مشاركات في ذكرى الولاية لـ”الثورة “: إحياء يوم الغدير فرصة لتجديد قيم الولاء والبراء والتشبث بعترة رسول الله

 

من كل حدب وصوب شهدت الساحات النسائية في مختلف مديريات أمانة العاصمة حضورا مكثفا لاستقبال المشاركات لإحياء ذكرى ولاية الإمام علي سلام الله عليه.. وقد أكدت المشاركات أهمية هذا العيد الأكبر باعتباره فرصة لتجديد قيم الولاء والبراء والسير على خطى الإمام علي في مقارعة قوى الظلم والاستكبار والتشبث بكتاب الله وعترة آل بيته الأطهار.. تفاصيل عديدة تقرؤنها في سياق الاستطلاع الآتي.. نتابع :

استطلاع وتصوير/ اسماء البزاز – رجاء الخلقي

حنان المرصد أوضحت أن حضور نساء اليمن -يوم أمس- في ساحات الولاء لإحياء ذكرى الولاية يدل على وعي وفهم اليمنيات لهذا اليوم العظيم والأمر الإلهي الذي أمر رسوله العظيم بتبليغه للمؤمنين و يدل أيضا في ظل هذه الظرف على عظمة هذه المرأة اليمنية في إحياء أوامر الله ورسوله .
وحدة المسلمين
أما رجاء عبدالله محمد فقالت: يحتفل المؤمنون بهذا اليوم ويعتبرونه ثالث الأعياد وأعظمها، كما يُعتبر صيام هذا اليوم عند المؤمنين من أفضل العبادات وهو مستحبٌ، ويستدل الصادقون على أهمية هذا العيد بعدَّة أحاديث، منها:
عن المفضل بن عمر قال : قلت للإمام جعفر الصادق: «كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد. قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة. فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله أمير المؤمنين ونصبه للناس عَلَما. قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له، مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، كذلك أمر الأنبياء أوصياءهم أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي ويتخذونه عيدا»..
وأضافت: كان النبي الأعظم صلوات ربي عليه وعلى آله، وهو الذي لا ينطق عن الهوى قد أوضح لهذه الأمة عناصر قوتها في حديث الثقلين حيث قال : إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا :كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ألا وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. وفي رواية أخرى : “لن تضلوا ولن تذلوا من بعدي أبداً”. فالذل والضلال أخطر الأشياء التي تهدد هذه الأمة والتي يسعى الأعداء إلى ترسيخها في واقع المسلمين، وبالتالي لن يُحصّن الأمةَ ويضمن لها النجاة من واقع الذل و الضلال إلا عنصرا القوة والحماية اللذان تم تحديدهما من قبل نبي هذه الأمة وهما كتاب الله وعترة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله ..
ومضت قائلة: لقد أكد النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله أن هذين العنصرين لا يفترق فكلاهما مكمل للآخر؛ وفي افتراقهما افتراق الأمة بأكملها، وتشتتها وضياعها، وفي بقائهما معا بقاء الأمة وعزتها وكرامتها؛ لذلك سعى أعداء الأمة الى التفريق بينهما عن طريق محاولة إقصاء عنصر الثقل الأصغر “العترة” لأن الثقل الأكبر وهو “كتاب الله ” محفوظ من الله ولن يستطيع الأعداءُ تغييره أو تبديله ولكن يمكن تعطيله بإقصاء من يحملونه من أعلام الهدى؛ ولهذا صبَّ الأعداءُ كل خططهم ومؤامرتهم في قوالب محاربة هذا العنصر المهم من عناصر القوة وعلى رأسه استهداف ولاية الإمام عليه السلام؛ والتي تعتبر تتويجا لدين الله الكامل، لأنها ولاية مطلقة لا محصورة وولاية شاملة لا جزئية، وحيث أن الإمام علي عليه السلام لم يكن بحاجة إليها ولكن الأمة هي التي كانت وما زالت في أمس الحاجة إليها لضمان السير في دروب الهداية والكرامة والغلبة .
صلاح الأمة
وبيَّنت : الأعداء يدركون جيدا أن مبدأ الولاية هو الذي سيربط المسلمين بعترة رسول الله؛ وبالتالي فهذه العترة هي التي ستربط المسلمين بكتاب الله كمنهج هداية ودستور حياة، وإذا ما تم هذا الارتباط الوثيق ستنقلب موازين الأمور وستتغير المعادلات القائمة، وسيصبح المسلمون هم الغالبون وأعداءهم هم الصاغرون وهذا ما يحسب حسابه الأعداء؛ لذلك قاموا باستهداف هذا المبدأ في مضمونه ومبادئه ورجاله، وحاربوه فكريا ودينيا وعسكريا وتم تحريف مفهوم حديث الولاية في واقعة غدير خم، والذي يعد من أصح الأحاديث المروية والمجمع على صحتها ؛ ، وبما أنه كذلك من حيث الصحة والتأكيد والشهرة؛ فليس بالإمكان إنكاره؛ لكنهم حاولوا تحريف معنى الولاية عن مفهومها الصحيح : النصرة والاقتداء والاتباع والتسليم.. إلى معان أخرى زائفة فأوّلوا “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”. إلى مفهوم المحبة والعاطفة؛ بعيداً عن التطبيق العملي الذي أراده الله ورسوله من هذا البلاغ الإلهي..
وأشارت إلى أنه وإلى جانب هذا قاموا بنشر الثقافات المغلوطة، وخداع الأمة بروايات زائفة وفاشلة وتقديمها كبدائل عن الولاية، وقاموا بممارسة أساليب القتل والتشريد والتهجير والتنكيل بكل من يؤمن بهذا المبدأ المقدس ابتداء من الإمام علي عليه السلام ما أدى إلى انحراف الأمة عن المسار فكان من الأهمية الاهتمام بهذا اليوم وبالأخص المرأة اليمنية لأنها هي أساس المجتمع فكلما كان ارتطبها بآل البيت وبالتالي بالمنهج القرآني الرباني الذي أراده الله للأمة لتسير عليه فكان الإمام علي هو سبيل النجاة للأمة الإسلامية والارتباط الوثيق بالقيم والأخلاق والدين والعدل والحق وكل الفضائل التي تسير بالإنسان إلى بر الأمان فهي أساس المجتمع واللبنة الأساسية في صلاح الأسرة.
نهج العترة
من ناحيتها تقول حنان العزي: نجتمع اليوم لإحياء ذكرى إعلان ولايته على الأمة كلها، أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب وصلى الله وسلم على أهل بيت رسول الله الذين نهجوا نهجه وساروا بسيرته فأصبحوا هداة للأمة، ورضي الله عن شيعتهم الأخيار الذين آمنوا بمحبتهم ومودتهم وولايتهم واقتفوا آثارهم واهتدوا بهديهم من الأولين والآخرين..
وأضافت العزي: نحن اليوم في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وبعد ألف وأربعمائة واثنين وأربعين سنة من عام الغدير خرجنا نعلن ولايتنا لله ولرسوله و لأمير المؤمنين علي كما أعلنها رسول الله في يوم غدير خم، مبلغا عن الله سبحانه وتعالى، بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) ففي يوم الغدير أعلنت ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبي هذه الأمة ، بقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في غدير خم (ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله )..
ومضت بالقول: إن عيد الغدير له قيمته، وله أثره في النفوس، وفي حياة الناس، فهذا اليوم لا يحتفل به إلا من كان مؤمنا حقيقيا تأكيدا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق) فهنيئا هنيئا لكن أيتها اليمانيات العظيمات المخلصات المتفردات بأصالتكن وعروبتكن وهنيئا لكن هذا القدوم العظيم، وعيد غدير وعيد ولاية مباركة عليكن جميعا، وصدق الله القائل 🙁 قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
التحرر والتبعية
وبينت العزي ان هذه المناسبة العظيمة قد اعتاد شعبنا اليمني العظيم عبر الأجيال أن يحتفل بها على نحو متميز، وأن يستقبلها بحفاوة كبيرة، فهو يمن الإيمان والحكمة، وهذا الاحتفال هو من الإيمان..
وقالت العزي: شعبنا اليمني العظيم يحتفل بهذه المناسبة في ظل عدوان ظالم غاشم يشن عليه من قبل أعداء الله أعداء هذه الأمة من قبل أولئك الذين ابتعدوا عن الولاية الحقيقية عن ولاية من أمرنا الله ورسوله أن نتولاه ولاWية أمير المؤمنين علي، فقد شنوا هذا العدوان علينا لأنهم يعرفون حقيقة عظمة هذا الشعب العظيم وأصالته ويعرفون تدينه الصحيح وثقافته القرآنية الأصيلة، يعرفون انتماءه القوي إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وإلى الإمام علي وإلى أعلام الهدى من آل محمد، لذا فإحياؤنا لهذه المناسبة يمثل ضرورة دينية ومبدأ ثابتا وثقافة وهوية ترسخ لدينا مبدأ الولاية في الإسلام ومدى حاجتنا وحاجة هذه الأمة لهذه الثقافة كي تبقى الأمة في موقع الريادة والسيادة وفي الطريق الصحيح نحو التحرر والنصر والغلبة.
صورة الإسلام
وتابعت: عندما نعود إلى الإمام علي – عليه السلام- فنحن نعود إلى أعظم من يقدم لنا الإسلام في حقيقته، في أخلاقه، كناقل عن رسول الله وكنموذج حمل الإسلام شكلا ومضمونا، أظهر الإسلام في كل مجالات حياته، وتحرك من موقع الكمال العظيم الذي تركه فيه هذا الإسلام كمبادئ، وقيم، وأخلاق، ومشروع، ووعي، وبصيرة.
وأضافت : يحق ليوم له هذه القيمة، له هذه الأهمية، أن نبتهج به، أن نشكر الله سبحانه وتعالى ونعترف له بعظيم النعمة كي لا نكون من الجاحدين من والكافرين بنعمه، من الجاحدين لفضله، من الذين لا يلتفتون إلى ما أنعم علينا وأتاح لنا في هذه الحياة في هذا الوجود بما يكفل لنا إن نحن تفاعلنا وأقبلنا وارتبطنا وانسجمنا وتفاعلنا كما ينبغي يكفل لنا الخير كل الخير والفوز كل الفوز والفلاح كل الفلاح..
في زمن الخضوع والذل والمهانة في زمن الصمت والمسارعة للتطبيع وإعلان الولاء لليهود والنصارى، ولنعلن للعالم أجمع أننا نتولى الله ونتولى رسوله ونتولى الإمام علي ونتولى هذا السيد العظيم وهذا الرمز الكريم بقية الله في أرضه ونعمته العظيمة في هذا العصر منقذ الأمة من الضلال والظلم. والاستعباد سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي ونعلن براءتنا من أعداء الله ورسوله أعداء هذه الأمة .
نقطة انتصار
خلود جبران مكرم تقول من جانبها: في سبيل هذه الولاية العظيمة التي هي إرساء للحق ودفعا للباطل قدمت اثنين من إخواني شهيدين هما خليل جبران مكرم وحاشد جبران مكرم وكذلك والدي جبران سعد عبدالله مكرم لكي نثبت للعالم ان الولاية هي جهاد وكفاح وإصرار وصمود في دحر مكامن الاستكبار والظلم وليست مجرد شعارات..
وأضافت: وبما أني أستاذة جامعية في جامعة صنعاء دعوت كل الطالبات للمشاركة في إحياء هذه المناسبة الجليلة في ميادين الولاء لله وأوليائه والبراءة من أعدائه وأن نجعل من هذا اليوم العظيم نقطة انتصار للقيم والمبادئ.
مسار الحق
أم زينب المؤيد- ثقافية- تقول: ندعو الله أن تكون هذه الاحتفالية بذكرى الولاية هي بداية الانتصارات ضد الأعداء والطغاة والمستبدين وأن يكون هذا العيد الأكبر فرصة لتعزيز الثقافة القرآنية والإيمانية في أوساط مجتمعنا بعيدا عن الضلال والانحراف الذي طال الأمة نتاج انحرافهم عن مسار الولاية.

قد يعجبك ايضا