باسم الإسلام والدين قبل أن تستبدل الفريضة العظيمة بالمراقص والنوادي الليلية سعيا وراء كسب رضا اليهود وأعداء الإسلام والمسلمين .
سيف القدس .. تجلي الحقيقة
من ابرز أحداث العام الهجري المنصرم عملية سيف القدس التي تصدت للعدوان الصهيوني على المقدسات في القدس وسطر خلالها رجال المقاومة الإسلامية في فلسطين أروع الدروس في ردع العدو، غير أن تلك التضحيات الجسيمة والهزيمة المذلة التي لحقت بكيان الاحتلال الصهيوني أثارت حفيظة النظام السعودي العميل ومعه عدد من الأنظمة العربية التي ارتمت في حضن العدو واذا بالنظام السعودي وعلى المستوى الرسمي والإعلامي يظهر على حقيقته أمام العالم وإذا بهم بإعلامهم الرسمي وأبواقهم من الإعلاميين والمحللين السعوديين والخليجيين يشيدون صراحة بما أقدم عليه العدو الصهيوني من جرائم القتل لأبناء الشعب الفلسطيني ، وكذلك الترحم على “شهداء الجيش الصهيوني” ، ولم يخجلوا وهم يهاجمون المقاومة الفلسطينية ويطالبون بسحقها في ظاهرة غريبة لتكريس ثقافة الخنوع والاستسلام .!
جند النظام السعودي خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة الكثير من السياسيين والإعلاميين وأسند إليهم مهمة إظهار العداء لنهج المقاومة الذي يمثله فصائل المقاومة الفلسطينية إلى درجة الالتقاء مع العدو الصهيوني سياسيـًا وثقافيـًا وفكريـاً.
برز هؤلاء المدفوعون من قبل النظام السعودي خلال العدوان على قطاع غزة ” وهم يكيلون التهم للفلسطينيين بالإرهاب وقتل الأبرياء من المدنيين الإسرائيليين العزل ، ووصلت الوقاحة بأحدهم إلى مطالبة العرب والمسلمين بالقضاء على حركة حماس لإطلاقها الصواريخ على المدنيين الاسرائيليين “الأبرياء” محاولين ترسيخ مفاهيم جديدة للخضوع والاستسلام والنزول عند رغبات العدو بالقول “شعارات المقاومة فارغة”، وأن الطريق الوحيد لإيقاف “إسرائيل “ هو فقط من خلال إقامة السلام معها .!!
دأب النظام السعودي- من خلال ” الصهاينة العرب ” الذين ينتمون للأسف الشديد إلى لغة الضاد في الآونة الأخيرة- على اختلاق الأكاذيب واختراعها بأساليب متعددة يندى لها الجبين ، وتعف عنها رسالة الإعلام الشريف ، في حملة مسعورة ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في محاولة خسيسة لإثبات الولاء لسيدهم الصهيوني والأمريكي، ليضاف ذلك إلى السجل السعودي المخزي فيما يتعلق بقضايا الأمة ومقدساتها .
آخر فضائح العام الهجري
آخر فضائح العام الهجري المنصرم بالنسبة للسعودية كان قبل أيام قليلة عندما أصدرت السلطات السعودية أحكاما صادمة على عدد من كوادر حركة المقاومة الإسلامية “حماس المعتقلين لديها منذ أكثر من عامين.
فبعد عامين من احتجاز نظام سلمان لعدد من المجاهدين الفلسطينيين، وبعد أن رفضت صفقة السيد القائد عبدالملك الحوثي لإطلاق سراحهم مقابل جنود وطيارين سعوديين أسرى في اليمن، أصدرت محكمة سعودية قبل ساعات أحكاماً قاسية – وصلت إلى السجن 22 عاماً بحقّ بعضهم – ضدّ 66 فلسطينياً وأردنياً بتهم الانتماء إلى حركة «حماس» و«دعم الإرهاب».
وبحسب مصادر فلسطينية، فقد حكمت المحكمة الجزائية السعودية على كلّ من: محمد العابد بالسجن لـ22 عاماً، ومحمد البنا 20 عاماً، جمال الداهودي 15 عاماً، أيمن صلاح 19 عاماً، محمد أبو الرب 18 عاماً، موسى أبو حسين 4 سنوات، شريف نصر الله 16 عاماً، باسم الكردي 7 سنوات، صالح قفة 5 سنوات، وأيمن العقاد 4 سنوات. كذلك، حكمت على ممثّل «حماس» في السعودية، محمد الخضري، بالسجن 15 عاماً.
وخلال هذه المحاكمة المسيسة، منعت السلطات السعودية حضور عوائل المعتقلين، باستثناء شخص واحد من كلّ عائلة، وسط حالات من الإغماء والانهيار بين الأهالي، جرّاء الأحكام الصادمة.
وجاء إصدار هذه الأحكام بعد وقت قصير من دعوات فلسطينية وأردنية إلى الإفراج عن المعتقلين وإغلاق ملفّهم، فضلاً عن إطلاق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، مناشدة إلى ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، لإطلاق سراح الأسرى، لكن كل تلك الدعوات لم تلق آذانا صاغية لدى النظام السعودي الذي يتلقى أوامره من تل أبيب ليوجه حكام الرياض طعنة أخرى في خاصرة الشعب الفلسطيني وقضيّته وتقديم خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني.
أما أبرز فضائح الأمريكي خلال العام الهجري المنصرم اضافة الى هزائم مرتزقته من عناصر الإرهاب في اليمن، فكانت الهزيمة النكراء التي تعرض لها في افغانستان حين ولى هاربا تاركا البلاد وحكومة العملاء المحليين لقمة سائغة لمقاتلي حركة طالبان.