بعكس الموقف المخزي والمهين الذي لحق بلاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني، التي حاولت إرضاء رغبات وأهواء نظام ابن سلمان المتطلع للتطبيع مع الكيان الصهيوني، من خلال رضوخها والقبول بمواجهة لاعبة إسرائيلية في منافسات أولمبياد طوكيو المقامة حاليا في اليابان، حظي البطل الأولمبي الجزائري فتحي نورين باستقبال الأبطال الفاتحين بعد عودته إلى بلاده متوجا بموقف هو أشرف وأنبل من كل الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، لتحتفي به جماهير العاصمة الجزائر طويلا، قبل أن تخرج الحشود الجماهيرية الغفيرة في مسقط رأسه وهران، حيث حملت بطلها الشاب على الأعناق وطافت به الشوارع والأحياء لقاء موقفه العظيم برفض مقابلة خصمه الصهيوني، وما حملته من رسائل ودلالات عميقة للحكام الخانعين المطبعين منهم والمتطلعين للتطبيع مستقبلا – على حد سواء.
– حمل البطل الجزائري بعزة وشموخ لواء الانتصار لقيم العروبة والإسلام ومقدسات الأمة التي تتعرض لدنس ورجس المحتلين الصهاينة صباح مساء، تحت أنظار الكثير من أبناء الأمة ممن هم على شاكلة أنظمة ابن سلمان وابن زايد وأشباههما ومن يفكر بطريقتهما من المحيط إلى الخليج.
-هناك بطل عربي آخر وجه بحذائه الذهبي – خلال الأولمبياد الحالية – صفعة قوية لنظامه السياسي الخانع والمهرول بجنون إلى التطبيع مع الكيان الغاصب طمعا في المكاسب والفوائد المنتظرة، وأقصد هنا بطل الجودو السوداني محمد عبدالرسول الذي سجل بعنفوان وكرامة واعتزاز موقفا عظيما يستحق أن يسجل بماء من ذهب على صفحات من نور، وهو يرفض لقاء الخصم الصهيوني في المسابقة ذاتها، ويبرق بهذا الموقف رسالة واضحة إلى حكام الخرطوم المنبطحين بأن كرامة ومقدسات الأمة فوق كل اعتبار.
-الموقفان الذهبيان للاعبين الجزائري نورين والسوداني عبدالرسول ليسا مجرد قرارات عفوية لشابين عربيين يعتزان بهويتهما وإنما تحمل في طياتها الكثير من المعاني وأولها أن ما تروج له أنظمة الخيانة والخزي في منطقتنا العربية من أجل التطبيع ليس سوى أماني وأوهام تسكن في مخيلة الساسة في تلك الأنظمة فقط، وأن هذه الأفكار مرفوضة جملة وتفصيلا من قبل الشعب العربي والإسلامي وأن ما أقدمت عليه بعض الدول العربية قديما وحديثا من خطوات في مسار التطبيع مع كيان الاحتلال، ستبقى جامدة في أدراج وعقول تلك الأنظمة ولن تقابل بأي ترحيب أو استحسان من قبل الشعوب وأن جهود ومشاريع أمريكا في هذا الشأن ذهبت هدرا ولن يكون مصيرها إلا الفشل والخسران.
-رسائل البطلين الجزائري والسوداني – وقبلهما الكثير من الرياضيين العرب، ممن سجلوا مواقف مشرفة مماثلة عندما يتعلق الأمر بمواجهة نظرائهم من الصهاينة – فهمها العدو الإسرائيلي قبل الحكام في أبوظبي والرياض والخرطوم، ورأينا كيف كانت الحسرة بادية في الإعلام الإسرائيلي الذي اعتبر انسحاب نورين وعبدالرسول بمثابة الصدمة وخيبة الأمل الكبيرة في جدوى ونجاح مشاريع التطبيع القديم منه والحديث وحتى المستقبلي.
-كل التحية والاحترام لأبطالنا الأحرار في كافة الميادين والمجالات الذين يوجهون الصفعات تلو الصفعات للعدو الصهيوني ومعه الحكام المنهزمين والغارقين في مستنقعات الخزي والعار.