شخصيات علمائية ونشطاء لـ”الثورة”:اختيار النبي الإمام علي كان اختياراً وفق الجدارة والإيمان الراسخ

 

العلامة عبدالله حسن الراعي:
نطالب بالعودة إلى طريق ومعين الإمام علي (عليه السلام)
عبدالمجيد علي محمد هادي:
دولة الإمام علي هي الدولة العادلة بعد دولة الرسول الأكرم
إبراهيم المطري:
تأتي هذه الذكرى والعرب مقبلون على فرض ولاية أمر من نوع آخر
خالد علي الحنيصي:
الولاية في الإسلام جاءت من المولى سبحانه وتعالى
عبدالسلام يحيى الذارحي:
المعنى الأشمل للعبودية لله يتمثل في التسليم المطلق
حسين عبده المعافا:
الولاية مبدأ مهم في حياة الإسلام والمسلمين

احتفال أبناء اليمن بعيد الغدير ذكرى يوم الولاية لعام 1442هـ تحت شعار (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) يجسد انتماء اليمنيين لرسالة التوحيد وارتباطهم الوثيق بالرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
حيث تكتسب هذه المناسبة التاريخية أهمية استثنائية على الصعيد الوطني في ظل ما تعيشه الأنظمة العربية من حالة غير مسبوقة من السقوط القيمي والارتماء من أحصان العدو الصهيوني الغاصب.
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي .. رضوان الله عليه أشار في أحد دروسه إلى “أن الطغاة الذين تعاقبوا على هذه الأمة على مدى تاريخها إذا مار أو أنفسهم غير جديرين بأن يكونوا ولاة أمر هذه الأمة، سلكوا طريقة أخرى هي تدجين الأمة لتقبل ولاية أمرهم، وتثقيف الأمة بثقافة مغلوطة لتقبل ولاية أمرهم فكان الضحية هو: المفهوم الصحيح العظيم لما تعنيه ولاية الأمر في الإسلام..
“الثورة” التقت علماء ونشطاء تحدثوا عن سيرة الإمام علي (عليه السلام) وأهمية ترسيخ ثقافة الولاية في مواجهة مشاريع إذلال الأمة.. تطالعون كل ذلك في السطور التالية:

ٹ / عادل محمد أبو زينة

رمز وحدة الأمة
العلامة عبدالله حسن الراعي مفتي مدينة صنعاء عضو رابطة علماء اليمن أشار إلى أن التاريخ شاهد ومخلد لعظماء الأمم.
وقال: إن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم خلد ذكر الإمام (عليه السلام) بقوله: ” ألا فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاة”.
وتابع فضيلة العلامة عبدالله حسن الراعي حديثه قائلاً:
المعلوم أن لكل أمة أعلاماً يقتدى بهم والتاريخ شاهد ومخلد لعظماء الأمم ولذا خلد الإسلام رموز الأمم ” الأنبياء والمرسلين ” ومن هذا خلد لنا التاريخ رمزاً لا يختلف اثنان من أهل الإيمان عليه ألا وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الطريق المستقيم (علي مع الحق والحق مع علي) (القرآن مع على وعلي مع القرآن) رجل خلد الحبيب المصطفى ذكره بقول ( إلا فمن كنت مولاه فهذه عل مولاه) اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه.
رجل يقول: الناس صنفان إما أخ لك في الدين نظير لك في الخلق” حديث متواتر” (كونا عوناً للمظلوم خصما للظلم) فهذا (المعين الذي نذكره ونطالب بالعودة إلى طريقة ومعينه) الطريق المحمدي يا عمار إذا سلك الناس وادياً وعلي وادياً فاسلك وادي علي.
ضمانة للأمة
الناشط الثقافي خالد علي الحنبصي أشار إلى أن شخصية الإمام علي (عليه السلام) الفذة والنادرة تجسد مبدأ الكمال الإنساني.
وأكد الأخ خالد علي الحنبصي أن ولاية الإمام علي (عليه السلام) تمثل ضمانة للأمة من الاختراق وتابع بقوله:
إن سيرة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام سيرة الإنسان الكامل فمبدأ الولاية يبدأ من الله الكامل ثم الرسول الكامل ثم الإنسان الكامل الإمام علي عليه السلام فإذا ما أتينا على جوانب شخصيته الفذة والنادرة فهي شخصية احتوت على مبدأ الكمال الإنساني فمن حيث شجاعته فهي معروفة على كل لسان وإن أتينا إلى زهده فهو القائل “يا دنيا غري غيري فقد طلقت ثلاثاً” وإن أتينا إلى بلاغته فهو أفصح خاطب ونهج البلاغة كتابه شاهد على ذلك وإن أتينا لحكمته فمعروفة وكذلك فلسفلته ونظمه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغير ذلك كثير لا يعد ولا يحصى في مقال، ونحن في هذه العجالة نتحدث الولاية كضمانة للأمة لمنع الاختراق من قبل أعداء الأمة الإسلامية، فالولاية في الإسلام جاءت من الله عز وجل حيث قال ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” فعندما أكمل رسول الله صلوات الله عليه وآله الحج وهو راجع من مكة إلى المدينة استوقف تلك الجموع الهادرة والهائلة بأكثر من مائة ألف ليوصل إليهم بلاغ الله عز وجل عن الولاية في الإسلام وكيف يجب أن يكون ولي أمر الأمة في الإسلام رافعاً يد الإمام علي عليه السلام وقال النبي صلوات الله عليه وآله عند ذلك “الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من واله وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله” صدق رسول الله فيمثل هذ الحديث ضماناً للأمة من الضلال والذلة والقهر أمام الأعداء وهو ما تمثل اليوم في محور المقاومة من إيران ولبنان وفلسطين واليمن وغيرهم وهاهم يحققون انتصارات أمام أمريكا وإسرائيل فلله الحمد على نعمة الإسلام وعلى نعمة الولاية والحمد لله أولاً وآخراً.
التسليم المطلق
الناشط الثقافي عبدالسلام يحيى الذارحي: أشار إلى أن حديث الولاية حديث أجمعت عليه الأمة وأكد أن هذا الحديث لا يرتقي حديث آخر إلى مستواه في الصحة وتابع قائلا: تختلف رؤى الناس حول العبودية لله عز وجل ففريق يرى أن العبادة لله تتمثل في أن الله خالقنا وهو رازقنا وهو حامينا وإذا مرضنا فهو الذي نلجأ إليه للشفاء فحسب وقسم آخر يرى إلى جانب ذلك المفهوم أنه مشرّع وعليه نرجع للأحكام والتي يمكن أن نفسرها حسب هوانا وحسب مصالحنا لكن المفهوم الأسمى والأشمل والأكمل الذي يوضح مفهوم العبودية بما يفرضه عدله وحكمته وعلمه وقدرته هو أن العبودية هي التسليم المطلق لله عز وجل بصورة مطلقة تسليم لا جدال فيه امتثالاً لقول الله عز وجل ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة” وهذه ملة أبينا إبراهيم عليه السلام الذي سلّم أمره لله في كل حياته فلم يبال لا بالنار ولا بترك أهله في مكان لا شجر ولا بشر فيه ولا حتى أن يذبح ابنه الذي تمناه بعد فترة من عمره.
هذا المفهوم يجب أن يترسخ في مسألة الولاية فالمتفحص لحديث الولاية يجده حديثا لا يختلف عليه اثنان لا سني ولا شيعي وحديث الولاية له طرق رواية ما لا يرتقي حديث إلى مستواه في الصحة والرواية المتواترة ورحمه الله شيخ الإسلام جار الله المقبلي عند قوله في هذا الحديث ” أدهشتني كثرة طرقه” وقال إذا لم يكن هذا معلوم فما في الدنيا شيء معلوم” يتكلم عن حديث غدير خم إذاً فما المانع لهذا الحديث ولماذا يكثر اللغط حول هذا الحديث رغم صحته وإقرار الجميع بذلك، لا يكون رد هذا الحديث وهذه الولاية إلا كبراً وعدم انصياع للحق وهذا سبب خروج إبليس من صف الملائكة إلى صف الشياطين.
الإمام علي كرم الله وجهه ورد في ذكر فضائله الكثير فكان اختيار رسول الله له بأمر إلهي رباني ” يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك” وكان هذا الاختيار وفق الجدارة والإيمان الراسخ المتمثل في مواقفه وفهمه الفهم الصحيح وهذا ما يفسر قول رسول الله في الإمام علي “علي مع الحق والحق مع علي” وقوله ” علي مع القرآن والقرآن مع علي” وقوله “أنا مدينة العلم وعلي بابها” لا يمكن أن يتسع المكان لذكر فضائل الإمام عليه الذي هي كما قال أحد الرواة إن الإمام علي كتم فضائله أعداؤه بغضاً وكتم فضائله أحبابه خوفاً فخرج من بين الكتمين ما أنار الخافقين” وفي الأخير الاحتفال بولاية الإمام علي مناسبة هامة لتكتمل شرائع الإسلام ولكي يتحقق النصر وفي الأخير قول الله تعالى ” إنما وليكم الله ورسو له والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو راكعون” ” ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون”.
باب مدينة العلم
الناشط الثقافي الأخ عبدالمجيد علي محمد هادي قال نستفيد من سيرة الإمام علي (عليه السلام) العلم النافع لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” أنا مدينة العلم وعلي بابها” وعن أهمية الولاية في المجتمع الإسلامي أشار الأخ عبدالمجيد هادي إلى أن الولاية تعود بنا إلى الإسلام القوي الذي يعلمنا الشجاعة في مواجهة الكفر والنفاق.
نستفيد من سيرة الإمام علي عليه السلام استفادة كبيرة وبالغة في ديننا وهويتنا وثقافتنا وصلاح مجتمعنا فمن سيرة الإمام علي نتعلم العلم الحقيقي النافع وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “أنا مدينة العلم وعلي بابها” فعلي “ع” هو مدينة علم رسول الله ومن سيرة الإمام علي نتعلم الشجاعة ضد أعداء الدين فهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم “برز الإيمان كله للشرك كله” ومن سيرة الإمام علي نتعلم العدل والإنصاف تجاه جميع المخلوقات ومن سيرته “ع” نتعلم الصبر والإخلاص ونتعلم كيف نحارب الظلم والظالمين وكيف ننصف الحق والمحقين فدولة الإمام علي هي الدولة العادلة بعد دولة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغم الحروب التي كان يخوضها ضد أعداء الرسول والرسالة.
أهمية ترسيخ الولاية في مواجهة مشاريع إذلال الأمة
ترسيخ الولاية في مجتمعنا الإسلامي هو من أوجب الواجبات لمواجهة مشاريع الأمة فالولاية تعود بنا إلى الإسلام القوي الإسلام الذي يعلمنا الشجاعة ضد الكفار المنافقين فأعداء الدين يريدون أن يجعلونا لقمة سائغة لهم فلن يستطيعوا إلا إذا أبعدونا عن الدين الحقيقي لكن الولاية عندما نتولى أولياء الله ونعادي أعداء الله فسيحبط الله أعمالهم وسينصرنا عليهم وسيؤيدنا لأننا تولينا من أمرنا الله بتوليهم وعادينا من أمرنا بمعاداتهم وحذرنا من خطورتهم وكذبهم.
عدل وإنصاف
الناشط الثقافي الأخ حسين عبده محمد المعافا تحدث قائلا:
أوقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجاج بيت الله الحرام في حجة الوداع في غدير خم ليبلغهم أمرا عظيما ومهما في حياة المسلمين عبر العصور هو ولاية الإمام علي “ع” فقام النبي خطيبا فيهم مبلغهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه لتسير الأمة عزيزة كريمة في ولاية من ولّاه الله ورسوله ولتبتعد عن التفرقة والشتات والاختلاف والتمذهب لأن ولاية الإمام علي ومن بعده من ذريته قائمة على العدل والإنصاف وتوزيع الحقوق بالتساوي بين المسلمين فهذا كان بعض أئمة أهل البيت يبايعون الناس على أن يتقدموهم عند اللقاء ويتأخروهم عند العطاء فهذه مدرسة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهناك آية قرآنية تدل على ولاية الإمام علي “ع” وهو قوله تعالى “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون” كما قال معظم المسفرين لا أحد عمل بهذه الآية غير الإمام علي “ع”.
ذكرى عظيمة
الناشط الثقافي إبراهيم المطري تحدث قائلا:
ذكرى يوم الولاية ذكرى عظيمة ومن المفارقات أن تأتي هذه الذكرى والأمة الإسلامية والعرب بالذات مقبلون على فرض ولاية أمر من نوع آخر، ولاية أمر يهودية، ولاية أمر صهيونية، كي تعلم الأمة كم كانت خسارتها يوم أن رفضت ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها.
ففي الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة وبعد عودة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف رسولنا الكريم في منطقة بين مكة والمدينة وهي أقرب ما تكون إلى مكة بعد أن نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى “يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين”.
بعد نزول هذه الآية وفي وقت الظهيرة في وقت حرارة الشمس، وحرارة الرمضاء أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تقدم أن يعودوا، وانتظر في ذلك المكان حتى تكامل الجمع وبعد ذلك رُصُّت له اقتاب الإبل ليصعد عليها، تراه تلك الأمة لتشاهد وهي تعرفه بشخصه لترى عليا ويد رسول الله رافعة ليده وهي تعرف شخص علي ومن فوق تلك الاقتاب يعلن موضوعا هاما يعلن قضية هامة، هي قضية ولاية أمر هذه الأمة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم عندما صعد النبي وبعد أن رفع يد علي “ع” خطب خطبة عظيمة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من ولاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله”.
ومعنى كلام النبي الأكرم: أني وأنا أبلّغ عندما أقول لكم: ” فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه” إنما أبلّغ عن الله، ذلك أمر الله، ذلك قضاء الله، ذلك اختيار الله، ذلك فرض الله، وذلك إكمال الله لدينه، وذلك مظهر من مظاهر رحمة الله بعباده.
” إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم ” هكذا من عند الله إلى عند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولاية ممتدة، ولاية متدرجة لا ينفصل بعضها عن بعض، ثم يقول ” فمن كنت مولاه” أليس كل مؤمن فينا يعتقد ويؤمن بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو مولاه؟ إن كل مسلم وليس فقط الشيعة كل مسلم يعتقد ويؤمن بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو مولاه إذاً “فمن كنت مولاه” أيّ مسلم، أيّ أمة، أيّ شخص، أي حزب، أي طائفة، أي فئة، أي جنس من هؤلاء من هذه البشرية كلها يدين بولاتي، يدين أني أنا مولى المؤمنين ” فهذا علي مولاه “.

قد يعجبك ايضا